افتتحت وزيرة الدفاع الألمانية، الثلاثاء، مركز قيادة فضائياً في موقع مركز العمليات الجوية بمنطقة أوديم بالقرب من الحدود الهولندية، وذلك بهدف مراقبة وحماية الأقمار الاصطناعية واستطلاع العمليات العسكرية، لتصبح برلين من الدول التي تولي هذا الشأن اهتماماً خاصاً.
وقالت وزيرة الدفاع أنغريت كرامب كارينباور، في تصريحات أوردها موقع "دويتشه فيله"، إن "ازدهارنا وأمننا يعتمدان بشكل كبير على الفضاء، إن الجيش يستجيب للأهمية المتزايدة للفضاء لقدرة دولتنا على العمل وازدهار سكاننا، والاعتماد المتزايد للقوات المسلحة على البيانات والخدمات والمنتجات المدعومة بالفضاء".
وأضافت: "نعلم أن التهديدات في الفضاء تتزايد، لكن لم نتوقع فكرة الحرب في الفضاء، إذ يمكن أن تقوض الهجمات على الأقمار الاصطناعية الاتصالات والتكنولوجيا في بلدان معينة"، لافتة إلى أن "الأقمار الاصطناعية تعد من البنى التحتية الحيوية التي تريد ألمانيا حمايتها".
من جانبه، قال رئيس الأكاديمية الفيدرالية الألمانية للسياسة الأمنية، إيكيهارد بروس، إن "الهجمات في الفضاء لم تعد افتراضية".
وأضاف في بيان: "بعض الدول الآن تعتبر الفضاء مجالاً للنزاع العسكري في المستقبل. التكنولوجيا تتقدم بسرعة في هذا المجال، ومن المهم أن تضع ذلك في الاعتبار".
وتابع: "الصين وروسيا، على سبيل المثال، طورتا صواريخ وقدرات عسكرية أخرى يمكن استخدامها ضد الأقمار الاصطناعية"، مشيراً إلى أن "مركز القيادة الألماني الجديد يظل في الأساس مكاناً لاستطلاع المعلومات. ألمانيا ليست في وضع يمكنها من تنفيذ هجوم في الفضاء حالياً".
"خطر التسلح في الفضاء"
ولكن ماكس موتشلر، كبير الباحثين في معهد "بون" الدولي، الذي يركز على أبحاث بناء السلام، يرى أن "الإجراءات الدفاعية يمكن أن يكون لها عواقب واسعة النطاق".
وأضاف: "يصبح الأمر إشكالياً، عندما تستنتج أنه يجب أن تكون قادراً على الدفاع عن نفسك في الفضاء، لأنه إذا قلت إننا بحاجة إلى تسليح الفضاء أولاً، فقد يؤدي ذلك إلى دوامة أسلحة خطيرة، وهذا الخطر المتمثل في حدوث سباق تسلح في الفضاء موجود بالفعل".
ألمانيا.. ليست الأولى
ووفقاً لموقع "ديفانز نيوز" defensenews، الذي يُعنى بأحد الأخبار والتطورات في المجال العسكري، فإن برلين ليست وحدها التي تبذل جهوداً لإنشاء كيان فضائي عسكري منفصل، إذ تم إنشاء القوة الفضائية الأميركية أواخر عام 2019، كفرع عسكري منفصل تحت إدارة القوات الجوية.
وفي خريف 2020، أعادت فرنسا تسمية قوتها الجوية لتصبح القوة الجوية والفضائية، بعد أن أنشأت قيادة الفضاء الجديدة في عام 2019، كما أنشأت المملكة المتحدة قيادة فضائية منفصلة في ربيع عام 2021 كقيادة مشتركة مزودة بأفراد من الجيش البريطاني والبحرية الملكية وسلاح الجو الملكي والخدمة المدنية.
وكانت قوات حلف الأطلسي "الناتو" صنفت الفضاء من ضمن الأولويات السبع الأولى للتقنيات الناشئة، إذ أقر وزراء دفاع الدول الأعضاء مؤخراً استراتيجية جديدة، لضمان قيام التحالف بتعزيز هذه التقنيات من خلال زيادة التعاون مع مراكز الابتكار والصناعة غير التقليدية.