نظمت فرنسا الأربعاء، عرضاً عسكرياً تقليدياً في العاصمة باريس بمناسبة العيد الوطني، وهو العرض الأخير في ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون.
وأعيد تنظيم العرض هذا العام، بعد إلغائه العام الماضي، بسبب إجراءات مواجهة وباء كورونا، وهو إجراء لم تشهده فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
وعادت القوات العسكرية والأعلام والمدرعات إلى جادة شانزيليزيه الشهيرة في العاصمة الفرنسية لكن حضور العرض كان محصوراً.
واشترطت السلطات على الحاضرين تقديم شهادة صحية وارتداء كمامة، وسمح لـ10 آلاف شخص فقط بالجلوس في المدرجات، مقارنة بـ 25 ألفاً خلال الأيام العادية.
وداع قائد الجيوش
وشارك ماكرون في العرض إلى جانب قائد أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرنسوا لوكوانتر، الذي يسلم منصبه بعد أسبوع إلى قائد سلاح البر الحالي تييري بوركارد.
وكان ماكرون أشاد، مساء الثلاثاء، بالجنرال لوكوانتر مشيراً إلى "شجاعته الرائعة" و "التزامه" و "إخلاصه" في ختام 4 سنوات من الخدمة.
وشارك في العرض 5 آلاف عنصر من بينهم 4 آلاف و300 مشاة و73 طائرة و24 مروحية و221 آلية و200 حصان للحرس الجمهوري.
وأقيم العرض تحت شعار "كسب المستقبل" في إشارة مزدوجة إلى المعركة الصحية التي يشنها الفرنسيون، فضلاً عن ضرورة إعداد الجيوش "لمشاركات أكثر صعوبة تُسمى ذات كثافة عالية بالاعتماد على تجهيزات متطورة جداً" حسبما قال حاكم باريس العسكري الجنرال كريستوف أباد.
وشاركت ناقلة الجنود المدرعة الجديدة "غريفون" للمرة الأولى في العرض، وستنشر قريباً في منطقة الساحل.
قوة "تاكوبا"
وبعد العرض الجوي الشهير الذي افتتحته "دورية فرنسا"، أطلقت كتيبة من القوات الأوروبية الخاصة المشاركة في قوة "تاكوبا"، العرض الراجل في الشانزليزيه.
وتساهم 8 دول هي فرنسا، بلجيكا، استونيا، إيطاليا، هولندا، التشيك، البرتغال، والسويد في هذه القوة التي بادرت فرنسا إلى تشكيلها لمواكبة الجيش المالي في القتال.
وسيكون لقوة "تاكوبا" دور مركزي في مكافحة المتشددين في منطقة الساحل مع قرار باريس خفض عدد قواتها بعد انتشار دام 8 سنوات في مالي.
وأعلن الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، في خطابه السنوي إلى العسكريين عشية العيد الوطني، أن عملية "برخان" العسكرية الفرنسية لمكافحة المتطرفين في منطقة الساحل والتي يشارك فيها أكثر من 5 آلاف عسكري، ستنتهي في الربع الأول من 2022.
الشرطة البلدية
وللمرة الأولى شاركت في عرض باريس عناصر من الشرطة البلدية خصوصاً من مدينة نيس (جنوب شرق) الذين كانوا في الخطوط الأمامية خلال هجومين في السنوات الأخيرة أولهما الهجوم بشاحنة الذي أودى بحياة 86 شخصاً في 14يوليو 2016، والهجوم على كاتدرائية نيس في أكتوبر 2020 الذي أسقط 3 أشخاص.
وكرم سلاح البحرية فرقة الغواصة مع مشاركة طاقم الغواصة النووية الهجومية "إيمرود" العائدة من مهمة استمرت 7 أشهر في منطقة الهند-المحيط الهادئ، فيما شارك سلاح الجو مع قيادة الفضاء التي استحدثت عام 2019.
وشارك أيضاً جهاز الصحة في الجيوش الفرنسية الذي يعمل بجهد منذ بداية الجائحة التي أسفرت عن أكثر من 111 ألف حالة وفاة في فرنسا. واستمر العرض ساعتين وانتهى مع جوقة مؤلفة من 120 شاباً وشابة.
اقرأ أيضاً: