الأمم المتحدة تسمح للرؤساء بالخطابات المصورة

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو يلقي كلمة عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - 25 سبتمبر 2020. - via REUTERS
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو يلقي كلمة عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - 25 سبتمبر 2020. - via REUTERS
نيويورك - وكالات

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، على السماح مجدداً لزعماء العالم بإرسال خطاباتهم مسجلة بالفيديو، بدلاً من السفر إلى نيويورك في سبتمبر لحضور التجمع السنوي رفيع المستوى في ظل جائحة كورونا.

ويتخذ التجمع السنوي هذا العام، المقرر أن يبدأ في 21 سبتمبر، شكلاً يجمع بين إلقاء الخطابات شخصياً وبث كلمات مصورة بالفيديو مع تفاوت معدلات التطعيم في العالم وفي ظل المخاوف التي يثيرها انتشار سلالات لفيروس كورونا.

وقال دبلوماسيون إن شكل الاجتماعات بالنسبة لزعماء العالم الذين سيحضرون بأنفسهم ما زال قيد النقاش، ويجرى التركيز بشكل خاص على حجم الوفود التي سيُسمح لها بدخول مقر الأمم المتحدة في نيويورك وقاعة الجمعية العامة.

وتم الترويج لاجتماعات العام الماضي على أنها ستكون أسبوعاً من الاحتفالات بالذكرى الـ75 لتأسيس المنظمة الدولية، لكن الزعماء أرسلوا بدلاً من ذلك مقاطع فيديو مسجلة مسبقاً أو تركوا لسفرائهم لدى الأمم المتحدة في نيويورك إلقاء الخطابات بسبب الجائحة.

وناقش أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، إمكانية عقد الدورة المقبلة حضورياً، على أن تكون الوفود المشاركة صغيرة جداً، وأن تحترم التدابير الصحية السارية بسبب جائحة كورونا، وهو اقتراح وافقت عليه الولايات المتحدة بصفتها الدولة المضيفة.

وعقد أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 دولة جلسة للبحث في الشكل الذي ستكون عليه دورتهم المقبلة المقرّرة. وخلال الجلسة أعطت الولايات المتحدة، وهي طرف أساسي في تنظيم اجتماعات الجمعية العامة، موافقتها على عقد قمة فعلية لكن في ظل تدابير صحية صارمة. 

الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريتش يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. سبتمبر 2020. - via REUTERS
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. سبتمبر 2020. - REUTERS

وقال الدبلوماسي الأميركي رودني هانتر: "في الوقت الذي نرحّب فيه بوصول رؤساء الدول أو الحكومات فإننا نشجّع كل الدول الأعضاء على الحدّ من حجم وفودها هنا في نيويورك".

وأضاف أن تنظيم "قمة ناجحة بمشاركة وفود محدودة هو أمر يمكن تحقيقه بنسبة 100%"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "استخدام خطاب مسجّل مسبقاً عبر الفيديو من قبل رئيس الدولة أو الحكومة يجب أن يظل خياراً للوفود هذا العام".

وأوضح أنه من أجل عقد قمة حضورية "آمنة وناجحة" يجب على وفود الدول أن تستوفي عدداً من الشروط الصحية.

وفصّل هانتر هذه الشروط قائلاً إنها تتضمن بادئ ذي بدء وجوب أن يبرز أعضاء الوفود جميعاً قبل صعودهم إلى الطائرة التي ستقلّهم إلى نيويورك نتيجة فحص مخبري لا يعود تاريخها لأكثر من 72 ساعة تثبت خلوّهم من كوفيد-19 أو شفاءهم منه، وأن يخضعوا بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من وصولهم إلى الولايات المتحدة لفحص آخر مماثل.

حجر صحي

وأوضح رودني هانتر أنه إذا لم يكن هؤلاء قد تلقّوا أحد اللقاحات المضادة لكورونا فسيتعيّن عليهم عندها التزام حجر صحي لمدة سبعة أيام تبدأ لحظة وصولهم إلى الولايات المتحدة.

كما يتعيّن على كل شخص يريد دخول مبنى الأمم المتحدة في نيويورك الخضوع لفحص لقياس حرارة جسمه.

شعار الجمعية العامة للأمم المتحدة في إحدى ساحات مقرها الرئيسي في نيويورك. - REUTERS
شعار الجمعية العامة للأمم المتحدة في إحدى ساحات مقرها الرئيسي في نيويورك. - REUTERS

ولفت الدبلوماسي الأميركي إلى أن بلاده توصي أيضاً بالحفاظ على الشرط المعمول به حالياً في الجمعية العامة لجهة العدد الأقصى للأشخاص المسموح لهم بتمثيل دولهم في كل اجتماع يُعقد في القاعة العامة وهو شخصان لكل وفد، مشدداً على أهمية الالتزام بهذا السقف "بغضّ النظر عن مستوى المشاركين".

كما أشار إلى ضرورة الالتزام بالشروط الأخرى المتّبعة حالياً وهي وضع الكمامات الواقية من الفيروس والتزام قواعد التباعد الاجتماعي في القاعة العامة. 

أما بالنسبة إلى الحجم الأقصى للوفود التي سيُسمح لها بالدخول إلى مقرّ الأمم المتّحدة ككلّ وليس قاعة الجمعية العامة فحسب، فقال هانتر "نقترح أن يقتصر العدد على ستّة أشخاص" من كلّ وفد. 

اجتماعات خارج المقر

وبالنسبة إلى الاجتماعات الثنائية أو المصغّرة التي تعقدها في العادة وفود الدول على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة، فقال هانتر إن الولايات المتحدة توصي بأن تعقد هذه الاجتماعات هذا العام خارج مقرّ المنظمة الدولية.

وقبل جائحة كورونا كانت الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي أكبر تجمّع دبلوماسي في العالم، تجتذب إلى نيويورك عشرات آلاف الأشخاص وتجري على هامشها مئات الفعاليات الجانبية.

وبالإضافة إلى خيار عقد جمعية عامة يحضرها قادة العالم أجمع لكن على رأس وفود صغيرة جداً وفي ظلّ إجراءات تدابير صحيّة صارمة، قدّمت الأمم المتحدة الأربعاء إلى أعضائها خيارين آخرين هما: جمعية عامة يقتصر مستوى تمثيل الدول فيها على الوزراء، أو تكرار صيغة العام الماضي أي أن تعقد الاجتماعات افتراضياً.

وفي حين شدّد قسم من أعضاء الأمم المتحدة على أن تحديد مستوى تمثيل الدول ليس بتاتاً من مسؤولية المسؤولين الإداريين في المنظمة الدولية، بدا أن الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء ترفض فكرة تكرار تجربة العام الماضي التي اعتبرها كثيرون مدعاة للإحباط.