أبلغنا الأميركيين بأن لغة التهديد لا تجدي نفعاً.. ولدينا خلافات جوهرية بشأن التخصيب

عراقجي لـ"الشرق": نتشاور مع السعودية بانتظام.. ونعتزم إعادة العلاقات مع مصر والبحرين

طهران -الشرق

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة خاصة مع "الشرق"، إن العلاقات مع السعودية في تقدم، وإن التشاور السياسي بينهما منتظم، مشيراً إلى أنه التقى وزيري خارجية مصر والبحرين مراراً، وأن طهران تتجه لعودة العلاقات الدبلوماسية معهما.

وعن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، قال عراقجي في المقابلة التي تبثها "الشرق" الخميس، إن هناك "خلافات جوهرية"، مع الأميركيين لا تزال قائمة بشأن تخصيب اليورانيوم، وأضاف أن التخصيب بالنسبة لإيران "قضية أساسية والتنازل عنه مستحيل".

وأضاف أن "تخصيب اليورانيوم إنجاز علمي كبير في مجال معقد للغاية، جرى تحقيقه بفضل العلماء الإيرانيين، ولم يتم الحصول عليه من أي دولة خارجية، بل هو إنتاج محلي خالص، ولهذا السبب فهو ذو قيمة عالية جداً للشعب الإيراني، خاصة وأننا تعرضنا لعقوبات الحصار طويلة الأمد بسببه، وعانى الشعب كثيراً منها، والأهم من ذلك أن عدداً من العلماء قد تم اغتيالهم، ولذلك لا يمكن التخلي عنه بأي حال من الأحوال".

واعتبر أنه "إذا كان الهدف طمأنة الأطراف بعدم امتلاك سلاح نووي، فالاتفاق في متناول اليد"، وشدد على أن بلاده "مستعدة لشفافية أوسع فيما يتعلق ببرنامجنا النووي السلمي شريطة رفع العقوبات".

وقال عراقجي: "أكدنا مراراً أن أي اعتداء على إيران سيواجه برد مناسب، ولا أحد يجرؤ على مهاجمتنا بسبب قدراتنا الدفاعية". وأضاف أنه أبلغ الأميركيين بأن "لغة التهديد لن تجدي نفعاً مع إيران".

ويرى عراقجي أن "الوضع الحالي ليس مسؤولية إيران، بل هو نتيجة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وعجز الدول الأوروبية عن تعويض هذا الانسحاب، ولم نرتكب أي خطأ، بل بقينا ملتزمين بتعهداتنا، وعندما لم يتم تأمين المصالح الاقتصادية لنا، كان من الطبيعي أن نقوم بتقليص التزامنا، لذلك التهديد باستخدام آلية Snapback (إعادة فرض العقوبات الأممية) هو تهديد غير منطقي تماماً، ولا أساس له قانونياً أو سياسياً، وإذا كانت الدول الأوروبية تفكر في تنفيذ هذا الإجراء، فسيكون ذلك خطأً فادحاً وعليها تحمل التبعات".

وبشأن العلاقات مع سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قال عراقجي إن أي تحرك يصب في مصلحة الشعب السوري فإيران ترحب به.

مشاورات إيرانية مع السعودية

وزار عراقجي في 10 مايو الجاري، مدينة جدة السعودية، وذلك قبل الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، وعقد محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

وأطلع عراقجي نظيره السعودي على آخر مستجدات المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.

وفي 28 أبريل الماضي، بحث وزير الخارجية السعودي في اتصال هاتفي مع عراقجي، مستجدات المحادثات التي ترعاها سلطنة عمان بين إيران والولايات المتحدة.

العلاقات مع مصر والبحرين

وكثفت إيران ومصر الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى منذ اندلاع الحرب على غزة في 2023، بعد سنوات من التوتر بين البلدين.

وفي أكتوبر، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الإيراني مسعود بيزشيكان على هامش قمة مجموعة "بريكس"، حيث بحثا التصعيد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط. 

وحضر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حفل تنصيب الرئيس الإيراني في يوليو، بالعاصمة الإيرانية طهران.

واتفقت إيران والبحرين في يونيو الماضي، على "إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين، لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما".

وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قد أعرب خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو في مايو 2023، عن تطلع بلاده لتحسين علاقاتها مع إيران، مشيراً إلى عدم وجود سبب لتأجيل عودة العلاقات بين البلدين بعد انقطاعها عام 2016. وزار عراقجي البحرين في أكتوبر الماضي.

تصنيفات

قصص قد تهمك