أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، الأربعاء، قبول الولايات المتحدة رسمياً للطائرة التي قدمتها قطر كهدية، لاستخدامها طائرة رئاسية.
وقال المتحدث باسم "البنتاجون" شون بارنيل في بيان: "لقد قبل وزير الدفاع (بيت هيجسيث) طائرة من طراز بوينج 747 من قطر وفقاً للقواعد واللوائح الفيدرالية"، مضيفاً أن الوزارة "ستعمل على ضمان مراعاة التدابير الأمنية المناسبة، والمتطلبات المهمة للطائرة المستخدمة لنقل رئيس الولايات المتحدة".
وخلال استقباله رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في البيت الأبيض، قال ترمب إن الولايات المتحدة بحاجة إلى طائرة رئاسية، مشيراً إلى أن شركة "بوينج" ستتأخر في تسليم طائرتين رئاسيتين تعمل على تصنيعها.
وقاطعه رامافوزاً قائلاً: "أعتذر، فأنا لا أملك طائرة لتقديمها لك"، ليرد ترمب: "أتمنى لو كنت تملكها، لأنه لو قدم بلدك طائرة كهدية للقوات الجوية الأميركية فسأقبلها".
قطر: لا نسعى للتأثير أو النفوذ
وجاء هذا الإعلان بعد رفض قطر، الثلاثاء، المخاوف المتعلقة بعرضها إهداء الرئيس الأميركي دونالد تركب طائرة "بوينج" قائلة، إنها لا تحاول التأثر والنفوذ، وذلك بعد يوم من تقديم مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأميركي لمنع استعمال أي طائرة أجنبية طائرة رئاسية.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في حوار خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر الاقتصادي، إن "تقديم هذه الهدية ليس لأجل التأثير والنفوذ، لكن هذا من واجب قطر كشريك وحليف للولايات المتحدة، والتي لديها بالمثل واجب تجاه قطر"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وتابع: "رأينا الجدل الذي نتج عما أسميه التبادل بين البلدين.. فالعلاقة بين قطر والولايات المتحدة علاقة مؤسسية، وأنه على مدى إدارات أميركية مختلفة بقيت العلاقة بين البلدين قوية على أساس الشراكة القائمة بينهما".
وأشار إلى أن "القضية ببساطة بين وزارتي الدفاع في البلدين، وتتم بشفافية تامة ووفق القانون، وإنها جزء من التعاون على مدى عقود بين البلدين".
وأكد أن "قطر لم تتخذ أي خطوة بشكل سري، أو من تحت الطاولة، أو أنها كانت تحاول القيام بعملية سرية"، لافتاً إلى أن "وزارتي الدفاع في البلدين هما المعنيتان بالأمر، وتجريان الآن التدقيق القانوني بشأن ذلك".
وأعرب عن أن "رغبة قطر هي أن يكون هناك تبادل واضح مع الولايات المتحدة لتسريع استلام الطائرة"، منوها في هذا السياق إلى أن "دولاً كثيرة قدمت هدايا للولايات المتحدة من قبل".
مشروع قانون
وقدّم زعيم كتلة الحزب الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر مشروع "قانون أمن الجسر الجوي الرئاسي" بعد أنباء عن اعتزام ترمب قبول طائرة بقيمة 400 مليون دولار من قطر، وهو ما قال خبراء قانونيون إنه أثار مجموعة من الأسئلة حول نطاق القوانين المتعلقة بالهدايا من الحكومات الأجنبية.
وقال خبراء قانون، إن هذا الأمر أثار مجموعة من التساؤلات بشأن نطاق القوانين المتعلقة بالهدايا التي تقدمها حكومات أجنبية، والتي تهدف إلى مكافحة الفساد وسوء استخدام النفوذ.
وأشار خبراء إلى أن الطائرة الفاخرة، التي قدمتها قطر، ستحتاج تحديثات أمنية وتحسينات في الاتصالات لمنع التنصت وتجهيزات ضد الصواريخ.
ولم تعرف التكاليف، لكنها قد تكون كبيرة بالنظر إلى أن جهود شركة "بوينج" الحالية لبناء طائرتين رئاسيتين جديدتين من المقرر تسليمهما عام 2027، تتجاوز 5 مليارات دولار.