نتنياهو يضع شروطاً عدة لإنهاء حرب غزة.. ويتعهد باحتلال كامل للقطاع

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس. 21 مايو 2025 - رويترز
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس. 21 مايو 2025 - رويترز
دبي -الشرق

وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، عدة شروط من أجل إنهاء الحرب على غزة، منها "نفي قادة حركة حماس" خارج القطاع، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاصة بتهجير الفلسطينيين، مشيراً إلى أن جميع أجزاء القطاع ستكون في النهاية تحت السيطرة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس، وهو الأول منذ قرابة 5 أشهر، إن "هناك 20 محتجزاً على قيد الحياة في غزة، وما يصل إلى 38 محتجزاً قد لقوا حتفهم"، وزعم أن لدى إسرائيل "خطة منظمة جداً لتحقيق أهداف حرب غزة"، مضيفاً أن "للحرب غاية واضحة ومبررة".

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استعداده لـ"إنهاء الحرب بشروط وهي: عودة جميع المحتجزين، ونفي قادة حماس، وخلو القطاع من السلاح، وتنفيذ خطة ترمب والتي بموجبها يُسمح لسكان غزة الذين يرغبون بالخروج أن يغادروا".

خطة جديدة لإدخال المساعدات إلى غزة

وبشأن مسألة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، قال نتنياهو: "لقد طورنا مع الولايات المتحدة خطة بديلة لتوزيع الغذاء، حتى لا يصل إلى حماس".

وأشار إلى أن "الخطة تنقسم إلى 3 مراحل: المرحلة الأولى تتضمن إدخال الغذاء، أما المرحلة الثانية فتشمل آلية التوزيع التي يتم عبر شركات، مع تأمين من قبل شركات أمنية، والمرحلة الثالثة هي إقامة منطقة خالية من حماس، لا يسكنها سوى المدنيين، حيث يتم توزيع المساعدات هناك".

ولا يزال الفلسطينيون في غزة ينتظرون وصول الغذاء، الأربعاء، رغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى سكان القطاع الذين أصبحوا على شفا مجاعة بعد حصار دام 11 أسبوعاً.

وبحسب إحصاءات عسكرية إسرائيلية، دخل إلى قطاع غزة أقل من 100 شاحنة مساعدات منذ، الاثنين الماضي، عندما وافقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفع الحصار عن سكان القطاع.

ومع استمرار استهداف القطاع بالغارات الجوية والدبابات، الأربعاء، قال أصحاب مخابز وشركات نقل محلية، إنهم لم يتسلموا بعد إمدادات جديدة من الطحين وغيره من المواد الأساسية.

وقال أنطوان رينارد، مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية: "لم يصل أي من هذه المساعدات، وهي عبارة عن عدد محدود جداً من الشاحنات إلى سكان غزة"، مضيفاً أن الشاحنات متوقفة على ما يبدو في معبر كرم أبو سالم.

وترك الحصار الإسرائيلي الفلسطينيين في صراع بائس بشكل متزايد من أجل البقاء، رغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على حكومة إسرائيل، التي قال سياسي معارض إنها تخاطر بالتحول إلى "دولة منبوذة".

وفرضت إسرائيل الحصار في مارس الماضي، متهمة "حماس" بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين، وهي تهمة تنفيها الحركة، ومن المقرر بدء تطبيق نظام جديد مدعوم من الولايات المتحدة يستعين بمتعهدين من القطاع الخاص لتوزيع المساعدات قريباً.

وذكرت سلطات الصحة الفلسطينية، أنه بينما كان سكان غزة ينتظرون المساعدات، أودت غارات جوية ونيران دبابات بحياة 34 على الأقل في أنحاء القطاع، الأربعاء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات الجوية أصابت 115 هدفاً، زعم أنها تشمل منصات إطلاق صواريخ وأنفاقاً وبنية تحتية عسكرية لم يحددها.

وأثار استئناف الحملة العسكرية على غزة منذ مارس، بعد وقف لإطلاق النار دام شهرين، تنديداً من دول كانت تتوخى الحذر في توجيه انتقادات علنية لإسرائيل. وحتى الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، أبدت إشارات على نفاد صبرها تجاه نتنياهو.

وعلقت بريطانيا محادثاتها مع إسرائيل بشأن اتفاقية للتجارة الحرة، وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع اتفاقية شراكة تتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية في ظل "الوضع الكارثي" في غزة.

وهددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا واصلت إسرائيل حملتها.

أما داخل إسرائيل، فقد أثار زعيم حزب الديمقراطيين المعارض والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يائير جولان، ردود فعل غاضبة من الحكومة ومؤيديها هذا الأسبوع عندما قال إن "الدولة العاقلة لا تتخذ من قتل الأطفال هواية"، وحذر من أن إسرائيل تُخاطر بأن تصبح "دولة منبوذة بين الأمم".

وقال جولان، وهو نائب سابق لقائد الجيش الإسرائيلي، حزباً ذا تأثير انتخابي محدود، وشارك بشكل فردي في جهود الإنقاذ بعد هجوم السابع أكتوبر 2023، ولكن كلماته، وتعليقات مماثلة من رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، سلطت الضوء على القلق المتزايد في إسرائيل إزاء استمرار الحرب، فيما رفض نتنياهو هذه الانتقادات.

وقال نتنياهو في بيان مصور: "سمعت أولمرت ويائير جولان.. وهذا شيء صادم.. بينما يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي حماس، هناك من يُعززون الدعاية الكاذبة ضد دولة إسرائيل".

وتُظهر استطلاعات الرأي دعماً واسع النطاق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة جميع المحتجزين، إذ أظهر استطلاع أجرته الجامعة العبرية في القدس هذا الأسبوع أن 70% يؤيدون هذا الحل.

لكن المتشددين في الحكومة، والذين يُطالب بعضهم بالطرد الكامل لجميع الفلسطينيين من غزة، يصرون على مواصلة الحرب حتى "النصر النهائي"، والذي يعني نزع سلاح "حماس" وإعادة المحتجزين.

وينحاز نتنياهو إلى المتشددين حتى الآن. وتراجعت شعبية رئيس الوزراء في استطلاعات الرأي، ويواجه محاكمة في الداخل بتهم فساد ينفيها، بالإضافة إلى مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.

تصنيفات

قصص قد تهمك