قررت السلطات في جنوب إفريقيا، حشد قوات أمن إضافية في شوارع البلاد، للمساهمة في التصدي لأحداث الشغب وعمليات النهب، المستمرة منذ أيام، في أعقاب سجن الرئيس السابق جاكوب زوما، وفقاً لما أفادت به وكالة "بلومبرغ".
وأبلغت وزيرة الدفاع نوسيفيوي مابيزا-نكاكولا، نواباً في البرلمان بخطة لتعزيز عدد القوات، المنتشرة في مقاطعتَي كوازولو ناتال وغوتنغ، إلى 25 ألف جندي، في حين تصل أعداد القوات في تلك المناطق إلى نحو 5 آلاف عنصر الآن، بعد نقاش بين الحكومة وأحزاب المعارضة.
جاء ذلك بعدما قالت وزيرة الرئاسة بالوكالة خومبودزو نتشافيني، "نشهد تقارير أقلّ عن عنف ونهب". مشيرة إلى اعتقال أكثر من 1700 شخص.
عشرات القتلى
واندلعت الاحتجاجات في الـ10 من يوليو الجاري، بعد سجن زوما، لتحديه أمراً أصدرته محكمة، يلزمه الإدلاء بشهادته قبل فتح تحقيق في اتهامات بكسب غير مشروع، واتسعت في كوازولو ناتال وغوتنغ، وهما من المراكز الاقتصادية الرئيسة في البلاد. وقُتل ما لا يقلّ عن 72 شخصاً، ممّا يجعل هذه الاحتجاجات الأكثر دموية، منذ انتهاء الفصل العنصري في عام 1994.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن "غوغاء نهبوا مئات الشركات، ودمّروا أبراج اتصالات وبنى تحتية أخرى، فيما تعطّلت شبكات نقل وبرنامج للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد". وسجّلت الحكومة 208 حوادث عنف منفصلة ليل الثلاثاء.
وتُقدّر "قيادة الأعمال لجنوب إفريقيا"، وهي إحدى أبرز مجموعات الضغط التجارية، الأضرار، بأنها تتجاوز 5 مليارات راند (343 مليون دولار)، في قطاع البيع بالتجزئة وحده. وأشار الرئيس التنفيذي للمجموعة، بوسي مافوسو، إلى استهداف أكثر من 200 مركز تسوّق، ونهب أكثر من 800 متجر، وحرق 100 متجر بالكامل.
ونقلت "بلومبرغ" عن كولن كولمان، الرئيس السابق لمجموعة "غولدمان ساكس" في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا، قوله، "سيستغرق الأمر من سنتين إلى ثلاث سنوات لاستعادة البنية التحتية المفقودة. سيستغرق إعادة التخزين في هذه المراكز 10 أسابيع، وسنواجه نقصاً حاداً لبعض الوقت".
"تخريب اقتصادي"
وحضّت نتشافيني، المواطنين، على الامتناع عن الشراء بدافع الذعر، لأن هناك طعاماً يكفي للجميع. وأضافت أن أجهزة الأمن سترافق المركبات التي تحمل سلعاً، من ميناء دربان في كوازولو ناتال، الأضخم في البلاد، إلى وجهات داخلية، لحماية سلاسل التوريد. ووصفت العنف بأنه "تخريب اقتصادي". وتابعت: "لا يمكننا إعلان مَن يقف وراءه. إذا فعلنا ذلك، فسنعرّض التحقيق والمحاكمة المحتملة لأشخاص، للخطر".
وطالبت مجموعات أعمال، الرئيس سيريل رامافوزا، بمنح الشرطة والجيش صلاحيات إضافية لإنهاء العنف، خشية أن تسيطر ميليشيات خاصة على مناطق عدة.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة بُثت على الموقع الإلكتروني لإذاعة "كايا 959" (مقرّها جوهانسبرغ)، حراس أمن خاصين، يطلقون النار على حشد، الثلاثاء.
وتجنّبت الحكومة إعلان حالة الطوارئ، وهذا إجراء استخدمه نظام الفصل العنصري لمواجهة معارضة حكم الأقلية البيضاء. لكن نتشافيني ذكرت أن مراجعة هذا الموقف ممكنة، اعتماداً على كيفية تطوّر الوضع.
وأعلن مكتب رامافوزا، أنه تشاور مع قادة جماعات دينية، وشركات وأحزاب، بشأن أفضل السبل لاستعادة الاستقرار. ونقل مكتب الرئيس عنه قوله، "الدمار الذي شهدته الأمّة مسّ جميع مواطني جنوب إفريقيا، وليس فقط أولئك المقيمين في المناطق المتضررة، كما أضرّ بالفقراء والمسنّين والضعفاء، أكثر من غيرهم. قد تعاني مناطق عديدة في البلاد قريباً، من نقص في المؤن الأساسية، بعد الاضطراب الواسع في سلاسل الإمداد، بالغذاء والوقود والأدوية".
وفاقمت الاضطرابات المصاعب الاقتصادية الناجمة عن كورونا، وما يرتبط به من عمليات إغلاق، وهزّت أسواق المال. ويقدّر اقتصاديون من شركة المحاسبة "برايس ووترهاوس"، أن الاضطرابات يمكن أن تحذف 0.4 نقطة مئوية من إجمالي الناتج المحلي في البلاد. وباع غير المقيمين في جنوب إفريقيا، 4 مليارات راند من الأسهم المحلية الثلاثاء، وهذه أعلى نسبة منذ نوفمبر الماضي.
اقرأ أيضاً: