أعلنت وزيرة العلوم الكورية الجنوبية ليم هايسوك، عن دفعة كبرى لبرنامج الفضاء في بلادها، من خلال أقمار اصطناعية جديدة، تستهدف إبقاءها في صدارة الدول الساعية إلى تطوير الجيل السادس من الإنترنت، وتعزيز أجهزة المراقبة في الفضاء، في إطار الأمن القومي، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وأشارت الوكالة إلى إلغاء قيود على تطوير سيول برنامجها الصاروخي قبل أسابيع، بعدما رفعت الولايات المتحدة قيوداً، وردت في اتفاق ثنائي، ما سيمكن كوريا الجنوبية من صنع محرّكات صاروخية أكثر قوة، والإسراع للحاق بركب دول أخرى في قطاع الفضاء التجاري.
وأنهى الرئيسان، الأميركي جو بايدن والكوري الجنوبي مون جاي إن، مبادئ توجيهية ثنائية للبرنامج الصاروخي، في مايو الماضي، كانت تمنع سيول من تطوير صواريخ يتجاوز مداها 800 كيلومتر.
اختبار ضخم
وثمة اختبار ضخم مرتقب في أكتوبر المقبل، إذ تخطط كوريا الجنوبية لإطلاق صاروخ "نوري"، وهو مشروع بقيمة 1.8 مليار دولار مصمم لوضع قمر اصطناعي يبلغ وزنه 1.5 طن، في مدار على ارتفاع 600 إلى 800 كيلومتر فوق الأرض.
وسيشكّل ذلك تقدّماً ضخماً عن مركبة الفضاء "نارو"، التي شُيّدت باستخدام تكنولوجيا محلية وروسية، وعانت تأخيراً وإطلاقين فاشلين، قبل تنفيذ رحلة ناجحة في عام 2013، حاملة قمراً اصطناعياً للأبحاث، بلغ وزنه 100 كيلوغرام.
ونقلت "بلومبرغ" عن ليم هايسوك، قولها إن ذلك يعني إطلاق أقمار اصطناعية متعددة المهمات، على متن صواريخ محلية الصنع، بهدف الوصول إلى مهمة إلى القمر. وأضافت: "سيكون استكشاف الفضاء منصة لأعمال جديدة".
صناعة "مصيرية"
وأشارت هايسوك التي نالت درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر، من جامعة تكساس، إلى أن "صناعة الفضاء متطوّرة وتعتمد على الذكاء"، مستدركة أنها أيضاً "مصيرية بالنسبة للاستراتيجية الوطنية، من حيث ضمان الأمن القومي والسلامة العامة".
ولم تذكر هايسوك أيّ دولة محددة يمكن مراقبتها من الفضاء، لكن التهديد العسكري من كوريا الشمالية مستمرّ منذ الحرب الباردة، فيما أثارت السياسات الصارمة التي تنتهجها الصين، مخاوف في سيول، وفق تقرير "بلومبرغ".
وقد تكون كوريا الجنوبية رائدة على مستوى العالم في قطاعات تكنولوجية كثيرة، لكن برنامجها الفضائي متأخر عن مثيليه في الصين واليابان المجاورتين.
وأطلقت بيونغ يانغ صواريخ باليستية عابرة للقارات، مستخدمة تكنولوجيا يمكن اعتبار أنها تتجاوز ما أطلقته سيول حتى الآن.
وكانت كوريا الجنوبية تضغط من أجل تفعيل كامل لـ "مشروع 425"، الذي يضمّ أقمار مراقبة عالية الدقة، مطلع العام المقبل، تكون له تطبيقات مدنية وعسكرية، لمراقبة شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك كوريا الشمالية.
نظام لتحديد المواقع
وقالت هايسوك إن سيول تخطط لصنع نظام ملاحة خاصاً بها، عبر الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى شبكة الجيل السادس للإنترنت، عبر الأقمار الاصطناعية أيضاً، وإرسال مركبة فضائية إلى القمر، بحلول عام 2030.
وسعت كوريا الجنوبية طيلة أكثر من عقد إلى إرسال مسبار إلى القمر، وانضمّت في مايو الماضي، إلى برنامج "أرتيميس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، والذي يخطط لإعادة البشر إلى القمر.
وشددت على أهمية "مشاركة كوريا الجنوبية في استكشاف الفضاء"، مضيفة: "سنبذل جهداً للعمل بطريقة شفافة ومسؤولة. نخطط لتوسيع الاستثمار المتعلّق باستكشاف الفضاء، من خلال الانضمام إلى برنامج أرتيميس، ومراجعة نظامنا للعمل على أساس القاعدة، كي يقود القطاع الخاص استكشاف الفضاء".
وتابعت: "إذا كان لدينا نظام عالمي لتحديد المواقع، عبر الأقمار الاصطناعية الكورية، فسيكون نظاماً دقيقاً، تعتمد عليه شركاتنا وصناعاتنا الجديدة، مثل النقل الجوي في المناطق الحضرية، والطائرات بلا طيار والخدمات ذاتية القيادة".