قال المتحدث باسم حركة طالبان سهيل شاهين، إن جماعته "مؤهلة أكثر من الحكومة الأفغانية لإدارة نظام سياسي مستقبلي" في البلاد، مطالباً بدعم مادي من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وأضاف شاهين في مقابلة مع صحيفة "عرب نيوز"، نشرت الخميس، إن "عشرات المناطق تستسلم لطالبان يومياً"، مشيراً إلى أن هذا يحدث "على الرغم من الأسلحة والعتاد المتوفر لدى قوات الأمن الأفغانية".
وقال مسؤولون في طالبان الأسبوع الماضي، إن الحركة سيطرت على 85% من الأراضي في أفغانستان، وهو ما نفته كابول ووصفته بـ"حملة دعائية" تشنها طالبان تزامناً مع انسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك الأميركية، بعد نحو 20 عاماً من القتال.
ورداً على سؤال عما إذا كانت لدى طالبان الخبرة والميزانية الكافية المناطق التي سيطرت عليها، قال المتحدث باسم الحركة: "نحن شعب أفغانستان، نحن نعيش بين الناس.. راكمنا خبرة على مدار الـ25 عاماً الماضية".
وأضاف: "عمل محافظونا وقادة أمن المقاطعات والقضاة، وجميع اللجان التي تعمل كوزارة، منذ 25 عاماً. لذلك راكم جميع موظفينا الخبرة الكافية، إنهم أكثر خبرة من أولئك الموجودين في إدارة كابول".
وقال شاهين، إنه "لم يكن هناك أي تغير في حركة الأشخاص والبضائع على المعابر الحدودية التي استولت عليها طالبان"، مشيراً إلى أن التجار يواصلون التعامل "بشكل طبيعي". وتابع: "الآن، وتحت سيطرة إمارة أفغانستان الإسلامية، يجري كل ذلك دون فساد وبشكل طبيعي".
وقال شاهين، إن حركة طالبان طلبت من المدارس والمكاتب وجميع المؤسسات الأخرى في الأراضي التي تسيطر عليها أن تظل مفتوحة وعاملة. لكنه ناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الأخرى مساعدة طالبان مالياً.
وأضاف: "هذا مهم بالنسبة للمرافق التي سيتم توفيرها لعامة الناس، لدينا ما يقرب من 85% من الأراضي الأفغانية تحت سيطرتنا. لذلك من أجل الحفاظ على جميع هذه المكاتب سليمة ونشطة، نحن بحاجة إلى مساعدة مالية".
وينص جانب من اتفاق الانسحاب الأميركي الذي وقعته طالبان وواشنطن في فبراير من العام الماضي، على التزام الحركة بالتفاوض على وقف النار واتفاق لتقاسم السلطة مع حكومة كابول. لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر تجاه هذا الأمر، حتى بعد عدة جولات من المفاوضات منذ سبتمبر.
خارطة طريق
وعندما سئل شاهين عن شروط طالبان للموافقة على وقف النار، قال: "أولاً، يجب أن نتوصل إلى حل بشأن خارطة الطريق السياسية، ثم نذهب إلى وقف النار.. هناك تسلسل".
وأضاف المتحدث باسم طالبان، أنه "لن يُسمح لأي فرد أو جماعة باستخدام الأراضي الأفغانية لمهاجمة دولة أخرى، بما في ذلك تنظيم القاعدة، المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر التي أدت إلى الحرب الأميركية على أفغانستان".
وأضاف شاهين: "تعهدنا بأننا لن نسمح لأي شخص باستخدام أراضي أفغانستان ضد الولايات المتحدة وحلفائها ودول أخرى"، قائلاً إن الجماعة "أرسلت رسالتها" إلى القاعدة.
وأكد شاهين أنه بخصوص حركة طالبان باكستان، أو أي جماعة أخرى "لدينا التزام بأننا لن نسمح لأي شخص باستخدام تراب أفغانستان ضد دولة أخرى".
وتابع: "في الوقت الحالي لا تخضع كل أراضي أفغانستان لسيطرتنا. عندما يتم تشكيل حكومة إسلامية جديدة، سيتم تنفيذ تلك السياسة (المتمثلة في عدم السماح لأي جهة باستخدام أرض أفغانستان ضد دولة أخرى)".
وبدأت قوات الولايات المتحدة و"الناتو"، الانسحاب من أفغانستان في أوائل مايو الماضي، ومن المقرر أن تنسحب بالكامل بحلول 11 سبتمبر، بعد نحو 20 عاماً من وصولها إلى أفغانستان التي مزقتها الحرب.
وانسحب حتى الآن معظم جنود "الناتو" البالغ عددهم 2500 جندي، عندما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الانسحاب النهائي في أبريل الماضي، تاركاً الحكومة الأفغانية تواجه حركة "طالبان" التي أعلنت مؤخراً سيطرتها على 85% من مساحة البلاد.