انتخابات الرئاسة في بولندا.. جولة إعادة حاسمة بين مرشح مؤيد لأوروبا وآخر قومي

امرأة تصوت خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية داخل مركز اقتراع في العاصمة البولندية وارسو. 1 يونيو 2025 - REUTERS
امرأة تصوت خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية داخل مركز اقتراع في العاصمة البولندية وارسو. 1 يونيو 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

يُدلي البولنديون، الأحد، بأصواتهم في جولة إعادة حاسمة لانتخابات رئاسية تعد اختباراً لمدى نجاح أجندة رئيس الوزراء دونالد توسك المؤيدة لأوروبا في مواجهة تصاعد القوى القومية في البلاد، حسب ما أفادت به "بلومبرغ".

ويخوض عمدة وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، حليف توسك الذي تعهد بتعزيز دور بولندا كشريك موثوق في الاتحاد الأوروبي، الانتخابات ضد مرشح المعارضة كارول ناوروكي، الذي حصل على تأييد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وبينما يتولى رئيس الوزراء السلطة السياسية في بولندا، يحق لرئيس البلاد نقض التشريعات، وترشيح محافظ البنك المركزي، وقيادة القوات المسلحة للبلاد، إذ يُنتخب رئيس الدولة لولاية مدتها 5 سنوات، وتقتصر فترته على ولايتين.

وتولى رئيس الوزراء الحالي دونالد توسك منصبه عام 2023 على وعد باستعادة مكانة بولندا في الاتحاد الأوروبي، بعد 8 سنوات من الحكم القومي الذي أدى إلى تآكل المؤسسات الديمقراطية وجلب التدقيق من بروكسل، لكن أجندته الوسطية تعثرت بسبب حق النقض الذي يتمتع به الرئيس المنتهية ولايته أندريه دودا، حليف حزب "القانون والعدالة القومي".

وتُبرز المنافسة الاستقطاب الذي اجتاح البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 37 مليون نسمة، مع قضايا مثل الإجهاض والهجرة، إذ يُجسّد كلٌّ من ترزاسكوفسكي (53 عاماً) وناوروكي (42 عاماً)، هذا الانقسام.

وسعى كلا المرشحين إلى انتزاع أصوات المرشحين الذين فشلوا في التأهل من الجولة الأولى، والتي أظهرت زيادة في دعم اليمين المتشدد.

تناقض صارخ

والتناقض بين المرشحين صارخ، إذ أن ترزاسكوفسكي، الليبرالي المؤيد لأوروبا، اكتسب خبرة كمشرّع في حزب المنصة المدنية الليبرالي بزعامة توسك، وانتُخب مرتين لقيادة وارسو، مع دعوته لإلغاء قانون الإجهاض الصارم في بولندا.

أما ناوروكي، الملاكم السابق ورئيس معهد "التذكير الوطني"، الذي يحقق في جرائم الحقبة النازية والشيوعية، وافد جديد على الساحة السياسية، إذ انتقد بشدة الهجرة ومحاولات الاتحاد الأوروبي لمكافحة تغير المناخ. 

وستُمكّن رئاسة ترزاسكوفسكي، تاسك، من دفع الإصلاحات التي تعطلت، مثل إعادة ترسيخ استقلال القضاء، لكنه واجه رياحاً معاكسة مرتبطة بتراجع شعبية تاسك، حيث شعر الكثيرون بخيبة أمل إزاء قدرته على تحقيق ذلك.

أما ناوروكي، فقد حل ثانياً بفارق ضئيل خلف ترزاسكوفسكي في الجولة الأولى من الانتخابات، رغم أنه وُضع في موقف دفاعي بسبب مجموعة من الفضائح من بينها مشاركته في شجارات مُدبّرة بين مشجعي كرة القدم.

اقرأ أيضاً

بعد منافسة مع القوميين.. أنصار أوروبا يتقدمون نتائج الانتخابات في بولندا والبرتغال ورومانيا

أظهرت نتائج انتخابات أجريت في 3 دول أوروبية هي بولندا ورومانيا والبرتغال، فوز مرشحين مؤيدين لأوروبا في الانتخابات، بعد منافسة من القوميين المؤيدين لنهج ترمب.

ويرتكز جوهر الحملة الانتخابية على ولاء بولندا الراسخ لدول المحيط الأطلسي، لا سيما في مواجهة التهديد العسكري الروسي الناشئ، إذ لطالما كانت وارسو داعماً قوياً لأوكرانيا، وهي أكبر مُنفق في حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الدفاع كنسبة من الناتج الاقتصادي.

لكن العلاقات مع الولايات المتحدة ازدادت تعقيداً في عهد ترمب، إذ يرى حوالي 31% من البولنديين أن العلاقات الأميركية- البولندية إيجابية، بانخفاض عن 80% قبل عامين بعد زيارة الرئيس السابق جو بايدن لوارسو، وفق استطلاع رأي أجرته شركة CBOS في أبريل الماضي.

تصنيفات

قصص قد تهمك