طهران: نقلنا كمية كبيرة من المعلومات في "أكبر ضربة استخباراتية"

إيران تزعم الحصول على "وثائق سرية" عن منشآت إسرائيل النووية

مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي في صحراء النقب. 8 سبتمبر 2002 - AFP
مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي في صحراء النقب. 8 سبتمبر 2002 - AFP
دبي -الشرق

ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، السبت، أن الاستخبارات الإيرانية حصلت على كمية كبيرة من "الوثائق الإسرائيلية الحساسة"، يتعلق بعضها بمنشآت إسرائيل النووية، بينما لم تصدر تل أبيب أي تعليق على هذه الادعاءات.

ولم تشر التقارير الإيرانية إلى طريقة الحصول على هذه الوثائق، وما إذا كان لها علاقة بعملية قرصنة استهدفت مركزاً إسرائيلياً للأبحاث النووية، العام الماضي.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية نقلاً عن مصادر مطلعة، أن جهاز الاستخبارات الإيرانية شن "أكبر ضربة استخباراتية في التاريخ" ضد إسرائيل، وأوضحت أن جهاز الاستخبارات تمكن من نقل "كمية كبيرة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة، بما في ذلك الخطط والمنشآت النووية من الأراضي المحتلة".

وأضافت المصادر الإيرانية أنه من بين ما تم الحصول عليه "آلاف الوثائق المتعلقة بمشروعات الاحتلال الإسرائيلي ومنشآته النووية"، مشيرة إلى أن "العملية تمت قبل مدة، لكن الحجم الهائل من الوثائق، والحاجة إلى نقلها إلى داخل إيران بشكل آمن، فرضا التكتم على الأمر".

وتابعت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: "تم التأكد من وصول حمولة الوثائق الكبيرة بالكامل إلى المواقع الآمنة المطلومة"، وقالت إن "حجم الوثائق كبير إلى حد أن مجرد دراستها واستعراض الصور والمقاطع المصاحبة لها يستغرق وقتاً طويلاً".

"مزراحي وأتياس"

وتحدثت وكالة "تنسيم" الإيرانية، عن عملية اعتقال نفذها جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية قبل نحو ثلاثة أسابيع، ويتعلق الأمر بروي مزراحي وإلموغ أتياس، ولذلك للاشتباه في ارتكابهما جرائم أمنية في إسرائيل تتعلق بإيران.

وأُلقي القبض على الاثنين بتهمة جمع معلومات استخباراتية في بلدة كفار أحيم، حيث يقيم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فيما وصفه المسؤولون الإسرائيليون، بأنه أحدث قضية في حملة تجسس إيرانية واسعة داخل إسرائيل، حسبما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

واعتقل مزراحي وأتياس، وكلاهما يبلغ من العمر 24 عاماً ويقيمان في نيشر قرب حيفا، في أواخر أبريل عقب تحقيق مشترك لـ"الشاباك" ووحدة الجرائم الكبرى "لاهف 433" التابعة للشرطة الإسرائيلية.

وأفاد المسؤولون بأن مزراحي كان على اتصال بعملاء إيرانيين طوال عام 2025، ونفذ سلسلة من المهام الأمنية، بعضها مع أتياس، وهو على علم تام بأنهم يعملون بتوجيهات إيرانية.

وشملت إحدى المهام نقل حقيبة مدفونة في الأرض، يُعتقد أنها تحتوي على عبوة ناسفة، من موقع إلى آخر بناءً على تعليمات من مُشغلين إيرانيين.

وورد أن مزراحي استخدم هاتفاً حصل عليه حديثاً وتطبيق مراسلة مشفراً للحفاظ على اتصالات سرية مع جهات اتصاله.

وقال مسؤول أمني في ذلك الوقت: "تنضم هذه القضية إلى سلسلة من الحوادث الأخيرة التي تشير إلى جهود متواصلة من قبل كيانات إرهابية واستخباراتية معادية لتجنيد مواطنين إسرائيليين لتنفيذ مهام تهدف إلى الإضرار بأمن دولة إسرائيل ومواطنيها".

وقالت وكالة "تنسيم" الإيرانية، إنه إذا كان لهذين الشخصين علاقة بالقضية الأخيرة، فإن اعتقالهما جاء "بعد نقل الوثائق من الأراضي المحتلة".

برنامج إيران النووي

وفي عام 2018، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن عملاء إسرائيليين استولوا على "أرشيف" ضخم من الوثائق الإيرانية التي تُظهر أن طهران قامت بأعمال نووية أكثر مما كان معروفاً في السابق.

وفي الشهر الماضي، ظهرت تقارير تفيد بأن إسرائيل تدرس توجيه ضربات محتملة إلى مواقع نووية إيرانية، وهي خطوة حذّر المسؤولون الإيرانيون من أنها قد تؤدي إلى رد فعل متناسب وتعرقل المفاوضات الجارية بين البلاد والولايات المتحدة.

وقال ترمب، الذي تعهد بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، الشهر الماضي، إنه سيكون "من غير المناسب" بالنسبة لإسرائيل، أن تهاجم إيران بينما تقترب المحادثات من تحقيق اختراق. لكنه هدد بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.

وتجري طهران وواشنطن محادثات منذ أبريل الماضي للتوصل لاتفاق نووي جديد، بعد أن كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انسحب من اتفاق مماثل في ولايته الأولى.

وذكر موقع "أكسيوس"، الخميس، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين، أن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة أنها لن تضرب المنشآت النووية الإيرانية إلا إذا أشار ترمب إلى فشل المحادثات مع طهران.

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء الماضي، إن التخلي عن تخصيب اليورانيوم يتعارض تماماً مع مصالح البلاد، رافضاً مطلباً أميركياً رئيسياً في المحادثات الرامية إلى حل النزاع المستمر منذ عقود.

تصنيفات

قصص قد تهمك