كندا تتخلى عن فكرة تبني بيان شامل لتجنب تكرار ما حدث في قمة كيبك 2018

مع اشتعال حرب إيران وإسرائيل.. "مجموعة السبع" تبحث عن وحدة الصف وسط صراعات وخلافات

علم مجموعة السبع 2025 وعلم كندا يرفرفان أمام قمة قادة مجموعة السبع في منتجع كاناناسكيس بألبرتا في كندا. 15 يونيو 2025 - Reuters
علم مجموعة السبع 2025 وعلم كندا يرفرفان أمام قمة قادة مجموعة السبع في منتجع كاناناسكيس بألبرتا في كندا. 15 يونيو 2025 - Reuters
ألبرتا-رويترز

يبدأ زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى محادثاتهم السنوية، الاثنين، في ظل استمرار وتصاعد الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، مما يزيد من ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي. في حين تحاول كندا، التي تستضيف القمة، تجنب أي صدام مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ويجتمع زعماء دول مجموعة السبع، وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي، في منتجع "كاناناسكيس" في جبال روكي الكندية منذ الأحد وحتى الثلاثاء.

لكن في تلك المنطقة الجبلية الخلابة والهادئة يواجهون العديد من التحديات، إذ انقلبت السياسة الخارجية تجاه أوكرانيا رأساً على عقب خلال الأشهر الخمسة الأولى من ولاية ترمب الرئاسية الثانية، وهي فترة أثارت أيضاً القلق بشأن توثيق ترمب لعلاقاته مع روسيا، وشهدت فرضه لرسوم جمركية حتى على حلفاء الولايات المتحدة.

بحث عن "الوحدة"

ومع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران الذي دفع أسعار النفط العالمية للارتفاع، تعتبر القمة في كندا لحظة حيوية لمحاولة استعادة مظهر الوحدة في الموقف بين القوى الديمقراطية.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، قبل حضوره أول قمة لمجموعة السبع بعد توليه المنصب: "الهدف الأهم سيكون توصل الدول الصناعية السبع الكبرى في العالم إلى توافق واتخاذها للإجراءات اللازمة".

ولن يكون ذلك سهلاً، فبعد توافق على مدى سنوات، سعى الحلفاء التقليديون جاهدين للحفاظ على التواصل مع ترمب والحفاظ على وحدة موقفهم.

وتخلت كندا عن مسألة تبني بيان شامل لتجنب تكرار ما حدث في قمة عام 2018 في كيبيك، عندما أصدر ترمب تعليمات للوفد الأميركي بسحب موافقته على البيان الختامي بعد المغادرة.

وبدلاً من ذلك، سعت أوتاوا إلى الحصول على إجماع بشأن بيان رئاسة القمة، الذي يلخص المناقشات الرئيسية وستة إعلانات أخرى تم التفاوض عليها مسبقاً بشأن قضايا مثل الهجرة والذكاء الاصطناعي وحرائق الغابات.

تركيز على الاقتصاد والتجارة

وقال مصدران دبلوماسيان إن الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لخفض سقف أسعار النفط الروسي الذي تفرضه مجموعة السبع، حتى إذا قرر ترمب عدم تأييد ذلك، أصبحت أكثر تعقيداً بسبب ارتفاع أسعار الخام منذ أن شنت إسرائيل ضربات على إيران في 12 يونيو.

والتصعيد بين إيران وإسرائيل مدرج على جدول الأعمال. وتقول مصادر دبلوماسية إنها تأمل في التوصل على الأقل إلى بيان مشترك يحث على ضبط النفس والعودة إلى الدبلوماسية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين في جرينلاند، الأحد، قبل سفره إلى كندا: "نحن متحدون. لا أحد يريد أن يرى إيران تمتلك سلاحاً نووياً، وكلنا نريد استئناف المناقشات والمفاوضات".

وأضاف أن اعتماد إسرائيل على الأسلحة والذخائر الأميركية يمنح واشنطن القدرة على الدفع في اتجاه استئناف المفاوضات.

وقال ترمب، الأحد، إن العديد من المكالمات والاجتماعات تجري للتوسط لإحلال السلام.

المسألة الروسية

وتحدث ترمب يوم السبت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واقترح أن يلعب الزعيم الروسي دور وساطة مع إيران، مما سلط الضوء على القلق الذي يساور بعض حلفاء واشنطن.

ورفض ماكرون الفكرة، وقال إن موسكو لا يمكن أن تكون وسيطاً في التفاوض لأنها بدأت حرباً غير مشروعة ضد أوكرانيا.

وقال دبلوماسي أوروبي إن اقتراح ترمب أظهر أن روسيا، رغم طردها من المجموعة في 2014 بعد ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، تظل حاضرة في ذهن الولايات المتحدة إلى حد كبير.

وأضاف: "في نظر الولايات المتحدة لا إدانة لأوكرانيا ولا سلام دون روسيا، بل حتى دورها في الوساطة مع إيران سيحسب لها. بالنسبة للأوروبيين ستكون قمة مجموعة السبع تلك صعبة للغاية".

ومن المقرر أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لحلف حلف شمال الأطلسي مارك روته القمة، الثلاثاء. وعبر مسؤولون أوروبيون عن أملهم في استغلال الاجتماع وقمة حلف شمال الأطلسي الأسبوع المقبل لإقناع ترمب بتشديد موقفه مع بوتين.

وقال ماكرون: "يجب أن تستهدف مجموعة السبع التقارب مرة أخرى، وحصول أوكرانيا على وقف لإطلاق النار يؤدي إلى سلام قوي ودائم. وفي رأيي يتعلق الأمر بمعرفة ما إذا كان الرئيس ترمب مستعداً لفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا".

تصنيفات

قصص قد تهمك