قالت وسائل إعلام إيرانية، الاثنين، إن إسرائيل استهدفت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ما أسفر عن قتل عدد من الموظفين، فيما زعم الجيش الإسرائيلي، أن المبنى المستهدف "تستخدمه القوات المسلحة الإيرانية لأغراض عسكرية".
وتقع مكاتب هيئة الإذاعة والتلفزيون للجمهورية الإيرانية (IRIB) في المنطقة الثالثة في طهران، حيث تتميز بالكثافة السكانية والرفاهية، وهي إحدى مناطق العاصمة الـ21.
وفي وقت لاحق، أفادت قناة IRINN التلفزيونية الحكومية الإيرانية، وهي جزء من IRIB، بأن مجمع استوديوهاتها تعرض لضربة إسرائيلية.
وأظهرت الصور التي تم نشرها بعد الحادث على التلفزيون الحكومي المبنى الزجاجي الذي يضم قناة IRINN، والواقع في المنطقة الثالثة، وهو مشتعل وتضررت واجهاته الخارجية.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على منصة "إكس"، استهداف إسرائيل لهيئة الإذاعة والتلفزيون بأنها "جريمة حرب"، داعياً مجلس الأمن الدولي على التحرك لـ"وقف المعتدي المتورط في جرائم إبادة جماعية، ومنعه من ارتكاب المزيد من الفظائع بحق شعبنا".
"حرب نفسية"
من جهته، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه "هاجم مقر الإعلام التابع للنظام الإيراني المستخدم من قبل القوات المسلحة الإيرانية لأغراض عسكرية"، لافتاً إلى أن "القوات المسلحة استخدمت هذا المقر بتغطية مدنية لتفعيل نشاطات عسكرية مستفيدة من وسائط وإمكانيات المقر".
وأشار البيان الإسرائيلي، إلى أنه "قبل تنفيذ الغارة حذر الجيش السكان المدنيين في المنطقة مسبقاً وبصورة فعالة، بما في ذلك من خلال اتصالات هاتفية، ثم هاجم المبنى بصورة دقيقة للتقليل قدر الإمكان من تضرر غير المتورطين".
وسبق أن حث الجيش الإسرائيلي المدنيين الإيرانيين عبر سلسلة من الرسائل على مغادرة بعض المناطق في طهران حفاظاً على سلامتهم، ما يزيد من احتمال اتساع نطاق الهجمات الجوية.
ورفضت السلطات الإيرانية هذه الرسائل ووصفتها بأنها "حرب نفسية"، وحثت السكان على عدم الذعر على الرغم من أن التلفزيون الرسمي بث لقطات لاختناقات مرورية على الطرق المؤدية إلى خارج العاصمة.
وأشاعت الهجمات شعوراً بالرعب في جميع أنحاء إيران مترامية الأطراف، كاشفة عن ثغرات خطيرة في إجراءات السلامة، لا سيما نقص الملاجئ الكافية، بحسب وكالة "رويترز".
ورغم بناء العديد من "مدن الصواريخ" تحت الأرض، تفتقر إيران إلى ملاجئ عامة لكن الحكومة أعلنت، الأحد، أن المساجد والمدارس ومترو الأنفاق ستكون مفتوحة على مدار الساعة لتكون ملاجئ خلال الهجمات الإسرائيلية.
وصرح مسؤول إيراني، بأن عدد الضحايا في إيران وصل إلى 224 على الأقل، وأن 90% منهم من المدنيين. وفي إسرائيل، قُتل 24 شخصاً في ضربات صاروخية إيرانية، جميعهم مدنيون.
وأصدرت قوات الأمن تحذيرات من أي اتصالات مع إسرائيل، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية، بينما اعتُقل العشرات بزعم "التجسس لصالح إسرائيل أو تحريض الرأي العام بنشر الأكاذيب".
