قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون لصحيفة "جيروزاليم بوست"، الاثنين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستعد لتقديم مقترح "الفرصة الأخيرة" لإيران بشأن برنامجها النووي، وسط تصاعد الحرب مع إسرائيل والتي أسفرت عن ضحايا ومصابين.
وذكر أحد المسؤولين، أن "العرض قد يكون حتى أفضل قليلاً من المقترح الأميركي السابق الذي قدم لطهران قبل نحو أسبوع ونصف". ومن المتوقع، وفقاً للمسؤولين، أن يستند العرض الجديد إلى المبدأ الأميركي القاضي بـ"عدم السماح لإيران بأي تخصيب لليورانيوم".
يأتي هذا بعدما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين في الشرق الأوسط وأوروبا، في وقت سابق الاثنين، بأن إيران تبعث بـ"إشارات عاجلة" تفيد بأنها تسعى لـ"إنهاء الأعمال العدائية"، واستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي، من خلال إرسال رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب.
وذكر المسؤولون أن طهران أبلغت مسؤولين عرب بأنها منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات، طالما أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم. كما أرسلت إيران رسائل إلى إسرائيل مفادها أن من مصلحة الطرفين احتواء مستوى العنف، بحسب الصحيفة الأميركية.
ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات لشبكة ABC News، أن "من مصلحة الولايات المتحدة دعم إسرائيل في سعيها لتدمير برنامج إيران النووي"، رافضاً ما ورد في تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال: "لست مندهشاً، أنهم يريدون الاستمرار في هذه المحادثات الزائفة، التي يكذبون فيها، ويغشون، ويخدعون الولايات المتحدة. ونحن نملك معلومات استخباراتية قوية جداً بشأن ذلك".
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، "أن الإيرانيين يريدون الاستمرار في بناء أسلحتهم النووية، وتوسيع ترسانتهم من الصواريخ الباليستية، التي يطلقونها على شعبنا. إنهم يريدون الاستمرار في خلق تهديدين وجوديين لإسرائيل بينما يتظاهرون بأنهم يتفاوضون، وهذا لن يحدث".
"لا اتصال رسمي"
وأشار مسؤول إسرائيلي لـ"جيروزاليم بوست"، إلى أن "إسرائيل لم تتلق حتى الآن أي اتصال رسمي، وأن المفاوضات تجري حالياً بين طهران وواشنطن، وفي هذه الأثناء، نواصل استهداف المزيد من الأهداف".
يأتي هذا بالتزامن مع قول مسؤولان أميركيان طلباً عدم نشر اسميهما لـ"رويترز"، الاثنين، إن الجيش الأميركي نقل عدداً كبيراً من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا لتوفير خيارات للرئيس دونالد ترمب مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وأفاد موقع "إير ناف سيستمز" المتخصص في تتبع الرحلات الجوية بأن أكثر من 31 طائرة تزويد بالوقود تابعة لسلاح الجو الأميركي معظمها من طرازي كيه.سي-135، وكيه.سي-45 غادرت الولايات المتحدة، الأحد، متجهة شرقاً.
و هذا السياق، قال مصدر أميركي لـ"جيروزاليم بوست"، إن "هذه التحركات تأتي ضمن الاستعدادات لاحتمال المشاركة في ضربات عسكرية، إذا أعطى ترمب الضوء الأخضر".
وأضاف المصدر: "هذه بمثابة المسدس الذي يُعرض في الفصل الأول من المسرحية.. ترمب يوجه رسالة واضحة بأنه لا يستبعد الخيار العسكري".
وتشهد الإدارة الأميركية حالياً خلافاً داخلياً بشأن مسألة الانضمام للهجوم الإسرائيلي، إذ ترى القيادة المركزية الأميركية أن المشاركة أمر صائب، في حين يعارض آخرون، بمن فيهم مؤيدون لترمب، أي تدخل.
وقال مصدر أميركي للصحيفة، إن "القرار النهائي سيكون بيد شخص واحد فقط"، في إشارة إلى ترمب.
ترمب: إيران لن تفوز بهذه الحرب
وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق الاثنين، إن إيران لن تفوز بالحرب التي تخوضها ضد إسرائيل، داعياً طهران إلى الدخول في محادثات "قبل فوات الأوان".
وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين خلال لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني على هامش اجتماعات مجموعة السبع، أن طهران ترغب بالمحادثات من أجل خفض التصعيد مع إسرائيل.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت إيران بعثت برسائل لخفض التصعيد مع إسرائيل، قال ترمب، إن "الإيرانيين يرغبون بالتحدث، وكان يجب عليهم أن يفعلوا لذلك من قبل (هذه الحرب)".
وتابع: "كان لديهم 60 يوماً، ولم نتوصل إلى اتفاق، وكان يجب عليهم إبرام اتفاق" بشأن البرنامج النووي.
ورفض الرئيس الأميركي الرد على سؤال بشأن الأسباب التي قد تدفع الولايات المتحدة للتدخل المباشر في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، قائلاً إنه لا يريد التحدث في هذا الشأن.