أبرزت تعليقات مستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تناقض مواقف المسؤولين الإسرائيليين بعد تضرر مستشفى سوروكا العسكري في بئر السبع جنوب إسرائيل بصواريخ إيرانية، وذلك بسبب تأييدهم في المقابل لقصف وتدمير مستشفيات غزة.
التصريحات الإسرائيلية كشفت تناقضاً واضحاً بين التعاطي مع استهداف مستشفى سوروكا التي وصفوها بـ"جرائم الحرب"، وبأن "أحقر الناس على وجه الأرض هم من يقصفون المستشفيات"، وتبريرهم للقصف المتكرر لمستشفيات قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار قال تعقيباً على تضرر مستشفى سوروكا: " أحقر الناس على وجه الأرض فقط هم من يقصفون المستشفيات على رؤوس مدنيين ينامون في الأسِرَه".
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، بتصفية المرشد الإيراني علي خامنئى، رداً على ما سماه "جرائم حرب خطيرة يرتكبها من مخبئه تحت الأرض"، وقال: "الديكتاتور الإيراني الجبان يتربص بالإسرائيليين من أعماق مخبأ محمي، ويطلق نيراناً موجهة على مستشفيات ومبان سكنية في إسرائيل".
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير عبر منصة "إكس": "النازيون الذين يطلقون الصواريخ على المستشفيات وكبار السن والأطفال، لو امتلكوا أسلحة نووية لما ترددوا لحظة في استخدامها"، في إشارة إلى إيران.
وصرح شلومي كوديش المدير العام للمستشفى للصحافيين في الموقع بأن ضربة صاروخية دمرت عدة أجنحة وأصابت 40 شخصاً، معظمهم من الموظفين والمرضى.
ونفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بشكل قاطع ادعاء إسرائيل بأن إيران استهدفت المستشفى (سوروكا) العسكري، الخميس، مؤكدة أن القوات الإيرانية تستهدف فقط المنشآت المتورطة بشكل مباشر في الهجوم على إيران أو التي تدعمه.
وقال الحرس الثوري الإيراني إنه كان يستهدف مقراً عسكرياً واستخباراتياً إسرائيلياً يقع بالقرب من المستشفى.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من موقع المستشفى المتضرر إنه أصدر تعليماته بعدم "استثناء أحد" من الهجمات الإسرائيلية، وأضاف أن "طغاة" طهران سيدفعون "الثمن كاملاً".
استهداف مستشفيات غزة
وأعادت تصريحات بن جفير الأخيرة إلى الأذهان موقفه من استهداف الجيش الإسرائيلي لمستشفيات بقطاع غزة، في أكتوبر 2023، حين قال إن "الشيء الوحيد الذي يجب أن يدخل غزة طالما أن حماس لا تفرج عن الأسرى الذين تحتجزهم ليس جراماً واحداً من المساعدات الإنسانية، بل مئات الأطنان من المتفجرات من سلاح الجو".
وشهدت الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 العشرات من وقائع استهداف الجيش الإسرائيلي لمستشفيات في القطاع المحاصر، من أبرزها مجمع الشفاء الطبي الذي تعرض لقصف متكرر وسط إدعاءات إسرائيلية بأنه مركز لعناصر حركة "حماس".
وبعد شهر من اندلاع الحرب فرضت القوات الإسرائيلية حصاراً على المستشفى الإندونيسي، وتوالت بعد ذلك وقائع القصف والاقتحام، وكذلك، أغلق الجيش الإسرائيلي مدخل مجمع ناصر الطبي بالدبابات في يناير 2024.
كان مستشفى العودة في غزة قال في بيان، يناير الماضي، إنه خلال 15 شهراً من الحرب شنت القوات الإسرائيلية 520 هجوماً على المستشفيات بالقطاع، كما استهدف أكثر من 100 فريق إسعاف خلال الحرب واعتقل 2260 من الطواقم الطبية.
وحسب تصريحات ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن، فإن 17 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة تعمل حالياً بالحد الأدنى أو بشكل جزئي، ويبلغ إجمالي عدد الأسرة فيها حوالي 1500 سرير، أي أقل بحوالي 45% مما كانت عليه قبل بدء الحرب.