ترمب وتحالف MAGA.. من التأييد المطلق إلى الانقسام بشأن إيران

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحاول الإمسكاك بقبعة MAGA خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض. 2 أبريل 2025 - Reuters
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحاول الإمسكاك بقبعة MAGA خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض. 2 أبريل 2025 - Reuters
واشنطن -أحمد منعم

بعد نحو عقد على تأسيسه، يواجه التحالف اليميني الذي شكله الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحت شعار "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (MAGA) انقساماً غير مسبوق، في ظل تزايد الخلافات داخل الحزب الجمهوري بشأن التلويح الأميركي بتدخل عسكري محتمل في الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران، إذ برزت أصوات معارضة لهذا الخيار داخل المعسكر المحافظ.

ويُعد هذا الانقسام الأكبر داخل الحركة التي بناها ترمب "أميركا أولاً"، ووصفه خبراء، تحدثوا لـ"الشرق"، بأنه صدام مباشر بين جناحين: الأول يوصف بـ"الانعزالي" يرفض أي انخراط عسكري أميركي في الخارج، والثاني يمثل "المحافظين الجدد" أو ما يُعرف بـ"تيار الصقور"، المؤيدين لتدخل أميركي دعم لإسرائيل في حربها ضد إيران.

وحذّر سياسيون محافظون من أن هذا التباين قد يهدد تماسك الحزب الجمهوري تحت زعامة ترمب، خاصة بعدما أبدى الرئيس الأميركي انفاتح على المشاركة في مهاجمة إيران، قبل أن يعلن مهلة أسبوعين لفتح الباب أمام الدبلوماسية.

في المقابل، يتحرك مشرعون أميركيون، بينهم جمهوريون من أنصار ترمب، لدفع مقترحات تشترط على الرئيس العودة إلى الكونجرس قبل المضي في أي تصعيد عسكري.

انقسام "قد يعصف" بتحالف ترمب

بعد 3 أيام من القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، لوّح ترمب بإمكانية انخراط بلاده عسكرياً في الحرب، بهدف "القضاء على برنامج إيران النووي". كما طالب طهران بـ"الاستسلام غير المشروط"، في تصعيد لافت في لهجته.

وبينما قُوبل هذا التصريح بتأييد من بعض الجمهوريين الداعمين لسياسة خارجية أكثر صرامة ضد إيران، ومن أبرزهم ديفيد فريدمان السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل خلال إدارة ترمب الأولى، والذي اعتبر أن إسرائيل تخوض تلك الحرب "نيابة عن العالم الحر".

لكن على الجانب الآخر، لم يلقَ موقف ترمب إجماعاً داخل الحزب الجمهوري، إذ عبّر عدد من رموز حركة "MAGA" عن رفضهم التام للتدخل العسكري. وكان من أبرزهم الإعلامي السابق في شبكة FOX NEWS تاكر كارلسون، الذي حذر من أن "تورط واشنطن في مثل هذه الحرب قد يؤدي إلى قتل آلاف الأميركيين في أيام قليلة".

ويرى كارلسون في منشور عبر منصة "إكس"، أن التصعيد العسكري ستكون له انعكاسات اقتصادية "كارثية" على الداخل الأميركي.

ويرفع معارضو الحرب ضد إيران شعار "أميركا أولاً"، مستندين إلى رؤية  ترفض انخراط الولايات المتحدة في صراعات خارجية لا تخدم مصلحة مباشرة.

وقال إيلان بيرمان، نائب رئيس معهد السياسة الخارجية الأميركية، إن هذا التيار يرى أن التدخل العسكري يجب أن يكون مشروطاً "بهدف وطني واضح"، مشيراً إلى أن ترمب نفسه هو من تبنى هذا الشعار وروّج له منذ حملته الأولى.

وفي رده على انتقادات الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون، قال ترمب في مقابلة مع مجلة The Atlantic: "أنا من طوّر مبدأ أميركا أولاً، وبالتالي أنا من يحدد معناه".

وفي حديثه لـ"الشرق"، وصف إيلان بيرمان، نائب رئيس معهد السياسة الخارجية الأميركية، سياسة "أميركا أولاً" بأنها "انعزالية بطبيعتها"، وقال إنها "تقوم على تجنب التدخل العسكري ما لم يخدم مصلحة أميركية أساسية".

وذكر أن ترمب يعتبر منع إيران من امتلاك سلاح نووي "مصلحة قومية جوهرية"، وهو ما يبرر تلويحه بالخيار العسكري.

وقاد المحامي والكاتب المحافظ مارك ليفين، أحد أبرز داعمي ترمب، حملة الدفاع عن خيار الحرب. وقال في مقابلة مع FOX NEWS، إن التحالف العسكري بين واشنطن وتل أبيب "قد ينهي حرباً أبدية بدأت منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979".

لكن الصوت الرافض للحرب تصاعد داخل تحالف "MAGA"، لا سيما بين المقربين من ترمب.

وقال مايكل حنا، مدير البرنامج الأميركي في مجموعة الأزمات الدولية، إن أبرز الأصوات المعارضة تشمل ستيف بانون المستشار السابق لترمب، والنائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، والناشط المحافظ الشاب تشارلي كيرك.

شباب MAGA يعارضون الحرب

وبحسب جاستن لوجان، مدير دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد كاتو، فإن تيار الرفض امتد إلى الأوساط الشابة ضمن "MAGA"، رغم تردد الكثيرين منهم في التعبير العلني بسبب "تقلب مواقف ترمب"، وخشية الاصطدام معه.

وانعكس ذلك الخلاف على الشارع الأميركي، إذ أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة YouGov، أن 60% من الأميركيين، و53% من الجمهوريين يعارضون انخراط الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.

وفي حوار مع الإعلامي تاكر كارلسون، حذر ستيف بانون من أن أي تورط عسكري قد "يطيح بتحالف ترمب"، و"يُجهض أولويات حملته الانتخابية"، وفي مقدمتها ملف الهجرة.

ووصف إيلان بيرمان، ما يدور في الحزب الجمهوري حالياً بـ"الصراع الداخلي المحتدم"، بين "جناح انعزالي" يرفع شعار "أميركا أولاً"، وآخر يدعم المواجهة العسكرية مع إيران.

من جهتها، شددت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، على رفضها للتدخل العسكري، معتبرةً أن "هذه الحرب ليست حربنا"، وأن الأميركيين "سئموا من خوض حروب لا نهاية لها".

واتهمت جرين شبكة FOX NEWS بالعمل كـ"آلة دعائية" تسعى لترويج الحرب كخيار وحيد أمام الرأي العام. وفي سلسلة من التغريدات عبر منصة "إكس"، وصفت دعوات التدخل التي يطلقها من يُعرفون بـ"صقور المحافظين" بأنها "مقززة".

"صقور المحافظين" في مواجهة "أميركا أولاً"

في ستينات القرن الماضي، واجهت حرب فيتنام معارضة قادها من أطلق عليهم آنذاك "الحمائم"، وهم سياسيون يساريون تقدميون نادوا بحلول سلمية، في المقابل برز من داخل المعسكر المحافظ تيار لقب بـ"الصقور"، وهم مؤيدو التوسع العسكري، والسياسة الخارجية الصارمة.

وعلى مدار العقود التالية، دافع "صقور المحافظين" عن سياسة التدخل العسكري في حروب، بعضها في الشرق الأوسط.

وأوضح جاستن لوجان، من معهد كاتو الأميركي، أن هذا التيار "سعى خلال عهد جورج الرئيس بوش الابن إلى اجتياح واسع في المنطقة"، لكن التجربة تعثرت بفعل تداعيات حربي العراق وأفغانستان.

ويرى لوجان، أن "الصقور لم يتخلوا أبداً عن قناعاتهم، خصوصاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط، والسعي لتغيير النظام في طهران"، حتى جاءت هجمات 7 أكتوبر 2023 لتعيد إحياء خطابهم بقوة.

في تلك الأثناء، كان ترمب يحشد للترشح لولاية جديدة، وواصل اعتماده قاعدته السياسية التي بناها منذ عام 2016، تحت شعار "أميركا أولاً".

وذكر مايكل حنا، من مجموعة الأزمات الدولية، أن هذا الشعار "انعكس بوضوح في سياسة ترمب الخارجية، التي تضع المصالح الأميركية كما يعرّفها هو، فوق التزامات النظام الدولي أو اعتبارات الحلفاء".

ويرى جاستن لوجان، أن ترمب حاول الحفاظ على صورة "مرشح السلام"، مستشهداً بخطابه في حفل تنصيبه الأخير، حين قال: "سنقيس نجاحنا ليس فقط بالمعارك التي ننتصر فيها، بل بالحروب التي ننهيها، بل وربما الأهم: الحروب التي لا نخوضها أصلاً. أكثر ما سأفخر به في إرثي هو أنني كنت صانع سلام".

وفي بداية ولايته الثانية، اختار ترمب تفعيل سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران من خلال توقيع مذكرة أمن قومي في فبراير الماضي، بهدف الضغط على طهران عبر ورقة العقوبات، لكن في أبريل، غيّر ترمب نهجه وأعلن عن بدء مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين.

وعلّق مايكل حنا، بأن "الصقور" شعروا في تلك المرحلة بأنهم باتوا "مهمشين"، خاصة بعد استبعاد عدد من وجوههم البارزة من التشكيلة الجديدة لإدارة ترمب، مضيفاً أن هذا التحول نحو المفاوضات النووية "أثار استياءهم، على الرغم من إعادة العمل بسياسة الضغط القصوى".

وبحسب حنا، فقد بدا أن ترمب حينها "كان جاداً في مساعيه الدبلوماسية، إذ نجح في كبح طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن عمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني".

وأشار إلى أن "السياسيين المنتمين لتيار الصقور واصلوا الضغط على واشنطن بالتنسيق مع الإسرائيليين، ويبدو أنهم نجحوا مؤخراً في التأثير على موقف الرئيس".

ففي 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل غارات على منشآت نووية وأهداف عسكرية داخل إيران، وهو ما لاقى تأييداً صريحاً من ترمب.

وشهدت الأيام اللاحقة سلسلة من الغارات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، فيما دعا الرئيس الأميركي، طهران إلى "العودة لطاولة التفاوض قبل فوات الأوان"، قبل أن يعلن لاحقاً، أن بلاده "قد تشارك عسكرياً" في تلك الحرب، ولكنه منحها مهلة أسبوعين، الخميس.

وبينما رأى جاستن لوجان، أن تهديد ترمب "يهدد بنسف الصورة التي سعى لترسيخها عن نفسه كصانع سلام"، فإن إيلان بيرمان قال إن "السؤال الحقيقي والذي لا يجد إجابة حتى اللحظة، هو كيف سيتعامل الرئيس ترمب مع تجاوب الإيرانيين مع مطالبه".

وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، طالب ترمب المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"الاستسلام غير المشروط"، و"التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني"، وهو ما قوبل برفض قاطع من خامنئي، خلال خطاب متلفز.

"ترمب يستشير ترمب"

خلال الأيام الخمسة الأولى من الغارات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، واصل الرئيس الأميركي تهديداته بشن عملية عسكرية ضد إيران، دون أن يتخذ خطوة فعلية.

ورغم إلحاح الصحافيين عليه بأسئلة بشأن جدية تنفيذ الهجوم، امتنع عن الإدلاء بأي تعليق مباشر، إلا أن صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر مطلعة، الأربعاء، أن ترمب أبلغ مساعديه بأنه صادق على خطة الهجوم، لكنه لم يحسم بعد قراره النهائي بتنفيذها.

لكن ترمب رد على هذا التقرير، بالقول على "تروث سوشيال"، الخميس، إن "صحيفة وول ستريت جورنال لا تملك أدنى فكرة عن موقفي تجاه إيران".

ووصف الباحث بمجموعة الأزمات الدولية مايكل حنا، تصريحات ترمب بأنها "متقلبة ويصعب التنبؤ حولها"، لافتاً إلى عدم الوضوح بشأن ما إذا كان هناك نقاش داخل الإدارة، في ظل ما وصفه بـ"غياب منظومة صنع القرار السياسي، وتراجع دور مجلس الأمن القومي".

وكانت إدارة ترمب قلصت عدد موظفي مجلس الأمن القومي في يناير الماضي، ثم أقالت رئيسه مايك والتز، مطلع مايو، بعد أسابيع مما عُرف بـ"تسريبات سيجنال"، حيث أضاف والتز عن طريق الخطأ صحافياً أميركياً إلى مجموعة دردشة مغلقة على تطبيق "سيجنال" كانت تُستخدم لتنسيق ضربات جوية في اليمن. ومنذ ذلك الحين، يتولى وزير الخارجية ماركو روبيو المنصب مؤقتاً.

وانتقد مايكل حنا، ما يسميه بـ"اعتبارات الولاء الشخصي للرئيس، والذي يعد أمراً بالغ الأهمية في ولايته الثانية، وهو ما قد يحد من قدرة مسؤولي الإدارة على التعبير بحرية عن آراء تخالف توجهات الرئيس".

ووفقاً لشبكة FOX NEWS، استبعد ترمب مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد من اجتماع مفصلي عقده في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ماريلاند، أوائل يونيو الجاري، قبل الضربة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.

وأرجعت FOX NEWS عدم استدعاء جابارد إلى ازدحام جدول أعمالها آنذاك، إذ كانت تتابع تطورات إرسال قوات الحرس الوطني إلى كاليفورنيا، على خلفية تظاهرات شهدتها الولاية احتجاجاً على إجراءات ترحيل المهاجرين، التي نفذتها إدارة ترمب في لوس أنجلوس.

لكن تقارير صحافية أوردت مؤخراً، أن تولسي كانت قد أدلت بشهادة أمام الكونجرس في مارس الماضي، ذكرت فيها أن إيران لا تسعى حالياً إلى امتلاك سلاح نووي، وهو ما انتقده ترمب، قائلاً إنه لا يعلم "من أين جاءت بتلك المعلومة"، مشيراً إلى تأكده أن إيران تسعى إلى ذلك.

ويرى إيلان بيرمان، نائب رئيس معهد السياسة الخارجية الأميركية، أن الإدارة الحالية "تختلف عن سابقاتها"، مضيفاً أن الدائرة المحيطة بالرئيس "باتت أصغر بكثير مما سبق، كما تقتصر على عدد محدود من الشخصيات، التي قد يستشيرها الرئيس، وأبرزهم نائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وكلاهما يتبنى موقفاً مؤيداً لنهج ترمب بشأن الملف النووي الإيراني، لكن انطباعي أن ترمب يستقى قرارته من رأسه فقط".

وفي تغريدة عبر منصة "إكس"، أعرب دي فانس، عن دعمه لترمب، قائلاً إن الرئيس "ظل متسقاً في موقفه الرافض لامتلاك طهران سلاحاً نووياً على مدار العشر سنوات الماضية"، وأردف أن "الرئيس وحده هو صاحب القرار بشأن أي خطوات إضافية لإجبار طهران على إنهاء تخصيب اليورانيوم".

لكن هجوم الرافضين للضربة العسكرية الأميركية المحتملة، لم يطل أي مسؤول في إدارة ترمب، ففي تغريدة عبر منصة "إكس"، هاجم الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون ما وصفه بـ"الدوائر المحيطة بترمب التي تدفعه نحو الخيار العسكري"، واصفاً أفرادها بـ"دعاة الحرب".

وخص بالذكر كلاً من المحامي اليميني مارك ليفين الذي يقود حملة "الصقور المحافظين" للتدخل العسكري، وقطب الإعلام والملياردير روبرت مردوخ مالك شبكة FOX NEWS، إلى جانب مريام أديلسون، المليارديرة الأميركية الإسرائيلية التي دعمت حملة ترمب الانتخابية لعام 2024 بأكثر من 100 مليون دولار، وإسحاق بيرلماتر، الملياردير الأميركي الإسرائيلي والرئيس السابق لشركة "مارفل" للإنتاج السينمائي.

وأضاف كارلسون: "مرحلة ما، سيُحاسبون جميعاً على ذلك، لكن من المفترض أنكم تعرفون أسماءهم الآن".

تحركات محدودة تحت قبة الكونجرس

وبينما تسهم خطط ترمب المؤجلة حتى الآن في انقسام بين المحافظين داخل تيار "MAGA"، تجنب قادة مجلس الشيوخ الأميركي تقديم إجابات واضحة بشأن ما إذا كان ترمب بحاجة إلى موافقة الكونجرس قبل اتخاذ أي تحرك عسكري ضد إيران.

وفيما ينص الدستور الأميركي على أن إعلان الحرب من صلاحيات الكونجرس، يبقى الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة بموجب الدستور.

وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ جون ثيون: "لقد جرت مناقشة هذه الأسئلة وتفسيرها قضائياً لفترة طويلة، بشأن مدى صلاحيات الرئيس كقائد أعلى للجيش".

وفي المقابل، صرّح زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، أنه يعتقد أن "الكونجرس والديمقراطيين لن يترددوا في استخدام سلطتهم (في منع ترمب) عند الضرورة".

رغم ذلك، شهد الكونجرس تحركات محدودة تهدف إلى منع ترمب من التدخل عسكرياً ضد إيران، حيث قدّم النائبان رو خانا وهو ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، وتوماس ماسي وهو جمهوري من ولاية كينتاكي، مقترحاً في مجلس النواب لإلزام الرئيس الأميركي بالحصول على موافقة الكونجرس قبل أي انخراط عسكري مباشر في الحرب بين إسرائيل وإيران.

وأيد أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ من بينهم راند بول، مقترحاً مماثلاً قدمه العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ تيم كاين.

وقال الباحث في معهد كاتو الأميركي جاستن لوجان، إن نظام الفصل بين السلطات في الولايات المتحدة "يعاني خللاً كبيراً لدرجة أن الرئيس يتمتع بسلطة شبه مطلقة في مسائل الحرب"، مشدداً على أهمية أن "يدرك ترمب أن الدخول في حرب جديدة ومكلفة ستكون له تداعيات سياسية".

إلا أن إيلان بيرمان، الخبير في الملف الإيراني، لفت إلى أن البيت الأبيض "لا يزال يفضّل العودة لطاولة المفاوضات حتى الآن".

وفي حديثه مع "الشرق"، ربط بيرمان عدم تنفيذ ترمب ضربة فورية ضد طهران، بما وصفه بـ"النجاح العسكري الإسرائيلي، سواء في استهداف منشآت إيران النووية، أو تصفية قادة عسكريين وشخصيات رئيسة في البرنامج".

لكن الباحث الأميركي اعتبر أن التدخل العسكري الأميركي "قد يظل موضع تساؤل، ويبقى رهناً بفعالية إسرائيل على المدى البعيد، أو بضرب منشآت شديد التحصين مثل منشأة فوردو، وهو الأمر الذي سيتطلب دعماً أميركياً مباشراً".

وتابع: "تعنت النظام الإيراني، وعدم إبداء المرشد علي خامنئي أي استعداد لتقديم تنازلات، سيسهمان في قرار ترمب النهائي".

تصنيفات

قصص قد تهمك