أعلنت واشنطن وبرلين، الأربعاء، أنهما توصلتا إلى اتفاق لحل نزاعهما القائم منذ فترة طويلة، بشأن خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" البالغة قيمته 11 مليار دولار، فيما اعتبرت أوكرانيا أنه "لا يلبي التوقعات".
وقالت الولايات المتحدة وألمانيا في بيان مشترك إن "ألمانيا ستدعم المشاريع ذات الاهتمام المشترك في قطاع الطاقة عبر ميزانية الاتحاد الأوروبي، بمساهمات تصل إلى 1.77 مليار دولار خلال الفترة بين 2021 و2027".
في المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، إن بلاده "تجري مشاورات رسمية مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا"، بشأن "نورد ستريم 2".
ترحيب ألماني
ورحب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بالاتفاق الموقع بين بلاده والولايات المتحدة، الذي عارضته واشنطن منذ فترة طويلة. وكتب في تغريدة على "تويتر": "أشعر بالارتياح لأننا توصلنا إلى حل بناء بخصوص نورد ستريم 2 مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "سنساعد أوكرانيا على بناء قطاع الطاقة الخضراء، وندفع لتأمين نقل الغاز عبر أوكرانيا في العقد المقبل".
"خط أنابيب سيئ"
وفي وقت سابق، قالت المكلفة بالشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أثناء كشفها تفاصيل الاتفاق خلال جلسة لمجلس الشيوخ، "إنه وضع سيئ وخط أنابيب سيئ، لكننا نحتاج إلى المساعدة في حماية أوكرانيا، وأشعر بأننا اتخذنا بعض الخطوات المهمة في هذا الاتجاه".
وأضافت نولاند خلال جلسة برلمانية: "إذا حاولت روسيا استخدام الطاقة كسلاح أو ارتكاب أعمال عدوانية أخرى ضد أوكرانيا، فإن ألمانيا تلتزم، في هذا الاتفاق معنا، باتخاذ تدابير على المستوى الوطني والضغط من أجل اتخاذ تدابير فعالة على المستوى الأوروبي، بما في ذلك عقوبات، لحصر قدرات التصدير الروسية نحو أوروبا في قطاع الطاقة".
وتابعت: "الجانب الآخر من هذا الاتفاق هو دعم تمديد اتفاق عبور الغاز بين روسيا وأوكرانيا، الذي ينتهي في عام 2024 (..) لمدة عشر سنوات إضافية".
وقالت نولاند إن الاتفاق سيشمل أيضاً أرقاماً مالية "واقعية"، لمساعدة أوكرانيا على تنويع إمدادات الطاقة.
طمأنة أوكرانيا
وفي إظهار لدعم حازم لكييف، أعلنت الإدارة الأميركية، الأربعاء، أن الرئيس جو بايدن سيستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 30 أغسطس المقبل، لمناقشة الملفات المتعلقة بالسيادة الأوكرانية وملف الطاقة.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن سيكرر "دعم الولايات المتحدة الراسخ لسيادة أوكرانيا، ووحدة أراضيها في مواجهة الاعتداءات الروسية المتواصلة في دونباس والقرم"، كما سيناقش الزعيمان جهود مكافحة الفساد.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يتطلع إلى مناقشة "صريحة وحيوية" مع نظيره الأميركي جو بايدن، بشأن التهديدات من خط أنابيب "نورد ستريم 2"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
وتوجه مسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية، هو ديريك شوليت، هذا الأسبوع إلى كل من أوكرانيا وبولندا من أجل مناقشة الاتفاق بشأن خط الأنابيب.
ميركل وبوتين "راضيان"
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أعربا عن رضاهما عن قرب اكتمال مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2"، خلال مكالمة هاتفية.
وأضاف الكرملين في بيان بعد انتهاء المحادثة: "الزعيمان راضيان عن اقتراب مشروع نورد ستريم 2 من الاكتمال".
وقبل ساعات من إعلان الاتفاق، قالت الحكومة الألمانية في بيان إن ميركل تحدثت عبر الهاتف مع بوتين، وإن "مسائل الطاقة مثل نقل الغاز عبر أوكرانيا وخط أنابيب نورد ستريم 2، كانت أيضاً من الموضوعات المطروحة للنقاش".
"لا يُلبي التوقعات"
وفي وقت سابق، اعتبر مستشار للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن الاتفاق بشأن خط أنابيب "نورد ستريم 2"، لا يرقى إلى مستوى توقعات أوكرانيا، ويتجاهل معالجة شواغل الأمن القومي للبلاد.
وقال مستشار زيلينسكي، (لم يذكر اسمه) لموقع "أكسيوس" الأميركي: "بناء على ما قيل لنا، فإن الاتفاق لا يعالج الشواغل الأمنية الأساسية لأوكرانيا"، مضيفاً أنه "لو كان خط الأنابيب قائماً في 2014، لربما توغلت روسيا أكثر داخل الأراضي الأوكرانية".
ولاقى مشروع خط الأنابيب الذي يمر عبر بحر البلطيق معارضة شديدة من أوكرانيا، التي تقاتل انفصاليين موالين لموسكو منذ عام 2014، وتعتبر أن نقل الغاز الروسي عبر أراضيها وسيلة ضغط حيوية.
اقرأ أيضاً: