الكرملين: روسيا تظل الضامن المسؤول لأمن الطاقة في أوروبا

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، 10 سبتمبر 2018 - REUTERS
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، 10 سبتمبر 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الخميس، أن روسيا كانت وستظل "الضامن المسؤول" لأمن الطاقة؛ سواء على صعيد أوروبا أو أماكن أخرى في أرجاء العالم.

وقال بيسكوف في تصريحات للصحافيين، أوردتها وكالة "تاس" الرسمية، إن "روسيا كانت دائماً وستظل الضامن المسؤول لأمن الطاقة في القارة الأوروبية، بل يمكنني أن أقول ذلك على نطاق عالمي أوسع. لا يمكن لأحد أن يذكر أي سوابق في هذا الصدد."

وأشار بيسكوف إلى أن نص بيان اتفاق ألمانيا والولايات المتحدة بشأن خط أنابيب "نورد ستريم 2"، يتحدث عن إمكانية استخدام روسيا للطاقة كسلاح وأداة للضغط السياسي. 

وأضاف: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد مجدداً أن روسيا لم تستخدم قط موارد الطاقة كأداة للضغط السياسي"، على حد قوله.

"طرف غائب"

واعتبر المتحدث أن اعتزام ألمانيا ممارسة نفوذها لتمديد نقل الغاز من روسيا عبر أوكرانيا لمدة عقد، تصفه العبارة الروسية القائلة بأن "نصيب الطرف الغائب كبير". 

وتابع: "تشير هذه الورقة (بيان نورد ستريم 2 الصادر عن الولايات المتحدة وألمانيا) أيضاً إلى أن ألمانيا ستستخدم كل النفوذ المتاح لتعزيز استمرار اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا لمدة 10 سنوات. وبالتأكيد، فإن الاتحاد الروسي غير مذكور هنا على الإطلاق، بينما يمكن تمديد هذه الاتفاقية بين أوكرانيا وروسيا. لذلك، فإن التأثير يشبه إلى حد ما "نصيب الطرف الغائب كبير".

وقال بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن استعداد بلاده لمناقشة تمديد اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا بعد عام 2024 قبل عدة أيام، لافتاً إلى أن "هذه مسألة تختص بالجدوى الاقتصادية والربحية".

ومضى قائلاً: روسيا تود في هذا الصدد أن ترى رسالة من الغرب إلى أوكرانيا في ما يتعلق بالحاجة إلى توفير ظروف مجدية اقتصادياً لمواصلة نقل الغاز. 

وأردف: "نود ونفضل أيضاً أن نرى رسالة إلى أوكرانيا في البيان المشترك مفادها أنه ينبغي لأوكرانيا إظهار موقف مسؤول في ما يتعلق بتوفير شروط مجدية اقتصادياً لاستمرار هذا النقل". واختتم بيسكوف حديثه قائلاً: "يؤسفني أن أقول إننا لا نرى مثل هذه الرسالة لأوكرانيا".

تهديد لأوروبا الوسطى

وفي وقت سابق الخميس، اعتبرت كييف ووارسو أن مشروع أنابيب غاز "نورد ستريم 2" يهدد أوكرانيا وأوروبا الوسطى بأسرها على المستويات "السياسية والعسكرية والطاقوية"، وذلك بعد توصّل واشنطن وبرلين إلى اتفاق بشأن هذا المشروع المثير للجدل الذي يربط بين ألمانيا وروسيا.

وقال وزيرا خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا وبولندا زبيغنيو راو، في بيان مشترك، إن "مثل هذا القرار يخلق تهديدات جديدة لأوكرانيا وأوروبا الوسطى على المستويات السياسية والعسكرية والطاقوية".

من جهتها رحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الخميس، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة، ولكنها أضافت أن "خلافات" ما زالت قائمة.

وقالت ميركل إن الاتفاق بشأن "نورد ستريم 2" هو "خطوة جيدة تظهر الاستعداد للقيام بتسوية لدى الجانبين"، ولكنها أضافت: "هناك خلافات ما زالت قائمة".

اتفاق واشنطن وبرلين

وأعلنت واشنطن وبرلين، الأربعاء، أنهما توصلتا إلى اتفاق لحل نزاعهما القائم منذ فترة طويلة بشأن خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" البالغة قيمته 11 مليار دولار، فيما اعتبرت أوكرانيا أنه "لا يلبي التوقعات".

ويمثل هذا الاتفاق تحوّلاً في الموقف الأميركي، إذ عارضت واشنطن على مدى الإدارتين الرئاسيتين السابقتين خط أنابيب الغاز الذي سينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق وليس أوكرانيا، ما يهدد بحرمان كييف من جزء من الرسوم التي تجنيها حالياً من عبور الغاز الروسي أراضيها، وبحرمانها أيضاً من وسيلة ضغط أساسية على موسكو.

اقرأ أيضاً: