اعتقلت الشرطة التركية، رؤساء بلديات ثلاث مدن كبرى ينتمون للمعارضة في جنوب تركيا السبت، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية، موسعة بذلك حملة مستمرة منذ سجن رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، في مارس الماضي.
وقال مكتب المدعي العام في إسطنبول، إنه تقرر احتجاز رئيسي بلديتي أضنة وأديامان الكبيرتين في جنوب البلاد بتهم كسب غير مشروع، فضلاً عن 8 آخرين.
وجاء ذلك بعدما اعتقلت الشرطة التركية الجمعة، 34 شخصاً، من بينهم رئيس بلدية مانافجات ونائبه، على خلفية تهم تتعلق بالرشوة والابتزاز والاختلاس.
وذكرت وكالة "الأناضول" أنه "تم توقيف عبد الرحمن تودار، رئيس بلدية أديامان، وزيدان قرهلار، رئيس بلدية أضنة، في مداهمات نُفذت في وقت مبكر من السبت. وكلاهما ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي.
كما أفادت الوكالة بأن رئيس بلدية أنطاليا التابع لحزب الشعب الجمهوري، محيتين بوجيك، اعتُقل مع اثنين من المشتبه بهم الآخرين في إطار تحقيق منفصل يتعلق بالرشوة تُجريه النيابة العامة في أنطاليا، وشمل المئات من أعضاء حزب الشعب، منهم 11 من رؤساء البلديات السابقين، منذ أكتوبر من العام الماضي.
وينفي حزب الشعب الجمهوري هذه الاتهامات بشدة؛ ويقول إن التحقيق له دوافع سياسية، وهي اتهامات تنفيها الحكومة.
حملة اعتقالات جديدة
ولم يُفصح المدعون العامون عن تفاصيل التهم الموجهة إليهم على الفور، لكن هذه العملية تأتي في أعقاب اعتقال عشرات المسؤولين من البلديات الخاضعة لسيطرة حزب الشعب الجمهوري في الأشهر الأخيرة.
وذكرت قناة "TRT" أن المدعي العام المحلي في بلدية مانافجات التي يديرها حزب الشعب الجمهوري، يُحقق في اتهامات وقعت ضمن إقليم أنطاليا الجنوبي، تشمل ملفات عديدة من بينها تجديد الفنادق، وتصاريح البناء، وطلبات الإشغال.
وقالت "الأناضول"، إن الشرطة أجرت عمليات مراقبة فنية وشخصية ضد المشتبه بهم استمرت 4 أشهر، مشيرة إلى أن "هناك مزاعم بطلب رشاوى من خلال ابن شقيق رئيس البلدية، إذ لم يتم منح التراخيص دون رشاوى، إلى جانب شراء خدمات أو سلع من خلال شركات وهمية أُنشئت عبر بلدية مانافجات، وفروعها، وأندية رياضية، والحصول على مزايا غير عادلة من خلال فواتير مزورة، وتحويل المشتبه بهم ما يقارب 800 مليون ليرة تركية لأنفسهم بهذه الطريقة"، وفق ما نقلت الوكالة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، ألقت السلطات التركية القبض على 109 أشخاص في مدينة إزمير من بينهم أعضاء في حزب معارض ورئيس بلدية سابق.
وذكرت "الأناضول" أن المدعي العام في إزمير أمر باعتقال إجمالي 157 شخصاً في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، في إطار تحقيق يتعلق بالفساد والاحتيال والتلاعب في مناقصات بالمدينة الواقعة على الساحل الغربي. وأضافت أن الشرطة تواصل جهودها للعثور على 48 شخصاً آخر.
سجن إمام أوغلو
وسُجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المنافس السياسي الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، في مارس الماضي على ذمة محاكمة بتهم فساد ينفيها.
وأدى ذلك إلى اندلاع أكبر احتجاجات في الشوارع منذ 10 سنوات وعمليات بيع حادة في الأصول التركية.
وفي شأن ذي صلة، وجه ممثلو الادعاء التركي اتهامات لإمام أوغلو، بتزوير شهادته الجامعية، في قضية جديدة تهدد المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان بقضاء مزيد من السنوات في السجن.