رئيس الصين يزور التبت لأول مرة داعياً لاتباع "الحزب الشيوعي"

الرئيس الصيني شي جين بينغ عند وصوله إلى مدينة نينغتشي في إقليم التبت (جنوب غرب)- 21 يوليو 2021. - Twitter/@XHNews
الرئيس الصيني شي جين بينغ عند وصوله إلى مدينة نينغتشي في إقليم التبت (جنوب غرب)- 21 يوليو 2021. - Twitter/@XHNews
بكين-رويترز

أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الجمعة، بأن الرئيس شي جين بينغ، زار منطقة التبت التي تتمتع بالحكم الذاتي، يومي 21 و22 يوليو الجاري، داعياً الناس إلى "اتباع نهج الحزب الشيوعي"، لتكون المرة الأولى التي يزور فيها المنطقة منذ توليه الرئاسة عام 2013.

والزيارة هي الأولى أيضاً من رئيس صيني خلال 3 عقود، وتأتي في وقت تواجه البلاد مخاوف أمنية متزايدة نتيجة اشتباكات مع الهند وانسحاب قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان.

ويقول محللون إن الزيارة تُظهر أن الحزب الشيوعي الحاكم فرض النظام، وحظي بالدعم في المنطقة التي شهدت اضطرابات من قبل.

وتوجه الرئيس الصيني جواً إلى مدينة نينغتشي الأربعاء، قبل أن يستقل اليوم التالي قطاراً إلى لاسا، عاصمة التبت، حيث زار عدداً من الأماكن، منها ساحة قصر بوتالا.

والقصر هو المقر التقليدي للزعيم الروحي للبوذيين في التبت الدالاي لاما، الموجود حالياً في المنفى، والذي تصفه بكين بالانفصالي الخطير.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي امرأة من التبت، وهي تمسح دموعها من التأثر وسط حشود ترتدي الملابس التقليدية وتصفق بحماس ترحيباً بشي.

وذكرت وكالة شينخوا، أن الرئيس شي جينغ بينغ وجّه المسؤولين المحليين بالعمل على تماهي أهل التبت أكثر مع "الوطن الأم العظيم، والشعب الصيني، والثقافة الصينية، والحزب الشيوعي الصيني، ومع الاشتراكية والسمات الصينية".

وأضاف أن تحقيق إحياء وتجديد الأمة الصينية لن يحدث إلا إذا اتبع الناس نهج الحزب. ويُنظر إلى إقليم التبت الواقع على حدود الصين مع الهند على أنه يتمتع بأهمية استراتيجية حاسمة بالنسبة لبكين.

وشهدت الصين والهند العام الماضي، أخطر اشتباك منذ عقود على حدودهما المتنازع عليها في جبال الهيمالايا وسقط قتلى من الجانبين.

وكانت آخر زيارة قام بها الرئيس الصيني للتبت عام 2011، عندما كان نائباً للرئيس. وأرسلت بكين قوات إلى التبت في عام 1950، في ما تسميه رسمياً التحرير السلمي، إذ تحتفظ بوجود أمني مكثف في المنطقة التي كانت عرضة للاضطرابات.

تشديد القيود وفرض اللغة

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، كانت قد ذكرت في تقرير قبل أيام، أن السلطات الصينية كثّفت حملتها لاستيعاب سكان إقليم التبت ومراقبتهم وفرض اللغة الصينية عليهم.

واستشهدت الصحيفة بالوضع في دير بوذي صغير بمقاطعة تشينغهاي، يؤدي فيه الرهبان صلاتهم تحت كاميرات مراقبة، وصورة ضخمة للزعيم الصيني شي جين بينغ.

وفي دير آخر، شُيّد قبل 127 سنة، يقول رهبان إن قيوداً جديدة مفروضة على مشاركة الشباب، تصعّب جذبهم.

وفي كل أنحاء المنطقة، تُقلّل المدارس من توظيف معلّمين يقدّمون دروساً باللغة التبتية، وتُبدل الأعمال الفنية التقليدية بملصقات للقادة الصينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، حدّد أولوية وطنية في تشكيل هوية صينية واحدة باسم الوحدة، تتمحور حول أغلبية الهان الصينية، والولاء للحزب الشيوعي الحاكم.

وفرضت بكين قيوداً جديدة على الدين والتعليم واللغة بمنطقة التبت، وعزّزت قدرتها على مراقبة الأفراد باستمرار، مستفيدة من تجربة أقلية الأويغور في إقليم شينغيانغ، وإن كانت أقلّ قسوة.

واعتقد الزعماء الصينيون السابقون أن التنمية الاقتصادية ستعمل بشكل طبيعي على دمج الأقليات العرقية في التيار الرئيس للمجتمع، لكن شي جين بينغ اختار نهجاً أكثر تشدداً، وفق الصحيفة، تؤدي فيه الحكومة دوراً نشطاً في تشكيل الهوية الثقافية للأقليات، في إطار "تكوين وعي جماعي للأمّة الصينية".

اقرأ أيضاً: