أعلنت شركة "إنفيديا"، تلقيها تأكيدات من الإدارة الأميركية بإمكانية بيع شريحة الذكاء الاصطناعي H20 في الصين، وذلك بعد أيام من لقاء رئيسها التنفيذي جنسن هوانج بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويأتي هذا بعد أن فرضت وزارة التجارة الأميركية قيوداً على مبيعات الشريحة في أبريل الماضي، مما كلف "إنفيديا" مليارات الدولارات. وتشكل الموافقة خبراً ساراً لشركة الرقائق التي تبلغ قيمتها 4 تريليونات دولار، وهوانج، الذي من المرتقب أن يزور بكين، هذا الأسبوع.
وأعلنت الإدارة الأميركية أن إنفيديا سيُسمح لها ببيع شريحة H20 بعد حصولها على التراخيص من وزارة التجارة، وفق الشركة، التي قالت إنها ستبدأ عمليات التسليم قريباً. بالإضافة إلى ذلك، كشفت أنها طورت شريحة جديدة ذات أداء أقل، تلبي جميع معايير التصدير الأميركية، مما يسمح بشحنها إلى الصين.
ووفقاً لما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، التقى هوانج بترمب الأسبوع الماضي، في محاولة لإقناعه بضرورة السماح لشركته بمواصلة التعامل مع الصين والاستفادة من مواهب الذكاء الاصطناعي هناك.
وأضافت المصادر، أن هوانج أبلغ ترمب بأنه ينبغي السماح لشركة "إنفيديا" ببيع تقنيتها بحرية في معظم أنحاء العالم حتى تتمكن الشركات الأميركية من الهيمنة على الذكاء الاصطناعي بدلاً من الشركات الصينية. كما ناقش الرئيس التنفيذي، مواضيع مماثلة مع وزير التجارة، هوارد لوتنيك.
واعتبرت "وول ستريت جورنال"، أنه يمكن اعتبار هذه الموافقة، بادرة حسن نية من الولايات المتحدة في محادثاتها التجارية مع الصين. ويُعد الوصول إلى الرقائق والتكنولوجيا المتقدمة أولوية رئيسية للمفاوضين الصينيين.
ويعد هذا الترخيص واحداً من الموافقات القليلة التي تمنحها إدارة ترمب، التي تُقيّد صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي ومنتجات أخرى لحماية الأمن القومي الأميركي.
زيارة الصين
وأفادت مصادر مطلعة للصحيفة، أن هوانج يعتزم لقاء كبار المسؤولين الصينيين خلال إقامته في بكين.
وأرسل عضوان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، رسالة إلى هوانج بشأن رحلته إلى الصين، يطلبان منه الامتناع عن الاجتماع مع شركات تعمل مع هيئات عسكرية أو مخابراتية في الصين. وطلب عضوا مجلس الشيوخ أيضاً من هوانج، عدم الاجتماع مع أي كيانات خاضعة لقيود تصديرية أميركية.
ووفقا لأحدث تقرير سنوي لـ"إنفيديا"، ساهمت الصين بقيمة 17 مليار دولار من عائدات الشركة في العام المالي المنتهي في 26 يناير الماضي، بما يشكل 13% من إجمالي المبيعات. ووصف هوانج مراراً الصين بأنها سوق مهمة لنمو إنفيديا.
وأصبح هوانج، أحد أشهر المديرين التنفيذيين في العالم بفضل الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي. وتُعدّ شرائح "إنفيديا" أساسية لمراكز البيانات المتطورة التي تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي وتُشغّل تطبيقاته.
و"إنفيديا" من واحدة من الشركات القليلة التي تأثرت بشدة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع هوانج إلى تخصيص المزيد من الوقت للسياسيين للبحث عن حلول.
وتواجه الشركة منافسة متزايدة من شركات تكنولوجيا عملاقة في الصين مثل هواوي وشركات أخرى تصنع وحدات معالجة الرسومات التوضيحية (الجرافيكس)، وهي الرقائق المستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي.
لكن الشركات الصينية، بما فيها شركات التكنولوجيا الكبرى، لا تزال متعطشة لرقائق "إنفيديا" بفضل منصة الحوسبة الخاصة بها والمعروفة باسم "كودا".