أصبح نقل المهاجرين غير الشرعيين، أو المُدانين بجرائم من الولايات المتحدة إلى "دول ثالثة" غير موطنهم الأصلي، ركيزة أساسية في استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتنفيذ أكبر عمليات ترحيل في تاريخ البلاد، إذ تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإبرام اتفاقيات مع 51 دولة حول العالم.
وأشار موقع "أكسيوس" الأميركي، إلى أن العدد المتزايد في اتفاقات الترحيل إلى "بلدان ثالثة" التي أبرمتها الإدارة الأميركية، يُظهر رغبةً قوية في اتباع كل السبل الممكنة للوفاء بوعد ترمب بترحيل أعداد قياسية من غير المواطنين.
وذكر الموقع، أن إدارة ترمب استأنفت رحلات الترحيل بعد أن قضت المحكمة العليا الشهر الماضي، بأن وزارة الأمن الداخلي يمكنها استئناف إرسال المهاجرين إلى بلدان ليست موطنهم الأصلي.
وترتب على القرار، تعليق أمر سابق أصدرته محكمة أدنى درجة، كان يُلزم الإدارة الأميركية بإعطاء المهاجرين الوقت الكافي للطعن على عمليات ترحيلهم.
خطط إدارة ترمب
وقال مسؤول أمن الحدود في الولايات المتحدة، توم هومان، الملقب بـ"قيصر الحدود"، إن الولايات المتحدة تهدف إلى توقيع اتفاقيات ترحيل إلى بلدان ثالثة مع "العديد من الدول"، لدعم خطط الإدارة لترحيل المهاجرين.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في يونيو الماضي، بأن الإدارة الأميركية تواصلت أو تخطط للتواصل مع ما يقرب من 51 دولة لقبول ترحيل غير المواطنين من الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن دولتين على الأقل من تلك الدول، وهما إسواتيني وجنوب السودان، وافقتا على استقبال رحلات من الولايات المتحدة.
ولم ترد وزارة الأمن الداخلي على طلب "أكسيوس"، مساء الأربعاء، التعليق على عدد الدول التي تم التواصل معها.
كما أفادت تقارير أوردتها وسائل إعلام أميركية، بأن الإدارة ناقشت اتفاقات "البلدان الثالثة"، مع العديد من الدول التي ينطبق عليها وصف "آمنة".
ولفت "أكسيوس" إلى أن ليبيا أو جنوب السودان، على سيبل المثال كلاهما يشهد اضطرابات وأعمال عنف منذ سنوات، والعديد من البلدان الأخرى المشاركة في هذه الاتفاقات من بين أفقر البلدان في العالم.
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية النيجيري، يوسف توجار، إن الولايات المتحدة تضغط على دول إفريقية لقبول ترحيل فنزويليين إليها، بعضهم يجري ترحيله بعد الخروج من السجن مباشرة، إلا أن أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، لا يمكنها استقبالهم نظراً لمشكلاتها الخاصة.
وكان مسؤولان مطلعان قالا لـ"رويترز"، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب طلبت خلال الأسبوع الجاري من خمسة رؤساء دول إفريقية لدى زيارتهم للبيت الأبيض استقبال مهاجري دول أخرى حين ترحلهم الولايات المتحدة.
وبينما أثار احتمال ترحيل المهاجرين إلى بلدان تبعد آلاف الأميال غير مألوفة وغير مستقرة في كثير من الأحيان، قلق جماعات حقوق الإنسان، لكن الفكرة تحظى بدعم قوي داخل الإدارة.
ورصد موقع "أكسيوس"، الدول التي قبلت بالفعل استقبال مرحلين ليسوا من مواطنيها، وهي:
إسواتيني
أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، ترحيل 5 مهاجرين من كوبا وجامايكا ولاوس وفيتنام واليمن، إلى دولة إسواتيني الإفريقية الصغيرة، الثلاثاء الماضي.
وكتبت المتحدثة باسم الوزارة، تريشيا ماكلولين، على منصة "إكس"، أن الرحلة كانت تحمل أشخاصاً مدانين بمجموعة من الجرائم التي تشمل القتل، والقتل العمد، واغتصاب الأطفال.
السلفادور
أرسلت إدارة ترمب ما لا يقل عن 238 مهاجراً فنزويلياً إلى سجن السلفادور ذي الحراسة المشددة، بموجب قانون "الأعداء الأجانب" في مارس الماضي، ووصفتهم بأنهم "إرهابيون وأعضاء في عصابة عنيفة".
ووجد تقرير لشبكة CBS News الأميركية نشر في أبريل الماضي، أن 75% من المهاجرين الذين أُرسلوا إلى السجن، ليس لديهم سجل إجرامي.
المكسيك
أعلنت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، استقبال بلادها، ما يقرب من 6 آلاف مهاجر غير مكسيكي من الولايات المتحدة حتى أواخر أبريل الماضي.
وقالت شينباوم، إن غير المكسيكيين الذين تستقبلهم بلادها لـ"أسباب إنسانية"، يشكلون عدداً صغيراً من نحو 39 ألف مهاجر رحّلتهم الولايات المتحدة إلى المكسيك منذ 20 يناير الماضي، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
جواتيمالا
أعلن رئيس جواتيمالا، برناردو أريفالو، في فبراير الماضي، موافقة بلاده، على قبول مواطني "دول ثالثة" من الولايات المتحدة، وستكثف رحلات الترحيل من الولايات المتحدة بنسبة 40%.
وقال أريفالو في مقابلة مع شبكة NBC News، إن الاتفاقية لم يكن من المفترض أن توفر مساراً للأشخاص الذين يطلبون اللجوء في جواتيمالا، وبدلاً من ذلك، ستكون البلاد بمثابة محطة توقف في عملية إعادة الأشخاص إلى بلدانهم الأصلية.
كوستاريكا
قبلت كوستاريكا، قرابة 200 شخص من رعايا دول ثالثة على متن رحلتين مختلفتين من الولايات المتحدة حتى نهاية فبراير، وفقاً لتقرير أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" في مايو الماضي.
وكان على متن الطائرتين، ما لا يقل عن 81 طفلاً، واثنتين من الحوامل.
وبعد الإعلان عن اتفاقية الترحيل، قال رئيس كوستاريكا، رودريجو تشافيز، إن بلاده تساعد "شقيقتها القوية اقتصادياً في الشمال".
وقال مسؤولون كوستاريكيون، إن الولايات المتحدة ستغطي تكاليف إقامة الأشخاص المرحلين في البلاد، وكان من المتوقع أن يكون هذا الترتيب محطة مؤقتة في عملية الإعادة إلى الوطن.
بنما
رحلت الولايات المتحدة مئات الأشخاص إلى بنما منذ فبراير الماضي، في إطار اتفاق يقضي بأن تكون البلاد بمثابة "جسر"، بينما تتحمل الولايات المتحدة التكاليف، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وينتمي المهاجرون إلى دول من بينها إيران والهند ونيبال وسريلانكا وباكستان وأفغانستان والصين.
رواندا
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الولايات المتحدة دفعت للحكومة الرواندية، 100 ألف دولار أميركي لقبول مواطن عراقي في أبريل الماضي، وأنها وافقت على استقبال 10 مرحلين آخرين.
ووفق الصحيفة، فإن المفاوضات التي تم التوصل إليها بشأن المواطن العراقي "أثبتت مفهوم برنامج الترحيل الجديد".
جنوب السودان
رحلت الولايات المتحدة، 8 رجال إلى جنوب السودان في يوليو، بعد معركة قانونية حولت رحلة ترحيلهم إلى جيبوتي استمرت لعدة أسابيع.
وبعض الرجال الذين رُحلوا من الولايات المتحدة، كانوا من كوبا ولاوس والمكسيك وميانمار وفيتنام.
كوسوفو
وافقت الدولة البلقانية غير الساحلية في أوروبا، على استضافة 50 شخصاً من غير المواطنين المرحلين من الولايات المتحدة في يونيو الماضي.
وسيسمح الاتفاق بـ"نقل غير المواطنين مؤقتاً" قبل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وأفادت تقارير بأن كوسوفو وافقت على قبول غير المواطنين من الولايات المتحدة على أمل أن تواصل الإدارة الضغط على الدول الأخرى، للاعتراف باستقلال البلد الصغير.
قائمة "الدول الثالثة" التي وافقت على استقبال مهاجرين مُرحلين من الولايات المتحدة
- إسواتيني
- السلفادور
- المكسيك
- جواتيمالا
- كوستاريكا
- بنما
- رواندا
- جنوب السودان
- كوسوفو