قالت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إن موسكو لا تقبل التهديدات، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه سيمهل موسكو 50 يوماً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وإلا ستواجه عقوبات.
وأوضحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن قرار ترمب بتزويد أوكرانيا بصواريخ جديدة يُعد إشارة إلى "مواصلة المذبحة"، ورفض لمبادرات السلام، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وذكرت زاخاروفا أن روسيا تعتبر نفسها مخولة باستخدام أسلحتها ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها بعيدة المدى ضد موسكو، مشيرة إلى أنه "في حال تصعيد الصراع، سنرد بحزم وبالمثل"، لافتة إلى أن الصواريخ بعيدة المدى يُستبعد استخدامها بشكل مستقل من قبل القوات المسلحة الأوكرانية.
وكان ترمب، قد أبدى، الاثنين، موقفاً صارماً ضد روسيا بشأن حربها في أوكرانيا، محدداً مهلة نهائية لوقف إطلاق النار، واعداً بتزويد كييف بدفعة جديدة من الصواريخ والأسلحة.
خطة التدخل العسكري
وأشارت زاخاروفا إلى أن روسيا تعتبر فكرة "تحالف الراغبين" لإنشاء قوة متعددة الجنسيات بمثابة خطة للتدخل العسكري، وستعتبر وحداتها في أوكرانيا أهدافاً مشروعة، حسبما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح مراراً بأن مهاجمة "الناتو" لا معنى لها بالنسبة لروسيا، وبأن كل الادعاءات في هذا الصدد من قبل السياسيين الغربيين، تهدف فقط إلى تخويف شعوبهم.
وأفادت زاخاروفا بأن نشر قوات مسلحة لدول أخرى في أوكرانيا، تحت أي ذريعة، أمر مرفوض تماماً، معتبرة أن هذا تمهيد لتدخل عسكري أجنبي، لافتة إلى أن ما يُسمى بـ"القوات متعددة الجنسيات" سوف تكون في عداد الأهداف العسكرية المشروعة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، رفض في وقت سابق أفكار الغرب، بشأن إنشاء هذه القوة باعتبارها مجرد أوهام لأولئك الذين "يريدون التألق على الساحة الدولية".
نقل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا
من جهة أخرى، شدد قائد قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أليكسوس جرينكويتش، الخميس، على أن الاستعدادات جارية، لنقل أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا على وجه السرعة، معتبراً أن روسيا "ستظل تشكل تهديداً، حتى وإن تم التوصل لحل سلمي في أوكرانيا".
وقال جرينكويتش خلال مؤتمر صحافي في مدينة فيسبادن الألمانية، إن "الاستعدادات جارية، ونحن نعمل بشكل وثيق مع الألمان على نقل الباتريوت"، مضيفاً "تلقيت تعليمات بالتحرك بأسرع ما يمكن".
وتابع قائد قوات "الناتو":"واجبنا أن نحمل قطاع الصناعة مسؤولية التسليم بسرعة، لا يمكننا الانتظار"، محذراً من أن روسيا "ستظل تشكل تهديداً حتى وإن تم التوصل لحل سلمي في أوكرانيا".
