الرئيس الأميركي حذر الصحيفة من نشر الخطاب.. ووصفه بأنه "مزور" وهدد باللجوء للقضاء

رسالة مزعومة إلى إبستين في عيد مولده تشعل حرباً بين ترمب و"وول ستريت جورنال"

جيفري إبستين وشريكته جيسلين ماكسويل مع دونالد ترمب وزوجته ميلانيا في منتجع مارالاجو بفلوريدا. عام 2000 - Getty Images
جيفري إبستين وشريكته جيسلين ماكسويل مع دونالد ترمب وزوجته ميلانيا في منتجع مارالاجو بفلوريدا. عام 2000 - Getty Images
دبي -الشرق

تسببت قصة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مساء الخميس، بشأن رسالة تهنئة مزعومة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2003، إلى رجل الأعمال جيفري إبستين المتهم بالاتجار بالقاصرات، والذي انتحر داخل محبسه في أغسطس 2019، في عيد مولده الخميسن، في هجوم حاد من ترمب على الصحيفة، التي اتهمها بنشر "خطاب مزور"، وهدد بمقاضاتها ومقاضاة مالكها روبرت مردوخ، الذي يملك أيضاً شبكة "فوكس نيوز".

وقالت الصحيفة إن ألبوماً مغلفاً بالجلد، جمعت فيه رفيقة إبستين السابقة غيلين ماكسويل رسائل من العشرات من أصدقائه بمناسبة عيد ميلاد إبستين الخمسين، في عام 2003، تضمن خطاباً وصفته بأنه "بذئ"، من ترمب يشمل رسماً لامرأة عارية وبتوقيع دونالد ترمب. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطاب كتب قبل أول اعتقال إبستين لأول مرة في 2006، بتهم الاستغلال الجنسي للقاصرات.

وفي مقابلة مع الصحيفة الثلاثاء، نفى ترمب أن يكون قد كتب الرسالة أو رسم الصورة، وهدد بمقاضاة الصحيفة إذا نشرت القصة. وقال بحسب ما نقلت الصحيفة: "لم أرسم أبداً في حياتي. لا أرسم صور نساء. هذه ليست لغتي. هذه ليست كلماتي".

ويأتي نشر التقرير في وقت حساس لإدارة ترمب التي أعلنت الأسبوع الماضي، أنها خلصت إلى أنه لا توجد قائمة بعملاء إبستين المتهم بالاتجار بفتيات قاصرات واعتداءات جنسية على أطفال وتسهيل اعتداء أصدقائه على قاصرات، وذلك بعد أن كانت الإدارة قد وعدت بنشرها، ما أدى لانقسامات داخل حركة "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً (MAGA)"، التي تدعم ترمب، في أول انقسام بين الرئيس وقاعدته الشعبية.

ومساء الأربعاء، هاجم ترمب مؤيديه المهتمين بالقضية، واصفاً إياهم بـ"الضعفاء" لتصديقهم ما وصفه بـ"هراء" الديمقراطيين بشأن جيفري إبستين.

"رسالة بذيئة"

ووصفت "وول ستريت جورنال" الرسالة التي نسبتها لترمب، بأنها "بذيئة، مثلما هو حال رسائل أخرى في الألبوم". 

وفيما لم تنشر الصحيفة الخطاب أو الرسم العاري نفسه، إلا أنها قدمت وصفاً تفصيلياً له، وموقع إمضاء ترمب على الخطاب. وقالت إن الخطاب به عدة أسطر مكتوبة بآلة كاتبة، وأن الصورة العارية رسمت بقلم سميك.

واختتمت الرسالة بعبارة "عيد ميلاد سعيد، وليكن كل يوم جديد هو سر آخر". وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر أي شيء عن وجود هذا الألبوم أو الخطابات الواردة فيه.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن المجلد يضم خطابات من الملياردير ليزلي ويكسنر الذي كان يقود حينها مجموعة "فيكتورياز سيكريت"، والمحامي المعروف آلان ديرشزويتز، وخبير اقتصادي بجامعة هارفارد توفي لاحقاً.

ولفتت الصحيفة إلى أن إبستين كان المدير المالي للملياردير ويكسنر الذي كتب في خطابه "أردتك أن تحصل على ما تريد.. لذا ها هو"، وتحت هذا السطر رسم لصدر امرأة عارية.

ترمب غاضب ويعلن مقاضاة الصحيفة

ورداً على نشر الصحيفة التقرير رغم تحذيراته، وقوله إن الرسالة "مزيفة"، قال ترمب: "نشرت صحيفة وول ستريت جورنال خطاباً مزيفاً، يزعم أنه موجه إلى إبستين، هذه ليست كلماتي، كما أنني لا أتحدث بهذه الطريقة، وأيضاً، أنا لا أرسم صوراً".

وتابع: "قلت لروبرت مردوخ (مالك الصحيفة) أن هذه خدعة، وأنه لا يجب السماح بنشر هذه القصة المزيفة، ولكنه فعل، والآن سوف أقاضيه، وأقاضي هذه الصحيفة الرديئة من الدرجة الثالثة".

وفي منشور آخر منفصل قال ترمب: "صحيفة وول ستريت جورنال، وروبرت مردوخ شخصياً، تلقيا تحذيراً مباشراً من الرئيس دونالد جيه. ترمب بأن الرسالة المزعومة التي نشروها والمنسوبة إليه وموجهة إلى إبستين مزيفة، وأنه في حال قاموا بنشرها، سيتم رفع دعوى قضائية ضدهم. مرودخ قال إنه سيتولى الأمر، لكنه من الواضح، لم تكن لديه السلطة للقيام بذلك".

وتابع: "رئيسة تحرير وول ستريت جورنال، إيما تاكر، أُبلغت بشكل مباشر من قبل كارولين ليفيت، وكذلك من الرئيس ترمب، بأن الرسالة مزورة، لكن إيما تاكر لم تكن مهتمة بسماع ذلك. وبدلاً من ذلك، قررت الصحيفة المضي قدماً في نشر قصة زائفة وخبيثة وتشهيرية".

فانس وليفيت على الخط

بدوره، قال نائب الرئيس جي دي فانس: "اغفروا لي لغتي، لكن هذه القصة هراءٌ تام وكامل. ينبغي أن تخجل صحيفة وول ستريت جورنال من نشرها".

وتابع: "أين هذه الرسالة؟ هل ستتفاجئون إذا علمتم أنهم لم يرونا إياها قبل نشر التقرير؟ هل يصدق أحد حقاً أن هذا يشبه أسلوب دونالد ترمب؟"

ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض وكارولين ليفيت، ما نشرته الصحيفة بأنه "مقال تشهيري"، مضيفة: "هذا الأمر يُشبه ملف ستيل الذي أطلق خدعة "روسيا، روسيا، روسيا" من جديد، في إشار إلى ملف جمعه عميل استخبارات بريطاني سابق يدعى كريستوفر ستيل، بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016، زعم حينها أنه كان لصالح دونالد ترمب. 

وقالت ليفيت إن "وول ستريت جورنال"، رفضت أن تُطلعنا على الرسالة، وذكرت أنها "لا تملكها أصلاً عندما طلبنا منهم التحقق من الوثيقة المزعومة التي بنوا عليها كامل قصتهم الزائفة"، وفق وصفها.

وتابعت: "منذ متى يتحدث ترمب بهذه الطريقة التي نُسبت إليه في القصة المزيفة؟ هذا لا يشبه على الإطلاق أسلوبه في الكلام أو الكتابة".

وقالت: "نشرت وول ستريت جورنال معلومات كاذبة عن عمد، بقصد تشويه سمعة رئيس الولايات المتحدة. كما قلت اليوم على منصة البيت الأبيض، هناك خدعة منسّقة يقودها الديمقراطيون والإعلام الكاذب لتشويه صورة الرئيس ترمب كما شهدنا طوال فترتي رئاسته".

إبستين ترمب وكلينتون

وقالت "وول ستريت جورنال"، إنه عندما بلغ جيفري إبستين عامه الخمسين، كان قد أصبح ثرياً بالفعل من خلال إدارة ثروة الملياردير ليزلي ويكسنر، وكان على علاقة بترمب، والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وغيرهم من الشخصيات النافذة في أوساط النخبة، سواءً في منزله بمدينة مانهاتن، أو في منزله في بالم بيتش، فلوريدا، أو في جزيرته الخاصة في الكاريبي.

وأحال متحدث باسم بيل كلينتون إلى بيان صدر في عام 2019، جاء فيه أن كلينتون قطع علاقته بإبستين قبل أكثر من عقد من اعتقاله الثاني، وأنه لم يكن على علم بجرائم إبستين المزعومة.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن إبستين وترمب أمضيا وقتاً معاً في التسعينيات وبدايات العقد الأول من الألفية، وتم التقاط صور لهما في مناسبات اجتماعية، بما في ذلك صور مع غيلاين ماكسويل وميلانيا ترمب.

كما تُظهر تسجيلات مؤرشفة من شبكة NBC تعود لعام 1992 ترمب وهو يحتفل مع إبستين في منتجع مارالاجو. كما ورد اسم ترمب، إلى جانب كلينتون وآخرين، في عدة مناسبات ضمن سجلات رحلات الطائرة الخاصة التابعة لإبستين.

تصنيفات

قصص قد تهمك