حذر المتحدث باسم كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أبوعبيدة، من أن الحركة لن توافق على هدنة مؤقتة في المستقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال المفاوضات الجارية حالياً في الدوحة بوساطة قطرية مصرية، متهماً إسرائيل بالتعنت.
وأكد أبو عبيدة في تسجيل مصور بثته الحركة على قناتها بتليجرام، الجمعة، أن "حماس عرضت الإفراج عن كل المحتجزين في غزة في إطار اتفاق لإنهاء الحرب".
وقال إن الجناح العسكري للحركة يدعم موقف مفاوضي "حماس"، مشيراً إلى أن الحركة عرضت صفقة شاملة لتسليم كل الأسرى دفعة واحدة لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك.
وأوضح أبو عبيدة، أن "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية، جاهزة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد إسرائيل، مشيراً إلى أن الكتائب تعمل على تنفيذ عمليات نوعية وأسر جنود إسرائيليين ضمن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأشار إلى أنه إذا اختارت الحكومة الإسرائيلية الاستمرار في"حرب الإبادة"، فإنها "تقرر في ذات الوقت استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط، فلن تمنعهم دباباتهم، ولن تحميهم من حُمَم الموت".
وتتواصل المفاوضات غير المباشرة بين وفدي "حماس" وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطع غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.
وبينما أعلنت الولايات المتحدة مراراً خلال الأيام الماضية على لسان الرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن التوصل إلى اتفاق في غزة بات قريباً، تقول "حماس" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض مقترحها للتوصل إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين.
"مقترح محدث"
وفي وقت سابق الخميس، أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي نقلاً عن مصدرين مطلعين، بأن قطر، ومصر، والولايات المتحدة قدموا لإسرائيل وحركة "حماس"، مقترحاً محدّثاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويرى الوسطاء الثلاثة، أن تنازلات إسرائيل الأخيرة، والتي تم دمجها في المقترح الجديد، قد تُمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق "قريباً"، بحسب ما ذكره المصدران.
ويشمل الاتفاق الجاري التفاوض عليه، وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة، وإطلاق سراح 10 محتجزين أحياء، وتسليم رفات 18 محتجزاً، والإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية إلى غزة، بحسب "أكسيوس".
وأشار الموقع، إلى أن التعديلات في المقترح تتعلق بنطاق انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار، وعدد السجناء الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي.
ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاستخدام فترة وقف إطلاق النار، للتفاوض على اتفاق أوسع لإنهاء الحرب يشمل هيكلية حكم جديدة في القطاع لا تضم حركة "حماس".
وقال مسؤولون إسرائيليون ومصادر مطلعة على المحادثات، إن مفاوضين من "حماس" وإسرائيل قلصّوا حجم الخلافات المتبقية خلال محادثات الدوحة التي جرت على مدى الأيام العشرة الماضية.
وذكرت مصادر، أن ترمب التقى، الأربعاء، في البيت الأبيض رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وناقشا اتفاق غزة إلى جانب قضايا أخرى.
ورغم أن المحادثات سبق أن انهارت عدة مرات خلال الأشهر الأربعة الماضية، يرى الوسطاء حالياً، أن الفرصة متاحة لتقريب وجهات النظر.