نفت جماعة "حزب الله" اللبنانية، الأربعاء، ما نُشر من تقارير إعلامية عن "جهوزيتها للتصادم مع الدولة اللبنانية"، مشيرة إلى أن تلك الأخبار والمعلومات "عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً".
وأضافت الجماعة في بيان أن تلك التقارير الإعلامية "محض افتراءات"، محذرة من خطورتها، "خاصة في ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة".
وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال مؤخراً إن الجماعة نفّذت اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل بالكامل في جنوب الليطاني بجنوب البلاد، لافتاً إلى أن المقترح الجديد الذي تريده الولايات المتحدة يشمل "المطالبة بنزع السلاح مقابل بعض الانسحابات الجزئية" من جانب إسرائيل.
وتُطالب واشنطن بأن تتخلى الجماعة عن سلاحها مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي تُسيطر عليها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها إسرائيل العام الماضي، بحسب تقارير صحافية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون إن مسألة تطبيق "حصرية السلاح" بيد الدولة "لا رجوع عنها"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنها تتم "بروية" على نحو يحفظ وحدة لبنان، و"يمنع الإضرار بالسلم الأهلي"، فيما شدد المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، على أن الجدول الزمني لتنفيذ هذه العملية "لا يمكن أن يكون طويلاً".
وخاضت إسرائيل و"حزب الله" حرباً استمرت شهوراً في العام الماضي، وانتهت بهدنة بوساطة أميركية دعت الطرفين إلى وقف القتال، وسحب إسرائيل لقواتها وإخلاء لبنان من جميع الأسلحة غير الحكومية بدءاً من المنطقة الجنوبية الأقرب إلى الحدود الإسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام صرّح الأسبوع الماضي، أن الورقة التي قدمها المبعوث الأميركي توم باراك للبنان تشمل "الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة"، و"حصر السلاح بيد الدولة"، فيما أعرب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، عن رفضه تسليم سلاح الحزب إلى إسرائيل.
وبدأت مؤخراً اللجنة السداسية التي تمثل الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان)، اجتماعاتها لدراسة الملاحظات الأميركية التي تسلمها لبنان على الرد الذي قدمه رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى باراك، في زيارته الأخيرة لبيروت.
وقال قاسم إن الاتفاق المطروح حالياً "يبرئ إسرائيل من كل ما ارتكبته خلال فترة العدوان"، مشيراً إلى أن النصوص الواردة في الاتفاق المقترح تلبي ما تريده الولايات المتحدة، خصوصاً "ما يتعلق بنزع سلاح الحزب مقابل بعض الانسحابات الجزئية وفي أوقات متفاوتة".
وأضاف في كلمة مصورة له، أن الاتفاق يقترح فرض "عواقب" في حال خرقه، تتمثل بإدانات في مجلس الأمن فقط، متسائلاً: "ما هي العواقب على إسرائيل؟".