تبادلت كمبوديا وتايلندا في ساعة مبكرة من صباح الأحد، شن هجمات بالمدفعية عبر المناطق الحدودية المتنازع عليها لليوم الرابع، وذلك بعد ساعات من قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن زعيمي البلدين اتفقا على العمل على وقف إطلاق النار.
وقالت كمبوديا إنها تؤيد تماماً دعوة ترمب إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقالت تايلندا إنها ممتنة للرئيس الأميركي لكنها لا تستطيع بدء المحادثات بينما تستهدف كمبوديا مواطنيها المدنيين، وهو ما نفته بنوم بنه.
وقال القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي بومتام ويتشاياتشاي للصحافيين قبل زيارة المناطق الحدودية "شرطنا هو أننا لا نريد تدخل دولة ثالثة، لكننا ممتنون لبادرته (ترمب)".
وأضاف "اقترحنا عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين لوضع اللمسات النهائية على شروط وقف إطلاق النار وسحب القوات والأسلحة بعيدة المدى".
كمبوديا توافق على وقف النار
وقالت كمبوديا إن تايلندا بدأت الأعمال القتالية صباح الأحد، وإن القوات التايلاندية تنتشر على طول الحدود. وقالت تايلندا إنها ترد على هجمات كمبوديا.
وكتب رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه على منصة فيسبوك "أوضحت لفخامة الرئيس دونالد ترمب أن كمبوديا وافقت على اقتراح وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط بين الجيشين"، مشيراً إلى أنه وافق أيضاً على اقتراح ماليزيا السابق لوقف إطلاق النار.
وبعد أربعة أيام من اندلاع أعنف قتال منذ أكثر من عقد بين الجارتين الواقعتين بجنوب شرق آسيا، تجاوز عدد الضحايا 30 منهم 13 مدنياً في تايلندا وثمانية في كمبوديا. وجرى إجلاء أكثر من 200 ألف شخص من المناطق الحدودية في البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الكمبودية إن تايلاند قصفت وشنت هجمات برية صباح الأحد، على عدد من النقاط. وقال متحدث باسم الوزارة إن المدفعية الثقيلة أطلقت النار على مجمعات معابد.
وذكر الجيش التايلاندي أن كمبوديا أطلقت النار على عدة مناطق، بما في ذلك بالقرب من منازل مدنيين، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وأنه يجري نشر قاذفات الصواريخ طويلة المدى.
وقال حاكم مقاطعة سورين لرويترز إن المنطقة تعرضت لإطلاق قذائف مدفعية.
وفي مقاطعة سيساكيت التايلاندية، سمع مراسلو رويترز دوي قصف في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وقالوا إنه لم يتضح على أي جانب من الحدود كان القصف.
وقال ترمب السبت، إنه تحدث إلى رئيسي وزراء تايلاند وكمبوديا وجرى الاتفاق على عقد اجتماع فوري للتوصل سريعاً إلى وقف للقتال الذي اندلع الخميس.
وتتبادل بانكوك وبنوم بنه الاتهامات ببدء الأعمال القتالية.
ويتواجه البلدان منذ سقوط جندي كمبودي في أواخر مايو، خلال مناوشات قصيرة. وتم تعزيز القوات على جانبي الحدود وسط أزمة دبلوماسية كبيرة دفعت الحكومة الائتلافية الهشة في تايلاند إلى حافة الانهيار.
وتتنازع تايلندا وكمبوديا منذ عقود بشأن نقاط غير مرسومة على طول حدودهما البرية البالغ طولها 817 كيلومتراً، وتمثل ملكية المعبدين الهندوسيين القديمين تا موان توم وبرياه فيهيار، الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر، محور النزاع.