الصين تشيد بالمحادثات التجارية مع واشنطن: عمقت الثقة المتبادلة

نائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فنج خارج مقر الحكومة السويدية قبل المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بالعاصمة ستوكهولم. 28 يوليو 2025 - REUTERS
نائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فنج خارج مقر الحكومة السويدية قبل المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بالعاصمة ستوكهولم. 28 يوليو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أشادت صحيفة "الشعب اليومية"، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني بالمحادثات التجارية بين المفاوضين الصينيين والأميركيين، التي استضافتها ستوكهولم هذا الأسبوع، باعتبارها "عززت الثقة" بين الجانبين، وفي حل النزاعات الاقتصادية عبر النقاش، وفق "بلومبرغ".

وقالت الصحيفة الصينية في مقال رأي موقع باسم "تشونج شنج"، وهو تعبير مجازي يشير إلى "صوت الصين"، والذي غالباً ما يُستخدم لتوضيح وجهات نظر بكين في السياسة الخارجية، إن "الاجتماع أرسل إشارة إيجابية مع الجهود المشتركة من الجانبين".

وأضافت أن الاتفاق على الدفع باتجاه تمديد فترة التوقف المؤقت للرسوم الجمركية الأميركية المتبادلة بنسبة 24%، والتدابير المضادة الصينية لمدة 90 يوماً، أمر مرحب به من قبل جميع الأطراف.

وأشارت إلى أن مثل هذه الترتيبات "البراجماتية"، "لا تساعد فقط في بناء الثقة المتبادلة ودفع المفاوضات الشاملة، ولكنها تثبت مرة أخرى أن حل النزاعات الاقتصادية والتجارية من خلال الحوارات والمشاورات أكثر كفاءة وأقل تكلفة".

واختتم مفاوضون من الجانبين بقيادة وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني، هه لي فنج، اجتماعهم الذي استمر يومين في ستوكهولم، الثلاثاء، وهي الجولة الثالثة من المحادثات في أقل من ثلاثة أشهر. 

وفي حين قال الجانب الصيني، إن البلدين اتفقا على تمديد مهلة 12 أغسطس لحل الخلافات، قال مسؤولون أميركيون، إن الرئيس دونالد ترمب هو صاحب القرار النهائي بشأن الحفاظ على الهدنة.

وحض نائب رئيس الوزراء الصيني، الثلاثاء، الولايات المتحدة على العمل مع الصين على "تعزيز التوافق وتقليل سوء التفاهم"، مضيفاً أن الجانبين يتشاركان "مصالح مشتركة واسعة النطاق"، و"مساحة واسعة" للتعاون الاقتصادي والتجاري، بحسب تقرير سابق لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

وأيدت صحيفة "الشعب اليومية" تلك الدعوة في المقال، مشيرة إلى أن بكين تركز على توسيع الطلب المحلي كاستراتيجية، وتبذل جهوداً لزيادة الواردات، مع اعتبار الشركات الأميركية "المستفيد الرئيسي".

وجاء في المقال "بما أن الولايات المتحدة حريصة على توسيع الصادرات إلى الصين، ينبغي أن تعمل على الحد من القيود غير الضرورية، وتعزيز بيئة مواتية للتعاون التجاري في الاتجاهين".

ترمب يتوقع "اتفاقاً منصفاً"

قال الرئيس ترمب، الأربعاء، إنه يتوقع التوصل إلى "اتفاق منصف للغاية مع الصين"، دون أن يوضح ما إذا كانت بكين ستدفع أكثر من نسبة الرسوم الجمركية البالغة 30% التي فرضها عليها، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وأضاف ترمب: "نحن نسير جنباً إلى جنب مع الصين.. أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام"، إلّا أنه لم يوضح شروط أي إطار عمل تجاري، أو ما أبلغه به وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، بشأن اتفاقيات المفاوضات الجارية التي جرى التوصل إليها، الثلاثاء، في السويد.

وذكر بيسنت، أن الولايات المتحدة والصين ستواصلان مناقشة شروط تمديد هدنة الرسوم الجمركية، مشيراً إلى أن القرار النهائي سيعود إلى الرئيس دونالد ترمب.

وأوضح بيسنت الذي ترأس الوفد الأميركي إلى جانب الممثل التجاري، جيمسون جرير، في تصريحات من ستوكهولم، أنه سيُطلع ترمب، الأربعاء، على القضايا المتبقية، حسبما نقلت "بلومبرغ".

وأضاف بيسنت للصحافيين، الثلاثاء، عقب يومين من الاجتماعات مع مسؤولين صينيين بقيادة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي لي فنج: "إنها مسائل صغيرة، وتتعلق بشكل أساسي بالوفد الصيني".

تعزيز التواصل بين واشنطن وبكين

كما دعا وزير الخارجية الصيني، وانج يي، الأربعاء، إلى فتح المزيد من قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة، وحذر من المواجهة بين القوتين، وذلك وسط جهود لتمديد هدنة الرسوم الجمركية مع إدارة ترمب.

وقالت الوزارة في بيان، إن وانج يي، أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماع في بكين مع وفد من ممثلي شركات أميركية، بينهم مسؤولون تنفيذيون من جولدمان ساكس، وبوينج، وأبل.

اقرأ أيضاً

الصين تدعو إلى مزيد من التواصل مع أميركا وتطالب بتجنب "سوء التقدير"

دعا وزير الخارجية الصيني وانج يي، الأربعاء، إلى فتح المزيد من قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة، وحذر من المواجهة بين القوتين العظميين.

ونُقل عن وانج قوله: "الصين على استعداد لتعزيز التواصل مع الولايات المتحدة، وتجنب سوء التقدير، وإدارة الخلافات واستكشاف جوانب التعاون".

زيارة ترمب إلى بكين

وبشأن زيارته المحتملة إلى بكين، ذكر ترمب لشبكة Breitbart خلال زيارته إلى اسكتلندا، أنه من المرجح زيارة الصين قبل نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنه يعمل على تحديد المواعيد، وذلك بعد أن شارك مزيداً من التفاصيل حول اجتماع محتمل يخطط لعقده مع الرئيس الصيني شي جين بينج.

وأضاف ترمب:"شي يريدني أن أذهب إلى هناك، وسوف يأتي إلى الولايات المتحدة. سنحدد المواعيد فقط، لكننا نتطلع إلى ذلك، سنرى ما سيحدث، ولكن على الأرجح سنزور الصين قريباً، ربما قبل نهاية هذا العام، وسيأتي إلى هنا".

وأعرب ترمب عن استعداده للقاء شي، الذي "تربطه به علاقة شخصية ودية منذ زمن طويل"، على حد وصف الرئيس الأميركي، رغم تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين في حال رغب الرئيس الصيني في ذلك.

وكان الرئيس الأميركي، قد ذكر في منشور على منصة "تروث سوشيال"، الثلاثاء، إنه "لا يسعى إلى عقد قمة مع الرئيس الصيني، لكنه قد يزور الصين، بناءً على دعوة منه".

تصنيفات

قصص قد تهمك