ترمب: أمرت بنشر غواصتين نوويتين بعد تصريحات "استفزازية" روسية من ميدفيديف

غواصة أميركية هجومية من فئة فرجينيا يو إس إس مينيسوتا قبالة ساحل غرب أستراليا. 16 مارس 2025 - REUTERS
غواصة أميركية هجومية من فئة فرجينيا يو إس إس مينيسوتا قبالة ساحل غرب أستراليا. 16 مارس 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أنه أصدر أوامر بنشر غواصتين نوويتين في "المناطق المناسبة"، وذلك رداً على تصريحات "استفزازية جداً" أدلى بها الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن في روسيا.

وقال ترمب عبر منصته "تروث سوشيال"، إن تصريحات ميدفيديف كانت "حمقاء ومُحرضة"، مضيفاً، أن هذه الخطوة احترازية في حال كانت "تلك التصريحات تتجاوز مجرد الكلام".

وأضاف الرئيس الأميركي: "الكلمات مهمة للغاية، وغالباً ما تؤدي إلى عواقب غير مقصودة. آمل ألا يكون هذا أحد تلك الحالات".

ولم يوضح ترمب ماهية المناطق التي ستُنشر فيها الغواصات النووية، كما لم يذكر مضمون التصريحات التي أدلى بها ميدفيديف والتي أثارت هذا الرد.

قدرات روسيا النووية

وكان الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف طلب، الخميس، من ترمب أن يتذكر أن موسكو تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفيتية والتي توجد لديها كملاذ أخير، وذلك بعد أن نصح ترمب لميدفيديف بأن "ينتبه لكلامه".

ووجه ترمب في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" في الساعات الأولى من صباح الخميس، انتقادات حادة لميدفيديف بعد أن قال، إن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية عقابية على روسيا، ومشتري النفط الروسي "لعبة إنذارات"، وخطوة أقرب إلى حرب بين روسيا والولايات المتحدة.

وكتب ترمب: "قولوا لميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل الذي يعتقد أنه لا يزال رئيساً لروسيا، أن ينتبه لكلامه. إنه يدخل منطقة خطرة للغاية"، موجهاً تحذيره الثاني للحليف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين في الأسابيع القليلة الماضية.

"اليد الميتة الأسطورية"

من جهته، قال ميدفيديف، إن تصريح ترمب أظهر أن روسيا يجب أن تستمر في مسار سياستها الحالية.

وأضاف في منشور على تيليجرام: "إذا كانت بعض الكلمات الصادرة عن رئيس روسي سابق قد أثارت رد فعل عصبي من رئيس الولايات المتحدة صاحب المقام الرفيع والعظيم، فإن روسيا تفعل كل شيء بشكل صحيح وستواصل المضي في مسارها الخاص".

وأشار إلى أن على ترمب أن يتذكر "مدى خطورة اليد الميتة الأسطورية"، في إشارة إلى نظام قيادة روسي شبه آلي سري مصمم لإطلاق صواريخ موسكو النووية في حالة النيل من قيادتها في ضربة قاضية من عدو.

ووبخ ترمب ميدفيديف في يوليو، متهماً إياه بإساءة استخدام كلمة "نووي" بعد أن انتقد المسؤول الروسي الضربات الأميركية على إيران وقال، إن "عدداً من الدول" مستعدة لتزويد إيران برؤوس نووية.

وقال ترمب في ذلك الوقت: "أعتقد أن هذا هو السبب في أن بوتين هو الزعيم".

تلويح بالعقوبات

وتأتي هذ الخطوة الأميركية بعدما لوّح ترمب بفرض عقوبات جديدة على موسكو، وكذلك على الدول التي تشتري صادراتها من الطاقة، وأبرزها الصين والهند، في حال لم تتحرك روسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات ونصف قبل 8 أغسطس المقبل.

وعبّر ترمب مؤخراً عن استياء متزايد تجاه بوتين، واتهمه بـ"الهراء"، واصفاً الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا بأنها "مثيرة للاشمئزاز".

قال الرئيس الأميركي، الجمعة، إنه تلقى معلومات تفيد بأن خسائر روسيا البشرية من الحرب في أوكرانيا بلغت 112 ألف و500 جندي وذلك منذ بداية العام الجاري.

وفي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، أشار ترمب إلى أن 20 ألف جندي روسي لقوا حتفهم خلال شهر يوليو فقط وذلك في الحرب الدائرة مع أوكرانيا.

ووصف ترمب الحرب بأنها "سخيفة"، معتبراً أنها "حرب لم يكن ينبغي أن تحدث أبداً"، وقال: "هذه حرب (الرئيس السابق جو) بايدن، وليست حرب ترمب. أنا هنا فقط لأرى إن كان بإمكاني إيقافها".

من جهته، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الجمعة، أن كييف وافقت على اقتراح موسكو باستئناف محادثات إسطنبول بـ"فضل إصرار ترمب".

ونقلت وزارة الخارجية الروسية عن لافروف قوله، إن "النقاش الجوهري بشأن القضية الأوكرانية بين موسكو وواشنطن، والمستمر منذ بداية العام، مفيد للغاية ويثمر نتائج".

من جانبه، لم يشر بوتين في تصريحات له، الجمعة، بشكل مباشر إلى مهلة ترمب، لكنه قال، إن 3 جولات من محادثات السلام مع أوكرانيا أسفرت عن "بعض النتائج الإيجابية"، وإن روسيا تتوقع استمرار المفاوضات.

وأعرب الرئيس الروسي، عن أمل بلاده إجراء المزيد من محادثات السلام مع أوكرانيا، لكنه يرى في الوقت ذاته، أن زخم الحرب يصب في مصلحة روسيا.

وبحث وفدا روسيا أوكرانيا، الأسبوع الماضي، تنفيذ المزيد من عمليات تبادل الأسرى في اجتماع وجيز ضمن محادثات السلام في مدينة إسطنبول التركية، لكن الجانبين لا يزالان مختلفين بشأن شروط وقف إطلاق النار، وعقد اجتماع محتمل بين زعيمي البلدين.

تصنيفات

قصص قد تهمك