أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أمراً تنفيذياً يتضمن فرض رسوم جمركية إضافية على الهند بنسبة 25% على الواردات وذلك بالإضافة إلى رسوم بنسبة 25% سبق الإعلان عنها، على خلفية "استيراد نيودلهي للنفط الروسي بشكل مباشر أو غير مباشر"، فيما اعتبرت الخارجية الهندية الإجراءات الأميركية "غير عادلة وغير مبررة وغير منطقية".
ووفقاً للبيت الأبيض، ستدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ بعد 21 يوماً من صدور القرار، مع استثناءات محددة للسلع التي تم شحنها مسبقاً.
وأشار الأمر التنفيذي إلى أن هذا الإجراء يأتي ضمن الجهود المستمرة لمواجهة "التهديد غير العادي والاستثنائي" الذي تمثله أفعال الحكومة الروسية على الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية.
وفوّض القرار عدداً من الوزرات والوكالات الحكومية الأميركية، منها وزارة الخارجية والتجارة والجمارك، بتنفيذ التدابير اللازمة، وفتح الباب لتعديلات لاحقة في حال استجابت موسكو أو أي دولة أخرى للإجراءات الأميركية أو اتخذت خطوات انتقامية، بحسب البيت الأبيض.
ولفت القرار، إلى أن الرسوم الجديدة ستُضاف إلى أي رسوم حالية. ويشمل تعريف مصطلح "الاستيراد غير المباشر" عمليات الشراء عبر وسطاء أو دول ثالثة حيث يمكن تتبع منشأ النفط إلى روسيا.
الهند: "أمر مؤسف للغاية"
ورداً على التعريفات الأميركية، قالت وزارة الخارجية الهندية في بيان: "سنتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مصالحنا الوطنية".
واعتبرت الخارجية الهندية أن الإجراءات الأميركية "غير عادلة وغير مبررة وغير منطقية"، مشيرة إلى أن فرض واشنطن رسوماً جمركية إضافية ضدنا "أمر مؤسف للغاية".
وأوضحت أن "وارداتنا النفطية تعتمد على عوامل السوق وتهدف لضمان أمن الطاقة للبلاد".
تهديدات متكررة
وهدد ترمب، الثلاثاء، برفع الرسوم الجمركية المفروضة على الهند من نسبتها الحالية البالغة 25% خلال الساعات المقبلة نظراً لاستمرار نيودلهي في شراء نفط موسكو.
وأضاف في مقابلة أجرتها معه قناة CNBC، أن عرض "الإعفاء التام" من الرسوم الجمركية على صادرات السلع الأميركية إلى الهند "ليس كافياً"، مشيراً إلى أن الهند "تؤجج الحرب" في أوكرانيا.
وبدأ تهديد ترمب للهند لشرائها النفط الروسي في 31 يوليو الماضي، عندما أعلن عن رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الهندية، إلى جانب عقوبات لم يكشف عنها.
وأردف ترمب: "إنهم يغذون آلة الحرب، وإذا واصلوا ذلك، فلن أكون راضياً"، موضحاً أن نقطة الخلاف الرئيسية مع الهند هي أن رسومها الجمركية مرتفعة للغاية.
وأضاف: "الآن، سأقول هذا، الهند انتقلت من فرض أعلى رسوم جمركية على الإطلاق إلى أن تمنحنا الإعفاء التام من الرسوم والسماح لنا بالدخول (لأسواقهم) لكن هذا لا يكفي. نظراً لما يفعلونه في موضوع النفط الروسي وهذا غير جيد".
الهند ترد
جاء هذا التعليق الأحدث في أعقاب تهديد مماثل، الاثنين، ما دفع وزارة الخارجية الهندية إلى القول، إن البلاد تتعرض لتمييز غير عادل بسبب مشترياتها من النفط الروسي.
وقالت في بيان: "من الواضح أن الدول التي تنتقد الهند هي نفسها منغمسة في التجارة مع روسيا"، مضيفةً أن "التمييز ضد الهند غير مبرر".
وذكرت الوزارة الهندية، أن الاتحاد الأوروبي سجل معاملات تجارية بقيمة 67.5 مليار يورو (78.02 مليار دولار) مع روسيا في 2024، بما في ذلك واردات قياسية من الغاز الطبيعي المسال بلغت 16.5 مليون طن.
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تواصل استيراد سادس فلوريد اليورانيوم الروسي لاستخدامه في قطاع الطاقة النووية لديها، إلى جانب البلاديوم والأسمدة والمواد الكيميائية. ولم يذكر البيان مصدر المعلومات الخاصة بالتصدير.
وقلص الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل حاد علاقاتهما التجارية مع روسيا منذ الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا في فبراير 2022.
وتُعد الهند أكبر مشتر للنفط الخام المنقول بحراً من روسيا، إذ استوردت حوالي 1.75 مليون برميل يومياً من الخام الروسي من يناير إلى يونيو من هذا العام، بزيادة قدرها 1% عن العام الماضي، وفقاً لبيانات قدمتها مصادر تجارية لوكالة "رويترز".
وتواجه الهند ضغوطاً من الغرب للنأي بنفسها عن روسيا بسبب حرب أوكرانيا. وتقاوم نيودلهي ذلك، مستشهدة بعلاقاتها طويلة الأمد مع موسكو واحتياجاتها الاقتصادية. ويتفاقم الخلاف المفاجئ بين الهند والولايات المتحدة منذ 31 يوليو.
