استبعد مُشرّع روسي كبير السبت، أن تنجح مساعي الكونجرس الأميركي في عرقلة إطلاق مشروع "نورد ستريم 2" المخصص لنقل الغاز إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى.
وأشار المشرع الروسي وفق ما أفادت وكالة "تاس" للأنباء، إلى أن هذا مشروع "نورد ستريم 2" يُشكل تحدياً كبيراً لإدارة الرئيس جو بايدن.
وكان مجلس النواب الأميركي أقرّ مشروع قانون بشأن ميزانية وزارة الخارجية للسنة المالية 2022، يتضمن تعديلاً يحظر على البيت الأبيض التنازل عن العقوبات المفروضة على "نورد ستريم 2".
وقال ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب الروسي، إن "المشرعين الأميركيين أظهروا أنهم ما زالوا بعيدين عن الواقع".
وأضاف سلوتسكي: "القرار ليس نهائياً بعد، ومجلس الشيوخ لم يوافق حتى الآن على مشروع القانون، وسيقدمه بايدن للتوقيع في حال لم يجرِ المجلس أي تعديلات عليه".
واعتبر أن الخطوة التي اتخذها الكونجرس الأميركي هي في الأغلب مسألة تتعلق بالسياسة الداخلية، لافتاً إلى أن البيت الأبيض سيحاول بمساعدة نواب الحزب الديمقراطي، منع التعديل على مشروع القانون الذي يتعارض مع اتفاقيات واشنطن وبرلين بشأن "نورد ستريم 2".
وتابع سلوتسكي: "إنه (المشروع) تحدٍّ خطير لبايدن. سيتعين على إدارته إثبات قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه شركائها الأوروبيين".
لكن رغم ذلك، قلل المُشرّع الروسي من قدرة الجهود الأميركية على عرقلة المشروع، وقال: "ينبغي على المرء أن يضع في اعتباره جماعات الضغط الأميركية الخاصة بإمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. هذا مثال آخر على المنافسة غير العادلة".
وأوضحت "تاس" أن مشروع "نورد ستريم 2"، يهدف إلى استكمال خطي أنابيب، من ساحل روسيا عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.
وكان قد تم تعليق العمل على المشروع في ديسمبر 2019، بعد أن تخلت شركة "Swiss Allseas" عن عمليات إنشاء خط الأنابيب، جراء العقوبات الأميركية التي كانت تلوح في الأفق آنذاك، ثم بعد عام من ذلك، وتحديداً في ديسمبر 2020، استأنفت الشركة أعمالها.
وفي الـ28 من يوليو الماضي، أعلنت شركة "نورد ستريم 2" المشغلة للمشروع، أن خط الأنابيب اكتمل بنسبة 99%، وأن بارجة مد الأنابيب "Fortuna" كانت تعمل على إنجاز القسم الأخير.
وفي الـ21 من يوليو توصلت الولايات المتحدة وألمانيا إلى اتفاق بشأن مشروع "نورد ستريم 2"، واعترفت واشنطن بأن العقوبات لن تستطيع إيقاف المشروع، بينما تعهدت برلين بالعمل على تمديد نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن المشروع مُكتمل عملياً ومن المستحيل إغلاقه. وذكرت السلطات الأميركية أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات رداً على استخدام روسيا للطاقة "سلاحاً جيوسياسياً" في أوروبا و"عدوانها على أوكرانيا"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
وفي المقابل، أكدت روسيا مراراً وتكراراً أن "نورد ستريم 2" هو مشروع تجاري يتم تنفيذه بالاشتراك مع شركاء أوروبيين، نافية استخدام موارد الطاقة أداة ضغط.
وأعرب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن حيرته من محاولات بعض الدول تحديد مصير خط أنابيب الغاز بدوافع سياسية.
اقرأ أيضاً: