متحدث باسم طالبان لـ"الشرق": روسيا مطمئنة تجاهنا وتواصلنا مستمر

ممثلو حركة طالبان خلال محادثات مع الحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة- 12 سبتمبر 2020 - REUTERS
ممثلو حركة طالبان خلال محادثات مع الحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة- 12 سبتمبر 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم، إن علاقات الحركة مع روسيا والصين قديمة وقوية وإن هناك تواصلاً مستمراً معهما.

وأكد نعيم خلال مقابلة مع "الشرق"، أن "المجاهدين" لن يُشكلوا أي تهديد أو خطر على الدول المجاورة لأفغانستان.

وفي تعليقه على تصريحات مسؤولين في طالبان أن زمن الرئيس الأفغاني أشرف غني قد انتهى، وانعكاس ذلك على مسار التفاوض، اعتبر نعيم أن غني هو الذي بدأ التصعيد في خطابه.

وتابع: "في ثالث أيام عيد الأضحى أعلنت كابول الحرب، وحرضت جنودها على القتال، متوقعة أن يستمر 3 أو 4 أشهر".

واستغرب المتحدث باسم الحركة موقف الحكومة الأفغانية، مستشهداً باجتماعات جرت قبل العيد بيومين في الدوحة، بمشاركة كبار المسؤولين من الجانبين، إذ مثّل الحركة النائب السياسي الملا بردار آخند، وأفضت المحادثات، بحسب نعيم، إلى بيان أكد خلاله الجانبان على أهمية استمرار الجلسات والاجتماعات.

وأضاف نعيم: "للأسف عندما غادر وفد (الحكومة) الدوحة إلى كابول أول ما قام به هو إعلان الحرب. ومع ذلك شاهد العالم أجمع بيان أمير المؤمنين الذي كان متسماً بالرزانة ومفعماً بالتسامح والدعوى إلى حل المشاكل من خلال الحوار، لكن الطرف المقابل، رد بالحرب والتحريض، وبطبيعة الحال الشعب ليس معهم على عكس ظنونه".

واعتبر أن "التصريحات غير المسؤولة والمثيرة للجدل والدعوات للحرب" من قبل الحكومة، استوجبت رد فعل من الحركة.

وفي ما إذا كانت طالبان تنوي المشاركة في الحوار الذي تستضيفه الدوحة بشأن أفغانستان وتشارك به روسيا والصين وباكستان، قال المتحدث باسم الحركة: "سمعنا بأن هناك اجتماعاً، لكن ليس لدينا تفاصيل عن أجندته، وبالتالي، عندما تتوفر لدينا معلومات كافية، نقرر ما هو موقفنا منه".

وبشأن الزيارة التي قام بها مؤخراً وفد من طالبان إلى الصين، أوضح محمد نعيم لـ"الشرق"، أن لدى الحركة علاقات مع الدول المجاورة لأفغانستان منذ 15 عاماً.

وأردف: "الصين جارة لنا، وهي دولة كبيرة ومهمة وعضو في مجلس الأمن. وكانت الزيارة بناءً على أساس تلك العلاقة، وكذلك لمناقشة أية مخاوف أو قلق لدى بكين نتيجة ترويج بعض وسائل الإعلام للشائعات ضدنا".

وتابع: "عقدنا لقاءات مع وزير خارجية الصين ونائبه. وأيضاً الممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان. وكانت الاجتماعات مُثمرة ومجدية ولمسنا تفاهماً بيننا. وجدّدنا التأكيد على موقفنا بأن أراضي أفغانستان لن تُستخدم ضد أمن أية دولة. وباعتبار الصين دولة جارة من الطبيعي أن يكون لها دور في إعادة الإعمار والاستثمار والشؤون الأفغانية".

وفي حديثه عن موقف "طالبان" من التدريبات التي تجريها روسيا وطاجيكستان وأوزبكستان على الحدود مع أفغانستان بقوام عسكري يبلغ 10 آلاف جندي، لاسيما أن الدول المشاركة اعتبرت أن هذه التدريبات تعود لمخاوف أمنية متنامية بسبب طالبان، قال نعيم: "هذه أقاويل غير صحيحة، فقبل أكثر من أسبوعين قمنا بزيارة روسيا التي تجمعنا معها علاقات واتصالات قديمة. وبحثنا القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، حيث كل بلد يعمل لمصالحه. وهم (روسيا) مُطمئنون تجاهنا".

وأضاف: "نحن نُطمئن الجميع ودول الجوار بأنه لن يأتيهم من قبلنا أي خطر أو مشكلة".

وبشأن تصاعد هجمات طالبان وسيطرتها على مناطق واسعة في أفغانستان، أوضح نعيم: "لقد صرحنا سابقاً أن حوالي 200 مديرية انضمت للمجاهدين طواعية دون حرب تذكر. وقبل أسبوعين زار أحد كبار مسؤولي كابول لندن، وخلال لقاء مع قناة (بي بي سي)، قال صراحة بشأن عدم صمودهم أمام هجمات المجاهدين: هذه المناطق لم تسيطر عليها الإمارة الإسلامية بالقوة بل من خلال التفاهمات".

وتابع نعيم: "نعم الحرب موجودة. هم (القوات الحكومية) يقصفون بشكل عشوائي ووحشي جداً منذ أسبوعين، ولا يفرقون بين المسجد والمدرسة وبين عامة الناس والمدنيين والمستشفيات".

واتهم المتحدث باسم طالبان خصوم الحركة بنشر الشائعات ضدها منذ أكثر من 20 عاماً، لافتاً إلى أنهم بدأوا بالمشاركة عبر الإعلام قبل 3 سنوات فقط.