أعلنت السفارة الأميركية في العراق، الاثنين، أن مهام التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في البلاد ستتحول إلى "شراكة أمنية ثنائية"، مشيرة إلى أن "ذلك لا يعني نهاية عمل التحالف"، فيما أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي، حسين علاوي، انتهاء مهمة بعثة التحالف في بغداد وقاعدة "عين الأسد"، خلال سبتمبر المقبل.
وأكدت السفارة الأميركية في بيان، أن التحالف سيواصل جهوده المدنية بقيادة مدنية على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن التفاصيل المتعلقة بالخطط والعمليات العسكرية ستُحال إلى وزارة الدفاع.
ويتكون "التحالف الدولي لمحاربة داعش" من أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية، تأسس في عام 2014 بهدف "محاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا" ويوجد حالياً بحسب تقديرات ما يقرب من 2500 جندي أميركي في العراق، تابعين لمهمة هذا التحالف.
الانسحاب الأميركي
من جانبه، أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي، حسين علاوي، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية "واع"، انتهاء مهمة بعثة التحالف الدولي في بغداد وقاعدة "عين الأسد"، خلال شهر سبتمبر المقبل، مؤكداً التزام الحكومة العراقية بالمسار الحكومي عبر بناء القوات المسلحة وإنهاء مهام التحالف.
وأضاف علاوي، أن هذه الخطوة جاءت بعد توصّل العراق إلى اتفاق مع دول التحالف الدولي على إنهاء مهماته وفق سقف زمني معلن بين عامي 2025 و 2026. و بموجب هذا الاتفاق، سيتم إنهاء تواجد بعثة التحالف الدولي في مقرها بالعاصمة بغداد وفي قاعدة "عين الأسد".
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، اعتبر، الاثنين، انسحاب قوات التحالف من العراق، أحد إنجازات الحكومة، فيما أشار إلى أنه "مؤشر على قدرة العراق على التصدي للإرهاب".
وقال النعمان لوكالة الأنباء العراقية: إن "انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق هو واحد من إنجازات الحكومة، ومؤشر على قدرة العراق على التصدي للإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار من دون الحاجة إلى مساعدة آخرين".
وأضاف أن "هذا الأمر ما كان ليتم لولا جهود سياسية وإصرار من قبل رئيس الوزراء على غلق هذا الملف كما أغلق ملف ( يونامي)".
علاقات أمنية ثنائية
وأعلن الجانبان العراقي والأميركي، في أواخر العام الماضي، في بيان مشترك، الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" في العراق خلال 12 شهراً في موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر 2025.
وينص الاتفاق أيضاً، على الانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بطريقة تدعم القوات العراقية وإدامة الضغط على "داعش"، فيما ستستمر المهمة العسكرية للتحالف في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي العراق حتى سبتمبر عام 2026، وفق البيان.
وأضاف البيان: "لكون العراق عضواً أساسياً في التحالف، ولمنع عودة التهديد الإرهابي لـ(داعش) من شمال شرق سوريا، ووفقاً للظروف على الأرض والمشاورات بين العراق والولايات المتحدة وأعضاء التحالف، ستستمر المهمة العسكرية للتحالف العاملة في سوريا انطلاقاً من منصة تم تحديدها من قبل اللجنة العسكرية العليا حتى سبتمبر 2026".
وشدد البيان، على أهمية التزام اللجنة العسكرية العليا بـ"تأمين وحماية مستشاري التحالف المتواجدين في العراق خلال الفترة الانتقالية، وفقاً للدستور والقوانين العراقية"، مؤكداً "بدء الخطوات العملية لتنفيذ هذه الالتزامات".
وتحدثت تقارير إعلامية أخيراً، عن أن القوات الأمريكية بدأت بسحب بعض قواتها من قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق.