باكستان: تأخر بالتنسيق الأمني مع أفغانستان رغم التقدم السياسي والتجاري

وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار يحضر حفل توقيع اتفاقية إنشاء المنظمة الدولية للوساطة في هونج كونج. الصين في 30 مايو 2025 - reuters
وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار يحضر حفل توقيع اتفاقية إنشاء المنظمة الدولية للوساطة في هونج كونج. الصين في 30 مايو 2025 - reuters
كابول -الشرق

التقى وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، الأربعاء، القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني مولوي أمير خان متقي، وذلك على هامش الاجتماع الثلاثي السادس المقرر بين الطرفين بمشاركة وزير خارجية الصين وانج يي.

ونبّه وزير الخارجية الباكستاني خلال اللقاء إلى تصاعد الهجمات داخل باكستان، والتي قال إن منفذيها ينطلقون من الأراضي الأفغانية، لافتاً إلى عدم حدوث تطور في التنسيق الأمني بين البلدين، رغم تقدم العلاقات السياسية والتجارية.

وبحسب بيان للخارجية الباكستانية، فإن دار ومتقي أشارا إلى تطور إيجابي في العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وأكدا التزامهما بالعمل الوثيق في مكافحة الإرهاب، وضمان السلام والاستقرار في المنطقة.

وأقر دار بالتقدم المشجع في العلاقات السياسية والتجارية، معرباً عن تأخر التقدم في المجال الأمني، وخاصة "مكافحة الإرهاب"، فيما سلط الضوء على التصاعد الأخير في الهجمات داخل باكستان، التي تشنها جماعات تنطلق من الأراضي الأفغانية، وحثّ السلطات الأفغانية على اتخاذ تدابير ملموسة وقابلة للتحقق ضد كيانات مثل حركة "طالبان باكستان" (TTP) و"جيش تحرير بلوشستان/لواء مجيد".

وأكد القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني التزام أفغانستان، بضمان عدم استخدام أراضيها من قبل أي جماعة ضد باكستان أو أي دول أخرى.

وأعرب الطرفان عن ارتياحهما للمسار الإيجابي للعلاقات الثنائية بين بلديهما، ورحبا بالرفع الأخير للتمثيل الدبلوماسي بين البلدين من قائم بالأعمال إلى مستوى السفراء، كما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الثلاثي في بكين بتاريخ 21 مايو 2025، إذ جرى التطرق إلى لقاءاتهم الأخيرة، بما في ذلك زيارتا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إلى كابول في 19 أبريل، و17 يوليو الماضيين، واجتماع بكين بتاريخ 21 مايو.

وخلال الاجتماع الثلاثي، ستجري مناقشات حول تعزيز التعاون بين الدول الثلاث، خصوصاً في مجالات التجارة، والربط الإقليمي، ومكافحة الإرهاب.

وكانت مصادر دبلوماسية، قالت في وقت سابق من الشهر الجاري لـ"الشرق" إن التركيز الرئيسي في القمة سينصب على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، وتوسيع نطاق الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) ليشمل أفغانستان، ومناقشة مبادرات أوسع نطاقاً لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

باكستان وأفغانستان.. علاقات متوترة

وتوترت العلاقات بين باكستان وأفغانستان في أعقاب تولي إدارة طالبان السلطة بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.

وتتهم إسلام أباد مسلحين متمركزين في أفغانستان بشن هجمات داخل باكستان، فيما تنفي كابول وتعتبرها مشكلة داخلية باكستانية.

وفي ديسمبر الماضي، قالت وزارة الدفاع الأفغانية، إن قوات تابعة لحركة طالبان استهدفت "عدة نقاط" داخل باكستان، بعد أيام من غارات جوية شنتها إسلام أباد على أفغانستان.

ولم تذكر الوزارة في بيانها باكستان بالاسم، لكنها قالت إن الضربات نفذت "وراء الخط الافتراضي"، وهو تعبير تستخدمه السلطات الأفغانية للإشارة إلى الحدود مع باكستان، التي لطالما نشب خلاف بشأنها.

تصنيفات

قصص قد تهمك