ملفات الهجرة وإعادة ترسيم الدوائر ترفع أسهم الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا

جافين نيوسوم.. استراتيجية السخرية من ترمب تضعه في قلب سباق رئاسة 2028

حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، يعلن عن إعادة رسم خرائط الكونجرس في كاليفورنيا، لوس أنجلوس. 14 أغسطس 2025 - Reuters
حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، يعلن عن إعادة رسم خرائط الكونجرس في كاليفورنيا، لوس أنجلوس. 14 أغسطس 2025 - Reuters
واشنطن-أحمد منعم

في صيف عام 2025، تحولت مدينة لوس أنجلوس إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين البيت الأبيض وولاية كاليفورنيا، بعد أن نفذت وكالة الهجرة والجمارك ICE حملة مداهمات واسعة، بأوامر من الرئيس دونالد ترمب، طالت عشرات المهاجرين، بينهم قُصّر.

لكن الحملة التي دافع عنها ترمب بهدف "استعادة النظام"، لم تلق ترحيباً من حاكم الولاية الديمقراطي جافين نيوسوم، الذي خرج بخطاب لاذع اتهم فيه إدارة ترمب بـ"الاستبداد"، لتشتعل حرب كانت قد بدأت بالفعل بين الرجلين قبل سنوات، لكنها انتقلت من شوارع لوس أنجلوس إلى قاعات المحاكم، ثم إلى منصات التواصل.

مواجهات شملت ملفات الهجرة وإعادة رسم الدوائر الانتخابية؛ لترفع من أسهم نيوسوم بين الناخبين الديمقراطيين، ويصبح حاكم الولاية الذهبية أبرز الوجوه المرشحة لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة على بطاقة الحزب الديمقراطي، كما تظهر استطلاعات رأي حديثة.

حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، يعلن عن إعادة رسم خرائط الكونجرس في كاليفورنيا، لوس أنجلوس. 14 أغسطس 2025
حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، يعلن عن إعادة رسم خرائط الكونجرس في كاليفورنيا، لوس أنجلوس. 14 أغسطس 2025 - Reuters

ترمب ونيوسوم.. مواجهة مبكرة

الثامن من نوفمبر عام 2024، لم يمض على فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة سوى يومين، لكن إجراءات استباقية لمواجهة سياسات الرئيس المنتخب حينئذ كانت تجري على قدم وساق في أقصى الغرب الأميركي تحت قيادة حاكم كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم.

وقتها، أعلن نيوسوم عن "جلسة طارئة" لمشرعي ولايته لاتخاذ إجراءات تشريعية فورية تهدف إلى "تحصين كاليفورنيا" من سياسات ترمب بشأن قضايا مثل الإجهاض والسيارات الكهربائية والهجرة والمساعدات الفيدرالية للكوارث.

الخطوة التي دفعت بنيوسوم إلى طليعة الديمقراطيين المعارضين للرئيس الأميركي أغضبت ترمب، الذي شنّ هجوما على نيوسوم، في منشور أطلق فيه ترمب على حاكم كاليفورنيا لقب "نيو سكوم"، أو (New Scum)، ما يعني "الحثالة".

وعلى مدار الأشهر التالية، ظلت نار الخلاف بين الرجلين تحت رماد الأحداث، إلى أن اشتعلت بصورة مفاجئة بحلول يونيو الماضي. في ذلك الوقت، لاقت حملة الرئيس ترمب لترحيل المهاجرين "غير القانونيين" معارضة من حاكم كاليفورنيا، وسط تحذيرات من عواقب اقتصادية وخيمة جرّاء ترحيل نحو 2.28 مليون مهاجر غير موثق يقيمون في الولاية، ويشكّلون 8% من قوتها العاملة، بحسب دراسة حديثة.

ويدفع هؤلاء اقتصاد "الولاية الذهبية"، والتي يقول جيمس مورون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة براون، في مقابلة مع "الشرق"، إنها كانت لتصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة والصين وألمانيا، إذا كانت دولة مستقلة، بناتج يفوق الـ 4 تريليونات دولار سنوياً.

في غضون أيام تطورت أحداث لوس أنجلوس، واتهم الرئيس الأميركي حاكم كاليفورنيا "بعدم التعاون" مع الحكومة الفيدرالية، كما أمر بإرسال نحو 4 آلاف عنصر من قوات الحرس الوطني، و700 من المشاة البحرية (المارينز)، للمدينة التي عمّتها الاحتجاجات العنيفة الرافضة لحملة الترحيلات.

من جانبه، اعتبر جايفن نيوسوم إجراءات ترمب بأنها "غير قانونية"، وقال إنها "تختلق ذرائع لعسكرة المدينة" ذات الغالبية الديمقراطية. فيما تقدم بطلب عاجل إلى محكمة فيدرالية لمنع إدارة ترمب من مواصلة مداهماتها.

المعركة القضائية التي خاضها نيوسوم في مواجهة ترمب وإدارته انتهت بقرارين من محكمتين فيدراليتين أوقفتا تنفيذ اعتقالات المهاجرين غير الموثقين في لوس أنجلوس "دون سبب مقبول".  

وأثارت المعركة القضائية بين نيوسوم وترمب، سجالاً حول الحدود الدستورية التي تتوقف عندها صلاحيات الرئيس بشأن الولايات. فيما علّق أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، دانيال هالين لـ "الشرق"، قائلاً إن قرارات المحاكم انحازت للحجج التي تؤكد على صلاحيات الولايات وفقاً لنصّ الدستور.

صراع ترمب والولايات الديمقراطية

عندما بلغت احتجاجات لوس أنجلوس ذروتها، وتصاعدت المواجهة بين الرئيس الأميركي وحاكم كاليفورنيا، لوّح دونالد ترمب بإمكانية تفعيل "قانون التمرد"، الذي يعود لعام 1807، ويجيز للرئيس إرسال قوات مسلحة لفرض النظام داخل الولايات في حالات الطوارئ.

ورغم أن ترمب لم ينفذ تهديده، فإن تلويحه بذلك يراه جاري جاكوبسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، توجهاً "لتركيز السلطة داخل البيت الأبيض" بشكل غير مسبوق على حساب الولايات.

وأبدى مشرعون جمهوريون تأييدهم لتفعيل ورقة قانون التمرد، ومن بينهم السيناتور توم كوتون من ولاية أركنساس، الذي عبّر في مقال رأي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، بضرورة تفعيل قانون التمرد إن ثبت أن نشر الحرس الوطني وقوات المارينز في لوس أنجلوس "غير كافٍ".

حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم يتحدث في مؤتمر صحفي برفقة أعضاء من المشرعين الديمقراطيين في تكساس في مقر الحاكم في ساكرامنتو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. 8 أغسطس 2025.
حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم يتحدث في مؤتمر صحفي برفقة أعضاء من المشرعين الديمقراطيين في تكساس في مقر الحاكم في ساكرامنتو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. 8 أغسطس 2025. - Reuters

ويرى لاري ساباتو، مدير مركز السياسات بجامعة فرجينيا، أن تهديد الرئيس عكس رغبتَه في توسيع سلطته الفيدرالية على حساب صلاحيات الولايات.

وأضاف ساباتو لـ"الشرق" أن الدعم الذي يلقاه ترمب من قادة الحزب الجمهوري يمثل "تحولاً في فلسفتهم"، بعدما كانوا يعتبرون سابقا "حزب حقوق الولايات".

ويشير جيمس مورون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة براون، في حوار مع "الشرق"، إلى أن الصراع بين ترمب وحكام الولايات الزرقاء، دفعت بالحكام الديمقراطيين لتبني أساليب متباينة لمواجهة الرئيس.

فمن ناحية، يقول مورون إن حاكم بنسلفانيا، جوش شابيرو، يسعى "لإثبات كفاءته" كحاكم ديمقراطي رغم انتقادات الرئيس ترمب له، أما في ولاية كنتاكي التي يسيطر الجمهوريون على مجلسها التشريعي، فيسعى حاكمها أندي بيشير إلى إثبات قدرته كحاكم ديمقراطي على العمل بنجاح في ولاية جمهورية. 
في المقابل، تبنى نيوسوم استراتيجية مختلفة، حوّلت مواجهته للرئيس ترمب إلى "عرض مسرحي"، كما يقول مورون.

نيوسوم وترمب .. وحرب "إكس"

في منتصف أغسطس، بدأ الحساب الرسمي لحاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، على منصة "إكس"، ما بدا لاحقاً أنه أسلوباً ممنهجاً لمحاكاة طريقة دونالد ترمب في نشر خطاباته عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ أحرف كبيرة، وألقاب ساخرة ونبرة حادة ضد خصومه السياسيين، وتوقيع بالأحرف الأولى في ختام كل منشور.

ووفقا لجاري جاكوبسون، أستاذ السياسة بجامعة كاليفورنيا، فقد وجد نيوسوم في محاكاة أسلوب الرئيس ترمب "سلاحاً قوياً" يمكنه وضع الإعلاميين المؤيدين لترمب في "موقف حرج"، إذ لا يمكنهم مهاجمة حاكم كاليفورنيا "دون أن ينتقدوا الأسلوب المميز للرئيس ترمب والذي يتسم بالنرجسية والسلطوية"، بحسب وصف جاكوبسون.  

لكن طريقة نيوسوم الساخرة تعرضت لانتقاد واسع عبر وسائل إعلام محافظة، حيث عبّرت دانا بيرينو، مذيعة شبكة "فوكس نيوز"، عن استيائها من أسلوب حاكم كاليفورنيا، قائلة إن نيوسوم "يجعل من نفسه أضحوكة".

وقال حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتس، في تصريحات للشبكة التلفزيونية الأميركية، إن "هوس نيوسوم بترمب، صرفه عن القيام بمهام وظيفته".

أما ترمب فبدا منزعجاً من طريقة خصمه السياسي، وعلّق عليها في منشور عبر منصته Truth Social، قائلا إن "أسهم جايفن (نيوسكوم) تهبط في استطلاعات الرأي.. الناس يرونه يدمّر ولاية كاليفورنيا العظيمة.. أما أنا فسأنقذها".

إلا أن استطلاعات الرأي خالفت تقدير الرئيس الأميركي، فقد منح 56% من المشاركين نيوسوم تقييماً إيجابياً في استطلاع أجرته جامعة كاليفورنيا في يونيو الماضي، مقارنة بـ 59% أظهروا معارضتهم للحاكم الديمقراطي قبلها بشهر واحد.

كما أبرز استطلاع لكلية إيمرسون، في أغسطس، عن تضاعف نسبة الديمقراطيين الداعمين لخوض نيوسوم في انتخابات الرئاسة المقبلة من 12% إلى 25%.

ورغم تأكيد جيمس مورون، أستاذ السياسة بجامعة براون، على تحقيق استراتيجية نيوسوم أهدافها، سواء من ناحية اجتذاب الاهتمام الإعلامي أو دعم الناخبين الديمقراطيين، إلا أنه يشير لاحتمالية أن ترتد هذه السياسة على حاكم كاليفورنيا "إذا بدت مواجهته لترمب وكأنها عرض مسرحي"، بما قد يضعف من مصداقية نيوسوم لدى الناخبين.

في المقابل يستبعد لاري ساباتو أي تأثير سلبي لحرب "إكس" التي يخوضها نيوسوم ضد ترمب، لافتاً إلى أن الأسلوب الذي يتبعه الرئيس ترمب منذ عام 2015 ، "لم يمنعه من الوصول إلى البيت الأبيض مرتين".

وذهب أستاذ السياسة بجامعة كاليفورنيا دانيال شنار، إلى أن قواعد الحزب الديمقراطي باتت تشجع قادة الحزب عن "التخلي عن الخطاب الاحترافي"، وتبني نبرة أكثر عدوانية تجاه الرئيس ترمب.

لكن اللافت أن جافين نيوسوم لجأ إلى استراتيجية "تقليد ترمب"، في وقت يخوض حاكم كاليفورنيا إحدى أكثر معاركه صدى على مستوى البلاد، إذ يسعى لإعادة رسم دوائر ولايته الانتخابية، بما يقوّض من حظوظ الجمهوريين في كاليفورنيا.

حرب الخرائط.. وسياسة "الرد بالمثل"

في الثامن من أغسطس، وصل إلى قصر حاكم كاليفورنيا 6 من الأعضاء الديمقراطيين بالمجلس التشريعي لولاية تكساس، بعدما غادروا ولايتهم سراً لكسر نصاب المجلس وتعطيل التصويت على خريطة جديدة تعيد رسم الدوائر الانتخابية بشكل يمنح أفضلية للجمهوريين في تكساس خلال انتخابات عام 2026.

في اليوم نفسه، تعهد الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم بأن يواجه "النار بالنار"، وأن يرد بالمثل معيداً رسم خريطة كاليفورنيا الانتخابية بما يضعف حظوظ الجمهوريين في الفوز بمقاعد في الكونجرس.  

لكن عقبة قانونية وقفت حائلاً أمام نيوسوم؛ فبينما يسمح دستور ولاية تكساس لمجلسها التشريعي بإعادة رسم الدوائر الانتخابية، فإن ولاية كاليفورنيا تعتمد منذ بداية الألفينات على لجنة مستقلة في رسم خرائطها التشريعية، بما يجعل إعادة تعيين الدوائر ولو مؤقتاً، رهناً باستفتاء عام على مستوى الولاية.

لاحقاً، أعلن نيوسوم عن طرح تشريع جديد تحت اسم "قانون الاستجابة لتزييف الانتخابات"، لإجراء استفتاء في الرابع من نوفمبر، على تعديل دستوري يسمح للهيئة التشريعية الديمقراطية مؤقتاً بإعادة رسم الدوائر حتى عام 2030، محل المفوّضية المستقلة.

وقال ستانفورد شرام، أستاذ السياسة بجامعة نيويورك، إن معركة خرائط الانتخابات أضافت لمواجهة نيوسوم وترمب "بعداً وطنياً"، كما أسندت إلى نيوسوم "دوراً قيادياً" في الهجوم الديمقراطي المضاد على الرئيس ترمب، ما عاد على حاكم كاليفورنيا "بفائدة سياسية واضحة".

وعلى غرار شعار الرئيس ترمب، رفع نيوسوم عبارة "لنجعل الخرائط عظيمة مجدداً" للترويج لحملته بشأن إعادة رسم دوائر كاليفورنيا، عبر محاكاة أسلوب ترمب، وهي الاستراتيجية التي بدأها قبل أسابيع.

ويرى الديمقراطي توماس بوين، خبير الحملات الانتخابية أن نيوسوم نجح عبر تلك الاستراتيجية في الحصول على تأييد قواعد الحزب الديمقراطي، لمساعي إعادة تقسيم الدوائر، وهو النجاح الذي يقول بوين إنه تُرجم في صورة دعم من الرئيس السابق باراك أوباما.

ووصف بوين، في تصريحاته لـ"الشرق"، دعم أوباما بأنه "دعم رمزي ذو دلالة وطنية" قبيل الاستفتاء المقرر انعقاده هذا الخريف. 

نيوسوم.. حظوظ انتخابات 2028

وأظهر استطلاع جديد تصدر جافين نيوسوم قائمة الأسماء المرشحة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة في 2028. وبيّن الاستطلاع الذي أجرته كلية إيمرسون، حصول نيوسوم على 25% من الأصوات، متقدماً على وزير النقل السابق بيت بوتيجيج، ونائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، الذين حصلا على 16 و11% من الأصوات على الترتيب.

ويرجع جيمس مورون، أستاذ السياسة في جامعة براون، تقدم نيوسوم في استطلاعات الرأي إلى نجاح حملته الإلكترونية "الساخرة" من أسلوب ترمب، ما وضعه أمام سياسيين ديمقراطيين يصفهم مورون بأنهم يمتلكون رؤى سياسية أكثر بلورة، مثل هاريس وبوتيجيج.

ومن جانبه، فسّر ستانفورد شرام، صعود أسهم نيوسوم، بكونه أكثر القادة الديمقراطيين "إظهاراً للعدوانية" ضد ترمب. ويقول شرام إن الديمقراطيين الداعمين لأسلوب نيوسوم باتوا أقل تأييداً لقادة  الحزب "المتمسكين بمواجهة احترافية أمام ترمب، ولذا يطالبون باستقالة تشاك شومر من منصب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، وحكيم جيفريز، من زعامة الأقلية في مجلس النواب".  

رغم ذلك، يصف دانيال شنار نتائج الاستطلاعات بأنها "مبكرة جداً"، مشيراً إلى أن التنبؤ بما إذا كان هذا النهج في مواجهة ترمب "سيصمد" خلال السنوات الـ 3 المقبلة، إلى أن تُقام الانتخابات الرئاسية.

ومن جانبه، يرى بوين أن نيوسوم "عزز مكانته" لدى الديمقراطيين، الذين يتطلعون لانتخابات عام 2028، بمواجهته ترمب، مشيراً إلى أن ورقة ترشيح الحزب للرئاسة محفوظة للمرشح القادر على هزيمة جي دي فانس واستعادة البيت الأبيض، بوصفه المعيار الأهم لاختيار مرشح الديمقراطيين المقبل.

نيوسوم .. من "عُسر القراءة" إلى حكم الولاية الذهبية

لم تكن مواجهة نيوسوم وترمب جديدة؛ فخلال رئاسة ترمب الأولى دبّ خلاف بين الرجلين نتيجة حرائق اندلعت في غابات كاليفورنيا عام 2019، اتهم حينها الرئيس إدارة نيوسوم بالتقصير في مواجهة الحرائق، التي برر الحاكم اتساعها بـ"تغير المناخ"، قبل أن تحتدم مواجهتهما مع دخول جائحة كورونا في عام 2020، حين دعم إجراءات الإغلاق التي عارضها الرئيس ترمب.

ورغم أن نيوسوم، حينها، كان يختتم أعوامه الأولى حاكماً للولاية الذهبية، إلا أنه كان اسماً معروفاً في أوساط السياسة بكاليفورنيا قبلها بأكثر من عقدين.  

ولد جافين نيوسوم عام 1967، ونشأ في أسرة مكونة من 5 أفراد تقتن سان فرانسيسكو، وخلال سنوات طفولته الأولى واجه نيوسوم تحديات مع اضطراب "عسر القراءة" قبل أن يتجاوزه لاحقاً عبر أساليب تعلم بديلة إلى أن تخرج في جامعة سانتا كلارا، ليبدأ حياته المهنية مبكراً.

ورغم دراسته العلوم السياسية، فقد توجه نيوسوم أول الأمر إلى ريادة الأعمال، وأسس مطعماً تحول لاحقاً إلى سلسلة مطاعم وشركة لإنتاج النبيذ الفاخر، لكن اسم نيوسوم نال شهرة على مستوى وطني، عندما تحول إلى السياسة، وفاز بمنصب عمدة مدينة لوس أنجلوس في عام 2003.

فبعدها بعام واحد، قرر نيوسوم السماح للبلدية بإصدار تصاريح "زواج المثليين"؛ ما أثار الجدل في حينها وأكسبه شهرة كسياسي ديمقراطي تقدمي.

وفي عام 2010، انتخب نيوسوم نائباً لحاكم الولاية، وهو المنصب الذي ظل فيه حتى عام 2018، حين أصبح الرجل الأول في كاليفورنيا.

وبجانب عمله السياسي، فقد اشتغل نيوسوم في الإعلام مقدماً لبرنامج تلفزيوني هو The Gavin Newsom Show، عبر شبكة كارنت التلفزيونية المحلية في سان فرانسيسكو، بين عام 2012 و2013. كما بدأ نيوسوم في مطلع 2025 بثاً إذاعياً (بودكاست) تحت اسم This is Gavin Newsom.

تصنيفات

قصص قد تهمك