إيران تتهم الترويكا الأوروبية بتفعيل "آلية الزناد" بناءً على رغبة أميركا وإسرائيل

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في طهران بإيران. 17 مارس 2025 - إرنا
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في طهران بإيران. 17 مارس 2025 - إرنا
دبي-الشرق

عقد مجلس الشورى الإيراني، الثلاثاء، جلسة غير علنية لبحث تفعيل الترويكا الأوروبية (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا)، "آلية الزناد"، والتي تسمح بإعادة فرض العقوبات على إيران، دون تصويت بمجلس الأمن، فيما اتهمت الخارجية الإيرانية الترويكا باتخاذ الخطوة "بناءً على رغبة الولايات المتحدة وإسرائيل".

وعقد أعضاء مجلس الشورى جلسة غير علنية، لمناقشة قضية تفعيل "آلية الزناد"، وذلك بعد استماعهم لتقرير وزير الطاقة بشأن اختلالات توازن الطاقة في البلاد.

واتهم الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الترويكا الأوروبية بأنها بدأت عملية تفعيل العقوبات "بناءً على رغبة إسرائيل وأميركا".

وقال بقائي في تصريحات صحافية: "عندما تتحدث ثلاث دول أوروبية عن الاتفاق النووي، يجب أن نسأل: عن أي اتفاق نووي تتحدثون؟ إيران تُتهم بعدم الالتزام بتعهداتها، لكن هذا الادعاء ينم عن سوء نية".

وأضاف: "الأطراف التي قصرت في تنفيذ التزاماتها ليست في موقع يسمح لها باتهام إيران، الإجراءات التي اتخذتها إيران كانت قانونية تماماً، ووفقاً للاتفاق النووي، لكنهم قاموا بهذا الفعل مع علمهم بعدم امتلاكهم للصلاحية القانونية".

تفعيل آلية الزناد

وأعلنت دول "الترويكا الأوروبية"، الخميس الماضي، أنها قامت بإعادة تفعيل آلية فرض العقوبات على إيران "لعدم امتثالها للاتفاق النووي وتجاوزها الحدود المقررة بشأن تخصيب اليورانيوم منذ سنوات".

و"آلية الزناد" أو Snapback Mechanism هي إجراء يسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، إذا اعتُبرت طهران في حالة "عدم امتثال جوهري" للاتفاق النووي، واستخدمته واشنطن بشكل منفرد عام 2020 دون إجماع دولي، ما أثار خلافاً قانونياً واسعاً حول صلاحية الإجراء، خاصة بعد انسحابها من الاتفاق.

والسبت، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن باريس لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مع إيران، لتجنب إعادة فرض عقوبات واسعة النطاق عليها، إذا ما كانت طهران مستعدة لاتخاذ "خطوات ملموسة على الفور".

وأكد بارو التزام فرنسا بإعادة فرض العقوبات على طهران، لكنه ترك الباب مفتوحاً لإجراء مزيد من المحادثات، قائلاً: "ماذا سيحدث الآن؟ تُفتح فترة 30 يوماً يمكن بعدها تطبيق العقوبات، ثم يمكن أيضاً تطبيق العقوبات الأوروبية، إلا إذا وافقت إيران، بالطبع، خلال هذه الفترة على اتخاذ الإجراءات التي طلبناها منها بوضوح تام".

وقال بقائي الثلاثاء، إن "الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، التي كانت في السابق تعمل كوسيط يؤدي إلى الاتفاق النووي، قلصت الآن دورها لدفع إيران للدخول في مفاوضات مع أميركا، كما أن بيان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، كان فضيحة، إذ وصف خطوات الأوروبيين بأنها تنفيذ لتوجيهات الرئيس الأميركي. وتشير التقارير إلى أن هذه الدول الثلاث بدأت تفعيل العقوبات بناءً على رغبة الكيان الصهيوني وأميركا".

طهران: لا نية حسنة لدى واشنطن

وفيما يخص استعداد الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران بالتزامن مع زيادة الضغوط، قال بقائي: "طرح هذه الشروط في الأساس دليل على عدم حسن النية تجاه النهج الدبلوماسي، وبخصوص أميركا، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي واجهنا فيه اعتداءً أثناء المفاوضات".

وأضاف: "خلال السنوات العشر الماضية، أعاقت أميركا العملية الدبلوماسية، إذ انسحبت من الاتفاق النووي دون أي سبب، وفي آخر مرة خلال مسار دبلوماسي، اعتدى الكيان الصهيوني بدعم أميركي على إيران، ومن البداية كان واضحاً أن أميركا لم تكن ذات نية حسنة".

وتابع: "دعم أميركا لإجراءات الدول الأوروبية الثلاث يظهر أن خطة أميركا منذ بداية الحكومة الجديدة كانت قلب الاتفاق النووي وفرض ضغوط غير قانونية على إيران".

وبشأن مشروع القرار الروسي والصيني لتمديد "آلية الزناد"، قال بقائي: "روسيا والصين أعلنتا موقفهما الرافض لإجراء الدول الأوروبية الثلاث. وقد تم نشر رسالة مشتركة بين إيران وروسيا والصين، ونعتقد أن الأوروبيين ليس لديهم الصلاحية القانونية للجوء إلى آلية حل النزاعات، وبالتالي يجب النظر إلى مسألة التمديد في سياق هذا الموضوع".

وأضاف: "في الوقت نفسه، مسألة تمديد القرار 2231 يجب أن تتم في مجلس الأمن، ونحن نعمل بالتنسيق مع الصين وروسيا لضمان أن يتم ذلك بما يخدم مصالح إيران".

تصنيفات

قصص قد تهمك