حاملة طائرات أمريكية في بحر الصين وسط توتر بسبب تايوان

حاملة الطائرات الأميركية  تيودور روزفلت  - REUTERS
حاملة الطائرات الأميركية تيودور روزفلت - REUTERS
دبي- رويترزالشرق

قال الجيش الأمريكي، الأحد، إن مجموعة حاملة الطائرات تيودور روزفلت دخلت بحر الصين الجنوبي لتعزيز "حرية البحار"، تزامناً مع تحذير تايوان من توغل كبير لطائرات الجيش الصيني في أجوائها.

وذكرت قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادي في بيان أن المجموعة الهجومية دخلت بحر الصين الجنوبي السبت، وهو اليوم نفسه الذي أعلنت تايوان فيه عن توغل كبير لقاذفات قنابل ومقاتلات صينية في منطقة تابعة لها بجوار جزر براتاس.

وأضاف البيان أن المجموعة دخلت الممر المائي، الذي تطالب الصين بالسيادة على جزء كبير منه، لإجراء عمليات روتينية "لضمان حرية البحار وبناء شراكات تعزز الأمن البحري".

توغل عسركي

وكانت وزارة الدفاع التايوانية أعلنت أن ثماني طائرات من قاذفات القنابل وأربع مقاتلات صينية توغلت السبت في الركن الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة وأن القوات الجوية في تايوان أرسلت صواريخ "لمراقبة" التوغل.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، نفذت الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، طلعات جوية شبه يومية فوق المياه الفاصلة بين الجزء الجنوبي من تايوان وجزر براتاس التي تسيطر عليها تايوان في بحر الصيني الجنوبي. لكن الأمر كان يقتصر على طائرة أو طائرتين للاستطلاع.

مروحية عسكرية تحمل علم تايوان خلال إحياء عيدها الوطني في تايبه - 10 أكتوبر 2020 - AFP
مروحية عسكرية تحمل علم تايوان خلال إحياء عيدها الوطني في تايبيه، 10 أكتوبر 2020 - AFP

ومن غير المعتاد أن تشارك 8 طائرات قتالية صينية في مثل هذه المهمة. وقالت تايوان إن سرب الطائرات الصينية ضمّ قاذفات قنابل من طراز إتش-6 كيه القادرة على حمل رؤوس نووية وأربع مقاتلات من طراز "جيه-16".

وأظهرت خريطة نشرتها وزارة الدفاع التايوانية أن سرب الطائرات الصينية، الذي ضم أيضاً طائرة من طراز "واي-8" المضادة للغواصات، حلّق فوق المنطقة نفسها من المياه التي أجرت فيها الصين معظم مهماتها الأخيرة بالقرب من جزر براتاس، لكنه ظل رغم ذلك بعيداً جداً عن البر الرئيسي لتايوان.

قلق أميركي

وتثير التطورات بين الصين وتيوان، التي تدعمها واشنطن، قلق الإدارة الأميركية الجديدة، التي دعت الحكومة الصينية إلى فتح الحوار مع ممثلي تايوان المنتخبين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، السبت، إن الولايات المتحدة ستقف مع الأصدقاء والحلفاء لتعزيز الازدهار المشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما يشمل "تعميق العلاقات مع تايوان الديمقراطية".

مرشح الرئيس المنتخب جو بايدن لتولي وزارة الخارجية أنتوني بلينكن خلال جلسة المصادقة على تعيينه في الكونغرس، 19 يناير 2021 - AFP
مرشح الرئيس المنتخب جو بايدن لتولي وزارة الخارجية أنتوني بلينكن خلال جلسة المصادقة على تعيينه في الكونغرس، 19 يناير 2021 - AFP

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تتابع بقلق "محاولات الصين المستمرة لترهيب جيرانها بما في ذلك تايوان"، لافتاً إلى أن واشنطن ستواصل دعم الحل السلمي للقضايا عبر مضيق تايوان، بما يتفق مع رغبات ومصالح الشعب هناك.

وكان وانغ تينغ يو، الرئيس المشارك للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان التايواني، أكد لمجلة "فورين بوليسي" أن جيش تايوان لن يفاجأ إذا استعدت الصين لشن هجوم.

وطلب المسؤولون في تايبيه الدعم من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، خصوصاً بعد وصول جو بايدن إلى المكتب البيضاوي.

الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض قبل التوقيع على عدد من الأوامر التنفيذية في أول أيام ولايته - 20 يناير 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض في أول أيام ولايته، 20 يناير 2021 - REUTERS

ولفت وانغ تينغ يو للمجلة إلى أن الكل يتساءل إن كانت تايوان ستكون مستعدة لحماية الوطن، ماذا سيفعل العالم، وبخاصة الولايات المتحدة؟"، موضحاً أن الرسالة التي يجب أن يبعث بها بايدن إلى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بسيطة: "لا تحاول ذلك".

وكان لويد أوستن، الذي تم تأكيده وزيراً للدفاع في الولايات المتحدة، أخبر المشرعين في مجلس الشيوخ أثناء جلسة أنه سيتأكد من أن بلاده تفي بالتزاماتها لمساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها.

عكس الاتجاه

ويأتي دعم إدارة الرئيس بايدن لتايوان عكس آمال الصين في إصلاح العلاقات بين بكين وواشنطن، بعد أن تضررت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وقال أنتوني بلينكن مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية خلال جلسة التصديق على توليه الحقيبة في مجلس الشيوخ الثلاثاء إنه "لا يوجد شك" في أن الصين تمثل التحدي الأخطر أمام واشنطن مقارنة بأي بلد آخر.

وكان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، قال أياماً قليلة قبل تنصيب بايدن إنه يأمل ويعتقد أن السياسة الأميركية تجاه بلاده، يمكن أن تعود في النهاية إلى "الموضوعية والعقلانية".

وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع وزير الخارجية السويسري إيجناسيو كاسيس في برن، سويسرا، 22 أكتوبر 2019 - REUTERS
وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال مؤتمر صحافي- REUTERS

وأضاف وانغ يي، في تصريحات لمجموعة من قادة الأعمال الأميركيين، أنه يتعين على كلتا الدولتين احترام تاريخ الأخرى ومصالحها الأساسية "والأنظمة والمسارات التي اختارتها شعوبنا"، عند التعامل مع الخلافات والنزاعات.

وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أن الأمر يرجع للولايات المتحدة "لاتخاذ القرارات الصحيحة" في ما يتعلق بمستقبل العلاقات.

توقيت حرج

وتولى بايدن السلطة في وقت تشهد العلاقات الأميركية الصينية تراجعاً حاداً، وفي أعقاب فترة انتقالية أخذت فيها الإدارة السابقة خطوات واسعة لتوثيق علاقة واشنطن مع تايبيه.

ورفع وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، القيود المفروضة على الاتصالات الرسمية بين أميركا وتايوان، وكان من المقرر أن يتبع ذلك إرسال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة المنتهية ولايتها، كيلي كرافت، إلى المنطقة، قبل أن يتم إلغاء الرحلة في اللحظة الأخيرة.

ووافق ترمب خلال الشهور الأخيرة من ولايته على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إلى تايبيه، وأعلن بومبيو أن معاملة الإيغور في شينجيانغ الصينية تمثل إبادة جماعية، فيما يمثل توبيخين علنيين للصين.

وأثار ذلك غضب بكين، ووصفت وسائل الإعلام التابعة للدولة، تصرفات إدارة ترمب بأنها نتيجة لـ "جنون أخير .. سيجلب عليهم الفناء".