بثت قنوات ووسائل إعلام تايوانية مشاهد ولقطات مباشرة من العرض العسكري الضخم، الذي أقامته الصين، بمناسبة الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية.
وتباينت ردود فعل المواطنين التايوانيين، إذ أعجب بعض المشاهدين بالأسلحة المعروضة، بينما سخر آخرون من المشاهد، حسبما نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وذكرت الصحيفة أن العرض العسكري الصيني، لاقى اهتماماً كبيراً في تايوان، وأثار ردود فعل سياسية متباينة في الجزيرة التي تطالب الصين بالسيطرة عليها، وأعاد إشعال النزاعات الطويلة حول التاريخ والهوية والأمن عبر المضيق، فيما كان السياسيون منقسمين بشأن كيفية تسمية هذه الاحتفالات.
وأضافت أنه "تم بث الحدث مباشرة عبر جميع وسائل الإعلام المحلية الكبرى، بما في ذلك الشبكات الموالية لحزب التقدم الديمقراطي الحاكم، حيث أعجب بعض المشاهدين بالأسلحة المتطورة المعروضة، بينما سخر آخرون من بكين لادعائها الفضل في الانتصار في الحرب".
وندد حزب التقدم الديمقراطي الحاكم، الذي يدعو إلى الاستقلال، بعرض الأربعاء، في ساحة تيانانمن، واصفاً إياه بـ"عرض لطموحات الحزب الشيوعي أكثر من كونه احتفالاً بالسلام"، بحسب الصحيفة.
"إرهاب الجيران"
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إدارة شؤون الصين التابعة للحزب إن الحرب العالمية الثانية "كان يجب أن تعلم البشرية دروس مناهضة العدوان والسعي للسلام، لكن بكين اختارت بدلاً من ذلك عرض القوات والأسلحة التي تستخدمها الآن لإرهاب جيرانها".
واتهمت الإدارة بكين بـ"التطرف العسكري"، وحذرت من أن تدريبات جيش التحرير الشعبي المتكررة في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي تشكل بالفعل "تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي".
كما أدان المنشور الرواية التي تسوّقها بكين، بما في ذلك ادعاؤها أنها كانت "عمود" المقاومة ضد اليابان وجهودها للترويج لـ"حرب مقاومة مشتركة لمدة 14 عاماً"، واصفاً إياها بـ"تشويه للتاريخ يهدف إلى إسكات أصوات التايوانيين".
وكشف الجيش الصيني خلال العرض، عن الثالوث النووي لأول مرة، واستعرض صواريخ نووية عابرة للقارات، وصواريخ أسرع من الصوت، وصواريخ بعيدة المدى، وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، وطائرات مسيّرة شبحية، وقاذفات استراتيجية، وصواريخ قادرة عن الوصول إلى قواعد أميركية في جزيرة جوام بغرب المحيط الهادئ، وتلقب هذه الصواريخ بـ"قاتلة جوام"، وكذلك، صواريخ قادرة على استهداف وإغراق حاملات طائرات.
وشمل الثالوث النووي صاروخ JingLei-1 الجوي طويل المدى، وصاروخ JuLang-3 الباليستي العابر للقارات الذي يطلق من الغواصات، وصاروخ DongFeng-61 الباليستي العابر للقارات البرّي، وصاروخ جديد من نوع DongFeng-31 الباليستي العابر للقارات البرّي.
ووصفت وكالة "شينخوا" الرسمية الصينية هذه الأسلحة الاستراتيجية بـ"الورقة الرابحة" للصين، والتي تضمن "حماية سيادة البلاد وكرامة الأمة".
وبدأ العرض بتفقد الرئيس الصيني لتشكيلات المشاة والأسلحة من داخل سيارة "هونجتشي" صينية، قبل أن يعود إلى منصة العرض، وتبادل شي الكلمات مع كيم وبوتين خلال العرض.