أفادت وكالة "مهر" الإيرانية، الأربعاء، بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بحث في اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، "ضرورة استئناف المفاوضات النووية"، و"حل مشكلة" قرار دول "الترويكا الأوروبية"، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إعادة تفعيل العقوبات الأممية على إيران عبر استخدام آلية "سناب باك".
ووفقاً لوكالة "إرنا" الإيرانية، تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن سبل تفعيل المفاوضات النووية ومسألة تسوية "سناب باك"، كما اتفقا على مواصلة تبادل الآراء بهدف تسوية القضايا النووية عبر المفاوضات.
وشدد لاريجاني وباول على "أهمية استمرار المحادثات لإيجاد حلول مناسبة للقضايا النووية"، بحسب ما نقلته وكالة "مهر" التي أشارت إلى أن المحادثات تجري في إطار الجهود الدولية الرامية إلى استقرار الوضع النووي الإيراني وتنظيمه.
اجتماع بريطاني إيراني
وفي وقت سابق الأربعاء، وصف السفير الإيراني لدى بريطانيا علي موسوي خلال اجتماع مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هاميش فالكونر، إجراء الدول الأوروبية الثلاث بتفعيل آلية "سناب باك" بأنه "غير قانوني"، مؤكداً على الموقف المشترك لإيران والصين وروسيا، بصفتها أعضاءً آخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي المبرم عام 2015)، في معارضة هذه العملية.
وأشارت السفارة الإيرانية لدى بريطانيا، إلى أن الاجتماع بحث تحرك الدول الأوروبية الثلاث لتفعيل آلية "سناب باك"، وأكد السفير على "موقف إيران الذي يتطابق مع مواقف الصين وروسيا كعضوين دائمين في مجلس الأمن، من أن هذا الإجراء غير قانوني".
وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الذي وصل إلى طهران، الأربعاء، بعد زيارة الصين التي استغرقت 4 أيام للمشاركة في قمة شنغهاي، قال إن وزراء خارجية إيران والصين وروسيا "وقعوا على رسالة تؤكد على عدم قانونية سلوك ثلاث دول أوروبية حول آلية سناب باك".
وأضاف: "تم تسليم هذه الرسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
تأتي المباحثات في أعقاب إطلاق فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الأسبوع الماضي، آلية "سناب باك" وهي إجراء يسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، إذا اعتُبرت طهران في حالة "عدم امتثال جوهري" للاتفاق النووي، واستخدمته واشنطن بشكل منفرد عام 2020 دون إجماع دولي، ما أثار خلافاً قانونياً واسعاً حول صلاحية الإجراء، خاصة بعد انسحابها من الاتفاق.
وحثت الدول الثلاث إيران على الدخول في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة، من بين شروط أخرى، لتأجيل تطبيق آلية معاودة فرض العقوبات لمدة تصل إلى 6 أشهر.
"مسار المفاوضات لم يُغلق بعد"
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الثلاثاء، إن مسار المفاوضات بين إيران، والولايات المتحدة لم يُغلق بعد.
وأضاف لاريجاني في منشور على منصة "إكس": "نحن نسعى بالفعل إلى مفاوضات عقلانية، ولكنهم يُمهدون طريقاً لإلغاء أي محادثات عبر إثارة قضايا غير قابلة للحل، مثل فرض قيود على البرنامج الصاروخي".
إلى ذلك، عقد مجلس الشورى الإيراني، الثلاثاء، جلسة غير علنية لبحث تفعيل الترويكا الأوروبية، آلية "سناب باك"، فيما اتهمت الخارجية الإيرانية الترويكا باتخاذ الخطوة "بناءً على رغبة الولايات المتحدة وإسرائيل".
واتهم الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الترويكا الأوروبية بأنها بدأت عملية تفعيل العقوبات "بناءً على رغبة إسرائيل وأميركا".
وفيما يخص استعداد الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران بالتزامن مع زيادة الضغوط، قال بقائي: "طرح هذه الشروط في الأساس دليل على عدم حسن النية تجاه النهج الدبلوماسي، وبخصوص أميركا، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي واجهنا فيه اعتداءً أثناء المفاوضات".