سحبت الهند والصين قواتهما من المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، والتي شهدت العام الماضي معارك دامية، بحسب ما أعلنت الحكومة الهندية الجمعة.
وقال الجيش الهندي في بيان، إن"القوات في هذه المنطقة كانت في حالة مواجهة منذ مايو من العام الماضي، وبهذا حُل وضع المواجهة في المنطقة".
وذكر الجيش الهندي أنه عقب محادثات ثنائية، تراجعت قوات البلدين في منطقة جوجرا "على مراحل بطريقة منسقة، يمكن التحقق منها" خلال اليومين الماضيين.
وأوضح الجيش الهندي أن جميع الهياكل المؤقتة التي أقامها الجانبان في جوجرا "تم تفكيكها"، مضيفاً أن "هذا الاتفاق يضمن احترام خط السيطرة الفعلية في هذه المنطقة بدقة من كلا الجانبين، وأنه لا تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن".
وأرسلت الدولتان بعد الاشتباك خلال العام الماضي، عشرات الآلاف من القوات الإضافية إلى منطقة لاداخ المرتفعة في جبال الهمالايا.
محادثات بناءة
وأعلنت الصين والهند في 3 أغسطس الجاري، أن قادة عسكريين من الجانبين أجروا محادثات "بنّاءة" بشأن نزاعهما الحدودي، وتوصلوا إلى تفاهمات مشتركة، وذلك بعد أكثر من عام من التوترات.
وقال الجانبان، في بيان صدر في وقت متأخر الاثنين، بعد الجولة الثانية عشرة من المحادثات، إن القادة اتفقوا على الحفاظ على الزخم في المفاوضات، وتسوية المسائل المتبقية "بصورة عاجلة"، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وأضاف البيان أن "الجانبين تبادلا الآراء بشكل صريح ومتعمق، بشأن تسوية مسألة المناطق المتبقية المتعلقة بفك الارتباط"، على طول الحدود المتنازع عليها في منطقة غرب الهيمالايا.
وذكرت وزارة الدفاع الصينية أن الجولة الثانية عشرة من الاجتماع، على مستوى قادة الفيالق بين الصين والهند، قد عُقدت على الجانب الهندي من نقطة "مولدو-تشوشول" الحدودية.
وقالت الوزارة في بيان، الثلاثاء، إن الجانبين "اتفقا خلال الاجتماع على بذل مزيد من الجهود لضمان الاستقرار في المناطق الواقعة على طول خط السيطرة الفعلية في القطاع الغربي من الحدود، والحفاظ على السلام بشكل مشترك"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
حشد سابق
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أفادت في 2 يوليو الماضي، بأن الصين والهند أرسلتا عشرات الآلاف من الجنود والمعدات العسكرية المتطورة، إلى الحدود المُتنازع عليها بين "الجارتين النوويتين"، في أكبر انتشار عسكري بالمنطقة منذ عقود.
ونقلت الصحيفة حينها في تقرير، عن مسؤولين هنود في الاستخبارات والجيش، لم تُسمِّهم، قولهم إن الجيش الصيني عزز قواته في هذه الحدود بشكل تدريجي، خلال الأشهر الماضية، إلى أن وصل عددها إلى ما لا يقل عن 50 ألف جندي، بعد أن كانت نحو 15 ألفاً فقط في نفس الوقت من العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا البلدين عمل على تجهيز البنية التحتية على الحدود في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك بناء مقصورات وأكواخ معزولة، لإبقاء القوات متمركزة هناك، خلال فصول الشتاء الباردة في جبال الهيمالايا.
معركة بالأيدي
وخاضت القوات الهندية والصينية معركة بالأيدي في وادي جالوان في 15 يونيو من العام الماضي، خلفت ما لا يقل عن 20 قتيلاً هندياً، وعدداً غير محدد من القتلى في صفوف القوات الصينية، كما أدت التوترات المتزايدة إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
وكانت الهند والصين خاضتا في عام 1962 حرباً حدودية واسعة النطاق بين البلدين، وتبادلتا الاتهامات بمحاولة الاستيلاء على أراض على طول حدودهما غير الرسمية المعروفة باسم "خط السيطرة الفعلية".