ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الخميس، أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدأ تشديد الإجراءات الأمنية في أعقاب اغتيال الناشط اليميني البارز تشارلي كيرك ، إثر تعرضه لإطلاق نار خلال فعالية داخل حرم إحدى الجامعات في ولاية يوتا.
وقالت الصحيفة، إن مراسم وزارة الحرب الأميركية (البنتاجون) لإحياء الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر2001 نُقلت إلى مكان أكثر أمناً، في حين ستُتخذ تدابير إضافية عندما يحضر ترمب مباراة بيسبول مساء الخميس بالتوقيت المحلي في نيويورك.
وأضافت أن فريق ترمب يُجري مناقشات أوسع نطاقاً بخصوص كيفية زيادة أمن الرئيس بخلاف تأمين الفعاليات التي سيحضرها هذا الأسبوع .
ذُعر بين أعضاء الكونجرس
وأفادت شبكة NBC أن اغتيال كيرك أثار صدمة واسعة في "الكابيتول هيل"، إذأعرب مشرّعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن مخاوفهم على سلامتهم الشخصية، واتخذوا مزيداً من الإجراءات الأمنية بعد تصاعد أعمال العنف السياسي.
وقالت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو- كورتيز عن نيويورك، إنها أرجأت فعاليتين عامتين كان من المقرر عقدهما في ولاية نورث كارولاينا هذا الأسبوع، من بينها تجمّع في مدينة رالي الأحد.
وأضافت: "منذ لحظة انتخابي، كنت أدرك أن هذه الوظيفة تنطوي على مستوى معين من المخاطر"، لكنها أوضحت أن البروتوكولات الأمنية الخاصة بأعضاء الكونجرس "قديمة وغير ملائمة للتعامل مع بيئة التهديدات الحالية".
من جانبها، تعتزم النائبة الجمهورية نانسي ميس، عن ولاية ساوث كارولاينا، إلغاء جميع فعالياتها العامة خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك خطاب كان مقرراً في إحدى الجامعات.
البحث عن الجاني
وبدأت الشرطة الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI عملية مطاردة مكثفة الخميس، بحثاً عن المشتبه في قتل كيرك وهو يجيب على أسئلة عن العنف المسلح خلال مشاركته في فعالية جامعية بولاية يوتا.
ويُنسب إلى كيرك (31 عاماً)، وهو مقدم برنامج إذاعي على الإنترنت (بودكاست) وحليف مقرب لترمب، الفضل في بناء قاعدة تأييد للرئيس الجمهوري بين الناخبين الشباب. وقُتل بالرصاص، الأربعاء في ما وصفه سبنسر كوكس حاكم ولاية يوتا بأنه اغتيال سياسي.
ووقعت عملية القتل، التي سجلتها بالتفصيل مقاطع مصورة انتشرت سريعاً على الإنترنت، خلال فعالية في منتصف النهار حضرها 3000 شخص في جامعة يوتا فالي في أوريم بولاية يوتا، على بعد 65 كيلومتراً تقريباً جنوبي مدينة سولت ليك.
وذكر FBI ومسؤولون حكوميون، أن الجاني وصل إلى الحرم الجامعي قبل دقائق من الواقعة، وشوهد في تسجيلات كاميرات المراقبة، وهو يصعد درجاً ليصل إلى سطح قريب قبل أن يطلق رصاصة واحدة.
وقال روبرت بولز المسؤول في FBI للصحافيين، إن القناص قفز من السطح، ولاذ بالفرار إلى حي مجاور.
وذكر بو ماسون، مفوض إدارة السلامة العامة في ولاية يوتا للصحافيين، أن "الجاني في عمر الطلبة الجامعيين فيما يبدو، أنه اندمج جيداً في الحرم الجامعي".
موجة غضب
وأُعلن عن وفاة كيرك، المؤسس المشارك ورئيس منظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة" التي تسعى لنشر الأفكار اليمينية المحافظة بين الطلاب، في مستشفى محلي بعد ساعات. وأثار قتله موجة غضب عارمة وإدانة واسعة للعنف السياسي من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، ومن حكومات أجنبية.
وأفادت شبكة CNN الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة على التحقيق، بأن "عبارات مرتبطة بقضايا ثقافية" وُجدت مكتوبة على بندقية وذخيرة عُثر عليهما في غابة قرب موقع اغتيال كيرك.
وأضافت المصادر، أن السلطات تحلل تلك الرسائل في إطار جهودها لتحديد هوية المشتبه به في عملية القتل، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت تشير إلى دافع وراء الهجوم.
وقال روبرت بولس، المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي في مدينة سولت ليك بولاية يوتا، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن "العملاء عثروا على بندقية من طراز Bolt Action في غابة فر إليها مطلق النار". وأوضح أن "مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي سيجري تحليلاً للسلاح".