اتهمت الصين الولايات المتحدة وبريطانيا بتقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان بإرسال سفن حربية عبر الممر المائي، في مهمة وصفها الحليفان بأنها "روتينية".
وقالت قيادة المسرح الشرقي للجيش الشعبي الصيني إن القوات البحرية والجوية الصينية، راقبت عن كثب المدمرة الأميركية USS Higgins والفرقاطة البريطانية HMS Richmond أثناء عبورهما المضيق الجمعة، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
ووصف المتحدث باسم القيادة، العقيد شي يي، مرور السفن بأنه "مضايقة واستفزاز"، مضيفاً أن هذا الإجراء "أرسل إشارات خاطئة وقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
حالة تأهب قصوى
وأضاف: "القيادة تبقى في حالة تأهب قصوى وملتزمة بحماية السيادة الوطنية وضمان السلام والاستقرار الإقليمي".
وكانت فرقاطة كندية HMCS Ville de Quebec ومدمرة صاروخية أسترالية HMAS Brisbane قد أبحرتا عبر المضيق الأسبوع الماضي، ما دفع بكين لإصدار تحذير مماثل.
كما عبرت حاملة الطائرات الصينية الثالثة والأكثر تقدّماً، "فوجيان"، المضيق، وأعلنت بكين صباح الجمعة، أن السفينة في طريقها لإجراء أبحاث علمية وتدريبات في بحر الصين الجنوبي.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، السبت، أنه "تم رصد طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، و13 سفينة تابعة للبحرية الصينية، و3 سفن رسمية تعمل حول تايوان حتى الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي.
وأضافت أن 25 طلعة جوية من أصل 31 تجاوزت خط الوسط ودخلت منطقة الدفاع الجوي الشمالية والوسطى والجنوبية الغربية لتايوان. مشيرة إلى أن قواتها الجوية راقبت الوضع وقدمنا استجابة فورية.
وتعبر سفن تابعة للبحرية الأميركية وأحياناً سفن من دول حليفة مثل كندا وبريطانيا وفرنسا المضيق مرة في الشهر تقريباً، إذ تعده ممراً مائياً دولياً، كما تعتبره تايوان كذلك.
وقالت الصين التي تعتبر الجزيرة إقليماً تابعاً لها، إن "الممر المائي الاستراتيجي جزء من مياهها الإقليمية"، فيما ترفض حكومة تايوان ما تقوله بكين.
تصعيد صيني
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، صعدت الصين من ضغطها العسكري على تايوان، بما يشمل تنظيم مناورات حربية قرب الجزيرة.
وكانت وزارة الدفاع التايوانية، أفادت في وقت سابق، بأن "الطائرات العسكرية الصينية تخترق منطقة تحديد الدفاع الجوي التابعة لتايوان أكثر من 245 مرة شهرياً، مقارنة بأقل من 10 مرات شهرياً قبل خمس سنوات، كما تعبر هذه الطائرات الخط الأوسط في مضيق تايوان نحو 120 مرة شهرياً، ما يعني محو ذلك الخط غير الرسمي فعلياً.
وذكر مسؤول عسكري تايواني رفيع، في مايو الماضي، أن "القوات الجوية ووحدات الصواريخ الصينية التي ستلعب دوراً محورياً في أي غزو لتايوان، وصلت إلى مستوى من الجاهزية يمكنها من التحول من وضع السلم إلى العمليات الحربية في أي لحظة".