السودان.. عشرات الضحايا في هجوم بطائرة مسيرة على مسجد في الفاشر

صورة من مقطع فيديو لضحايا الهجوم بطائرة مسيرة على مسجد في الفاشر. 19 سبتمبر 2025 - .
صورة من مقطع فيديو لضحايا الهجوم بطائرة مسيرة على مسجد في الفاشر. 19 سبتمبر 2025 - .
دبي-الشرق

أودى هجوم بطائرة مسيرة بحياة أكثر 70 سودانياً أثناء أدائهم الصلاة في مسجد بمدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور، فجر الجمعة، فيما اتهمت السلطات المحلية قوات "الدعم السريع" بشن هذا الهجوم، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة منذ اندلاع النزاع.

وأدان مجلس السيادة السوداني "الاستهداف المتكرر للمدنيين ودور العبادة"، معتبراً أن "مثل هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتستوجب المساءلة"، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء "سونا".

وقالت حكومة إقليم دارفور، إن "المجزرة البشعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع" في مدينة الفاشر، وفق بيانها، مشيرة إلى أن الهجوم قتل أكثر من 70 سودانياً.

وأفادت "شبكة أطباء السودان" بأن طائرة مسيّرة استهدفت المسجد أثناء صلاة الفجر، مشيرة إلى أن من بين الضحايا شيوخ وشباب وأطفال، مع تسجيل إصابات خطيرة وسط المصلين.

ونشرت "لجان المقاومة في الفاشر" مقطع فيديو يظهر أجزاءً من المسجد، وقد تحولت إلى أنقاض، مع وجود جثامين في الموقع المليء بالركام.

وتأتي هذه الغارة الجديدة في الفاشر، وسط احتدام المعارك بين "قوات الدعم السريع" والجيش السوداني، في المدينة المحاصرة.

وطالبت "شبكة أطباء السودان" المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وكل الجهات ذات الصلة، بـ"الضغط الجاد لإيقاف هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية فورية وتوفير الغذاء والدواء للمدينة المنكوبة".

ونددت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، الحادث واصفة إياه بأنه "صادم للغاية"، مطالبة بتهدئة فورية، ومساءلة الأطراف المتحاربة، وضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.

وقالت كوبر، عبر منصة "إكس": "لقد أظهرت الأطراف المتحاربة ولفترة طويلة تجاهلاً صارخاً للقانون الإنساني".

وتشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصاعداً في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية وسط استمرار الاشتباكات ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.

ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في الحرب

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، إن عدد الضحايا المدنيين في السودان ارتفع كثيراً في النصف الأول من العام، في ظل تصاعد العنف على أساس عرقي.

وزادت حدة العنف ضد المدنيين إلى مستويات مروعة منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، والذي تسبب في أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ووفقاً لتقرير جديد أصدره مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، لقي ما لا يقل عن 3384 مدنياً حتفهم بين يناير ويونيو، معظمهم في دارفور.

وقال لي فونج، ممثل المفوضية في السودان، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "نتلقى يومياً المزيد من التقارير عن أهوال على الأرض".

وذكرت المفوضية أن غالبية عمليات القتل نجمت عن قصف مدفعي، بالإضافة إلى غارات جوية وطائرات مسيرة في مناطق مكتظة بالسكان. وأشار التقرير إلى وقوع كثير من الوفيات خلال هجوم "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر، وكذلك على مخيمات زمزم وأبو شوك للنازحين في أبريل.

وخلص التقرير إلى أن "نحو 990 مدنياً تم قتلهم في عمليات إعدام صدرت الأحكام فيها وفق إجراءات موجزة خلال النصف الأول من العام، مع تزايد العدد ثلاثة أمثال من فبراير إلى أبريل".

تصنيفات

قصص قد تهمك