مفوض الأونروا لـ"الشرق": الاعتراف بفلسطين مرحلة مهمة.. ويجب وقف الجحيم في غزة

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني خلال مقابلة مع "الشرق"- 21 سبتمبر 2025 - "الشرق"
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني خلال مقابلة مع "الشرق"- 21 سبتمبر 2025 - "الشرق"
دبي -صديق السامرائي

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل بريطانيا، وأستراليا، وكندا "هو بلا شك كتابة لمرحلة مهمة جداً، بعدما انضمت هذه الدول إلى أكثر من 140 دولة اعترفت بفلسطين، لكن يجب أن يكون بداية لعملية سياسية، على أمل أن يتبعها التزام حقيقي للتشجيع على حل الدولتين".

وأوضح لازاريني في مقابلة مع "الشرق" أن "أول التزام ملموس يجب أن يكون بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو وضع حد للجحيم الذي يعيشه شعب غزة، من خلال وقف إطلاق نار مستدام، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وإغراق غزة بالمساعدات الإنسانية، كما يجب أن يكون ذلك متبوعاً بالتزام سياسي حقيقي لإعادة بناء القطاع".

وأضاف: "لا يمكن مقارنة الوضع الحالي في قطاع غزة بأي مراحل سابقة، إذ إن الوضع الحالي هو الأسوأ، وفي تدهور مستمر في ظل غياب كل الحلول.. وشعب غزة يعيش في جحيم بكل معنى الكلمة، والعملية العسكرية الحالية لا تؤدي لتحويل مدينة غزة إلى حطام بل إلى غبار".

أزمة مالية غير مسبوقة

وشدد المفوض العام لـ"الأونروا" على أن الوكالة تمر بأزمة مالية غير مسبوقة، وأضاف: "أبلغنا الشركاء بأن الوكالة مستمرة في تقديم المساعدات حتى نهاية سبتمبر، لكن ما بعده ليس لدينا وضوح بشأن ذلك، كما نحث الدول العربية على ترجمة تضامنهم المعلن مع الشعب الفلسطيني من خلال زيادة الموارد، والمصادر المقدمة إلى الوكالة".

وأوضح لازاريني أنه بين عامي 2024، و2025 كان هناك انخفاض في المساهمات من العالم العربي تقريباً بـ19%.

وأشار المفوض العام لـ"الأونروا" في حديثه لـ"الشرق" إلى أن الوكالة لا يزال لديها 12 ألف موظف، وعلى مدار يومي تقوم بتوفير الرعاية الصحية، ومساعدة الناس للوصول إلى المياه النظيفة، وإدارة المخلفات، والنفايات لمنع انتشار الأمراض المعدية، كما أن هذه الجهود مستمرة أيضاً لإدارة عدد من الملاجئ، أو المدارس، أو المباني التي لم تتعرض لتدمير كامل.

وأشار إلى أن "الأونروا" مستمرة أيضاً بتقديم الرعاية الصحية، والتعليمية، والمساعدات الاجتماعية للفلسطينيين في لبنان، وسوريا، والأردن وحتى في الضفة الغربية، "كما تعرضنا لانخفاض بـ25% من دخول الوكالة السنوي، بعد أن قامت الولايات المتحدة التي كانت المانح الرئيسي بإيقاف دعمها".

سردية الحكومة الإسرائيلية

وشدد لازاريني على أن الاتهامات ضد "الأونروا" من قبل الجانب الإسرائيلي غير صحيحة، وأن الوكالة تعرضت للكثير من الحملات المضللة، وطالما تم اتخاذ على محمل الجد كل الادعاءات من هذا النوع، لكن في الواقع لم تفض إلى حقائق ملموسة.

وأضاف في تصريحاته، إلى أن الصحافيين تعرضوا أيضاً إلى الاستهداف، وكان الهدف من ذلك كله هو تجنب أي سردية تتناقض مع سردية الحكومة الإسرائيلية بما في ذلك المجاعة، والمآسي التي تنكرها إسرائيل.

وعن المآسي التي يتعرض لها أهالي القطاع، قال: "نحن في القرن الـ21 ونشهد مجاعة بأسباب مصطنعة من البشر.. ولجنة التقصي التابعة للأمم المتحدة، وصفت ما يحدث في غزة بإبادة جماعية، يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف، ونحتاج إلى وقف إطلاق النار، ولا يمكن أن نخذل الشعب الفلسطيني، ونحتاج إلى حل سياسي".

ومضى قائلاً "إن بقي هذا الصراع دون حل لن يكون هناك أمن وسلام في المنطقة.. لدينا مهمة لإنقاذ حياة السكان في غزة لمدة 3 أشهر فقط، وأدعو المجتمع الدولي إلى مساعدة الوكالة من أجل أن نستطيع إنقاذ الناس، ولنعيد بعض الأمل لمستقبل أفضل".

"جثث تمشي على قدميها"

وعن أصعب لحظة واجهته منذ تولي المنصب في "الأونروا" قال لازاريني: "عندما زرت مدرسة في رفح كانت فيها آلاف الأشخاص، والتقيت بفتاة صغيرة تنظر إلى عيني وتتوسل إلى شربة ماء وقطعة خبز، ودائما سأتذكر نظرتها إلى عيني. كما أن موظفينا هنالك أتحدث معهم ويقولون لي: نحن لا أحياء ولا أموات بل جثث تمشي على قدميها وتذهب إلى الجحيم".

تصنيفات

قصص قد تهمك