بلحظات ضحك وبكاء.. جيمي كيميل يعود إلى برنامجه ويثير غضب ترمب مجدداً

وسط تصفيق حار من جمهور Jimmy Kimmel Live، عاد جيمي كيميل لتقديم برنامجه التلفزيوني بعد إيقاف أثار جدلاً سياسياً واسعاً في الولايات المتحدة، بلحظات جمعت بين الضحك، حين أطلق بعض النكات، والدموع التي ذرفها متأثراً بقرار أرملة الناشط المحافظ تشارلي كيرك، مسامحة قاتل زوجها.

وكانت تصريحات كيميل حول تشارلي كيرك، الذي اغتيل خلال تجمع في جامعة بولاية يوتا، السبب المباشر لتعليق برنامجه مؤقتاً. لكن عودته إلى الشاشة فجّرت غضب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

واستهل كيميل حلقته بمقاطع من نشرات إخبارية تناولت خبر إيقافه الذي استمر ستة أيام، فيما وُصفت حلقة الثلاثاء، بأنها "واحدة من أكثر اللحظات المفصلية في تاريخ البث التلفزيوني الأميركي"، وفق مجلة "فارايتي" الأميركية.

وحرص كيميل على توجيه الشكر لأصدقائه في الوسط الإعلامي والفني، الذين دافعوا عنه، كما خص بالشكر أيضاً أصواتاً من اليمين دعمت حقه في التعبير رغم اختلافهم معه. وقال: "حتى وإن كنت لا أتفق مع هؤلاء في معظم القضايا، وبعض ما يقولونه يدفعني للتقيؤ، إلا أن وقوفهم تطلّب شجاعة، ويستحقون التقدير".

وتطرق كيميل بتأثر إلى تصريحاته في 15 سبتمبر الجاري بشأن اغتيال تشارلي كيرك، قائلاً: "لم يكن في نيتي أبداً التخفيف من فداحة جريمة قتل شاب، لا أعتقد أن هناك ما هو مضحك في ذلك".

وأوضح أنه كان قد نشر رسالة تعاطف مع أسرة كيرك عبر إنستجرام، في يوم اغتياله، مؤكداً أنه ما زال يقصد ما كتب.

وأضاف أنه لم يقصد إلقاء اللوم على أي مجموعة سياسية بعينها، بل كان الفاعل "شخصاً مضطرباً بشدة".

نسب مشاهدة مرتفعة "بفضل ترمب"

ودافع كيميل عن حرية التعبير في الولايات المتحدة، وشدد على أن رسالته لم تكن عن أهمية برنامجه، بل عن "الأهمية لأن نعيش في بلد يسمح لنا بوجود برنامج كهذا"، وهاجم محاولات الإدارة الأميركية لما وصفه بـ"تكميم الأفواه".

وقال: "سحب برنامج ستيفن كولبير (The Late Show) ومحاولة الضغط على المحطات لوقف برنامجي ليس أمراً قانونياً، ولا أميركياً، إنه ضد روح أميركا وخطير للغاية".

واقتبس كيميل تصريحات بريندان كار، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، الذي هدد بمعاقبة شركات البث الأميركية، إذا لم تتخذ إجراءات ضد كيميل، معتبراً ذلك "انتهاكاً مباشراً للتعديل الأول" من الدستور الأميركي.

كما عرض مقطعاً للرئيس الأميركي دونالد ترمب يصفه بأنه "مجنون بلا موهبة"، و"مطرود بلا نسب مشاهدة". ورد كيميل مبتسماً: "لكن لدي نسب مشاهدة الليلة".

وأضاف ساخراً، أن محاولات ترمب لإلغاء برنامجه، جاءت بنتيجة عكسية وجذبت ملايين المشاهدين.

وأكد كيميل، أنه لم يكن سعيداً بإيقاف برنامجه، لكنه شكر ABC على عودته، مشيراً إلى أن الشبكة باتت "تحت تهديد غير عادل" من "رئيس يسعى علناً لإنهاء برنامجه". 

وانتقد كيميل، الرئيس الأميركي ترمب، لـ"احتفائه بفقدان أميركيين لوظائفهم، فقط لأنه لا يحتمل المزاح".

وانهار كيميل باكياً عند حديثه عن إيريكا كيرك، أرملة تشارلي كيرك، التي غفرت لقاتل زوجها في مراسم التأبين. ووصف فعلها بأنه "مثال يجب أن يُحتذى"، مشيراً إلى أنه كان عملاً نابعاً من الإيمان والرحمة.

ظهور مفاجئ لروبرت دي نيرو

وفي إحدى لحظات البرنامج، سجل الممثل الأميركي، روبرت دي نيرو، ظهوراً مفاجئاً، متظاهراً بأنه رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية.

وبعد أن ألقى كيميل مونولوجه الافتتاحي، أخبر المشاهدين أن رئيس لجنة الاتصالات، بريندان كار، سينضم إلى البرنامج مباشرة من واشنطن.

وقال دي نيرو: "قول لووبي هناك، عليها أن تُظهر قليلاً من الاحترام، وإلا فإن المنظر الوحيد الذي ستحصل عليه، سيكون من تحت جورج واشنطن، أقصد الجسر، وليس الرجل"، في إشارة إلى مقدّمة برنامج The View، ووبي جولدبيرج.

وكان رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية قد انتقد برنامج The View أيضاً، الأسبوع الماضي.

وعندما سأل كيميل، ما إذا كان يهدد جولدبيرج، رد دي نيرو: "لن أهدد الآنسة جولدستاين أبداً، كنت أعلمها درساً عن العواقب فقط".

وتابع كيميل قائلاً: "اعذرني على القول، وربما أنت الشخص الخطأ للحديث إليه، لكن يبدو أن لجنة الاتصالات تستخدم تكتيكات العصابات لقمع حرية التعبير"، وذكر أيضاً أن اللجنة ستغرم البرنامج على الشتائم على الهواء.

ثم انطلق دي نيرو في هجوم مليئ بالشتائم، قائلاً: "ما الذي قلته لي للتو؟ أنا لجنة الاتصالات اللعينة، أستطيع أن أقول أي شيء أريده باللعنة، انظر، إنه فقط أنا، جيمي". 

وأضاف: "الخطاب لم يعد مجاناً بعد الآن، نحن الآن نحصّل رسوماً على كل كلمة".

وعندما سأل كيميل عن مقدار الرسوم، أوضح دي نيرو: "يعتمد ذلك على ما تريد قوله، مثلاً إذا أردت أن تقول شيئاً لطيفاً عن شعر الرئيس الجميل والكثيف والأصفر أو عن كيف يمكنه وضع مكياجه بشكل أفضل، فذلك مجاناً، لكن إذا أردت أن تمزح بأنه بدين جداً لدرجة أنه يحتاج مقعدين على طائرة إبستين، فذلك سيكلفك".

ترمب ينتقد عودة البرنامج

وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترمب إنه "لا أصدق أن شبكة ABC للأخبار المزيفة، أعادت لجيمي كيميل وظيفته"، مضيفاً أن "ABC كانت أبلغت البيت الأبيض بإلغاء البرنامج"، فيما اعتبر أن "شيئاً ما حدث بين ذلك الحين والآن".

وذكر ترمب أن "جمهور البرنامج غادره"، بسبب أن "موهبة جيمي كيميل لم تكن أبداً موجودة"، متسائلاً: "لماذا يريدون إرجاع شخص يؤدي بهذه السوء، ليس مضحكاً، ويعرض ABC للخطر بنشر 99% من هراء الديمقراطيين بشكل إيجابي؟".

واتهم ترمب كيميل، بأنه "ذراع آخر للجنة الوطنية الديمقراطية"، مضيفاً: "على حد علمي هذا سيكون مساهمة انتخابية غير قانونية" للديمقراطيين. وتابع قائلاً: "أعتقد أننا سنختبر ABC بهذا الأمر، لنرَ ما الذي سنفعله، المرة السابقة التي هاجمتهم فيها، أعطوني 16 مليون دولار، هذه المرة تبدو أكثر ربحية".

وأُوقف برنامج كيميل في 15 سبتمبر الجاري، بعدما أثار احتمال أن يكون المتهم باغتيال كيرك، تايلر روبنسون، جمهورياً مؤيداً لترمب.

وقال كيميل إن "جماعة ماجا (MAGA) تسعى بشكل يائس لتصوير هذا الشاب الذي قتل تشارلي كيرك على أنه أي شيء سوى واحد منهم، وتبذل كل ما بوسعها لاستغلال الأمر سياسياً".

وعقب ذلك، أعلنت شركة Nextstar Media المشغلة للشبكة، تعليق القنوات التابعة لـ ABC لعرض برنامج "جيمي كيميل لايف" حتى إشعار آخر.

وأثار القرار احتجاجات في نيويورك ولوس أنجلوس، وندد به سياسيون من الحزبين باعتباره خرقاً للتعديل الأول من الدستور الأميركي الذي يكفل حرية التعبير.

كما وقع 400 فنان، خطاباً مفتوحاً مع اتحاد الحريات المدنية الأميركي ACLU، احتجاجاً على القرار.

وفي 22 سبتمبر، أعلنت ABC عودة البرنامج، موضحة أن تعليقات كيميل كانت "غير مناسبة التوقيت" لكنها أكدت إجراء "محادثات بناءة" معه أدت إلى قرار استئناف البث.