قالت ستة مصادر مطلعة لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، الأربعاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعد خلال اجتماعه مع قادة دول عربية وإسلامية في نيويورك، بعدم السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم الضفة الغربية، مشيرةً إلى أن ترمب قدم وثيقة تتضمن خطة الإدارة الأميركية لـ"إنهاء الحرب" على قطاع غزة.
وذكر مصدران للمجلة، أن الرئيس الأميركي كان "حازماً" لدى طرح ملف ضم الضفة الغربية، وأكدا أنه "لن يسمح لإسرائيل بذلك".
وأفاد مصدران مطلعان، بأن ترمب وفريقه قدموا وثيقة تشمل "وعداً بمنع الضم" و"تفاصيل أخرى تتعلق بالحوكمة والأمن بعد الحرب".
فيما قال مصدر آخر مطلع على المحادثات إنه: "رغم تطمينات ترمب، لا يزال وقف إطلاق النار لإنهاء حرب إسرائيل المستمرة منذ نحو عامين ضد حماس لا يزال بعيد المنال".
وفي السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس"، عن مصدر مطلعين على الاجتماع قولهما، إن "ترمب أبلغ قادة الدول العربية والإسلامية (المشاركين في اللقاء) بأنه لن يسمح لنتنياهو بضم أجزاء من الضفة الغربية".
وكان مسؤولون عرب وأوروبيون قد حذروا من أن ضم إسرائيل للضفة الغربية "سيقضي تماماً" على أي آمال في حل الدولتين، فيما أعلنت عدة دول غربية منها فرنسا وبريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين.
وعقد ترمب، الثلاثاء، اجتماعاً مع قادة وممثلي ثماني دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لبحث مسألة وقف الحرب في غزة.
وحضر الاجتماع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
السيسي عن لقاء ترمب: يمكن البناء عليه
من جانبه، ثمّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، ما طرحه ترمب خلال اجتماعه مع القادة الدول العربية والإسلامية، معتبراً إياه "أساساً هاماً" يمكن البناء عليه خلال الفترة القادمة لتحقيق السلام.
وقال السيسي على منصة "إكس"، إنه يقدر جهود الرئيس الأميركي "من أجل وقف الحرب الجارية بقطاع غزة بشكل خاص، وسعيه لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام".
وأضاف: "نعرب عن تثميننا لما طرحه خلال اجتماعه مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية بنيويورك أمس (الثلاثاء)، والذي أرى أنه أساس هام يمكن البناء عليه خلال الفترة القادمة لتحقيق السلام".
ضرورة إنهاء حرب غزة
وفي بيان مشترك، أكد قادة الدول العربية والإسلامية خلال الاجتماع مع ترمب، ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية باعتباره "الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم".
وجدد القادة المشاركون في الاجتماع التزامهم بالتعاون مع ترمب، وأكدوا أهمية قيادته من أجل إنهاء الحرب وفتح آفاق لسلام عادل ودائم.
كما شددوا على ضرورة وضع تفاصيل خطة لتحقيق الاستقرار، مع ضمان استقرار الضفة الغربية والمقدسات في القدس، معربين عن دعمهم لجهود الإصلاح للسلطة الفلسطينية.
كما أكد المشاركون ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، استناداً إلى خطة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن الترتيبات الأمنية، مع مساعدة دولية لدعم القيادة الفلسطينية.
وأعربوا عن التزامهم بالعمل معاً لضمان نجاح الخطط وإعادة بناء حياة الفلسطينيين في غزة.
وأكد المشاركون كذلك أهمية الحفاظ على الزخم لضمان أن يكون هذا الاجتماع بداية لمسار على الطريق الصحيح نحو مستقبل يسوده السلام والتعاون الإقليمي.
وكان ترمب قال للصحافيين عقب اللقاء، الثلاثاء: "عقدت اجتماعاً ناجحاً جداً بشأن غزة.. إنه اجتماع جيد جداً مع قادة عظماء".
وقبيل اللقاء، أعرب الرئيس الأميركي عن أمله في "أن تنتهي حرب غزة الآن، واستعادة 20 محتجزاً و38 جثة من القطاع".
واعتبر ترمب اللقاء "الأهم بالنسبة له خلال اليوم"، قائلاً: "عقدت اجتماعات عدّة مهمة، ولا أريد أن أسبب إهانة لأي أحد من خلال الـ32 اجتماعاً التي عقدتُها (الثلاثاء)".
ووصف اللقاء بأنه مع "قادة عظماء من منطقة مهمة جداً في العالم، وهي الشرق الأوسط". وأضاف: "نريد إنهاء الحرب في غزة، وسوف ننهيها، وربما ننهيها الآن".