ماكرون يلتقي بيزشكيان: الاتفاق مع إيران لا يزال ممكناً ولم يتبق سوى ساعات

دبي-الشرق

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إن التوصل إلى اتفاق بين إيران وكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أو ما يُعرف بدول "الترويكا الأوروبية"، لتأجيل إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران لا يزال ممكناً، لكن لم يتبق سوى ساعات قليلة لتحقيق ذلك.

وأضاف ماكرون في منشور عبر منصة "إكس"، عقب اجتماعه مع نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق. لم يتبقَ سوى ساعات قليلة. الأمر متروك لإيران للوفاء بالشروط المشروعة التي وضعناها".

وأكد الرئيس الفرنسي: "موقفنا واضح: يجب ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً تحت أي ظرف"، مشيراً إلى أن بلاده، بالتنسيق مع ألمانيا والمملكة المتحدة، قررت تفعيل آلية "سناب باك" التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، وذلك رداً على عدم التزام طهران بتعهداتها النووية.

3 مطالب أساسية من إيران:

  • السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى المنشآت النووية
  • الشفافية الكاملة بشأن مخزونات المواد المُخصبة
  • والاستئناف الفوري للمفاوضات

وكان الرئيس الإيراني، شدد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقت سابق الأربعاء، على أن طهران "لا تسعى لتصنيع أسلحة نووية"، مضيفاً أنه "بناء على تعليمات قيادتنا الدينية، لم ولن نسعى لذلك، في حين أن الذين يزعزعون المنطقة هم من يسعون لذلك"، بحسب تعبيره.

التعاون مع الطاقة الذرية و"آلية الزناد"

من جانبها ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية، الأربعاء، أن اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني مع نظيره الفرنسي، تناول قضايا تتعلق بتعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و"آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات النووية على إيران.

وفي 10 سبتمبر الجاري، وقعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة، اتفاقاً لاستئناف التعاون الفني بين الجانبين، ومنها الإجراءات العملية لعودة أنشطة تفتيش المنشآت النووية، وسط تحذيرات إيرانية من أن تطبيق عقوبات الأمم المتحدة يعني نهاية "الخطوات العملية" المنصوص عليها في الاتفاق.

وكانت دول الترويكا الأوروبية وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قد قررت في أغسطس إعادة تفعيل آلية فرض العقوبات على إيران "لعدم امتثالها للاتفاق النووي وتجاوزها الحدود المقررة بشأن تخصيب اليورانيوم منذ سنوات".

ويشير مصطلح "آلية الزناد" إلى إعادة فرض العقوبات تلقائيا على إيران في مجلس الأمن الدولي في أكتوبر تشرين الأول عندما ينتهي أجل الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الغربية في 2015.

التفاوض مع أميركا "بلا فائدة"

من جانبه قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، إن "التفاوض مع الولايات المتحدة ليس سوى طريق مسدود ولا فائدة له"، فيما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هناك محادثات مكثفة لتقييم إمكانية إيجاد حل لمسألة إعادة فرض العقوبات على إيران، وذلك في أعقاب انطلاق "محادثات اللحظة الأخيرة" بين طهران وقوى أوروبية، في وقت سابق الثلاثاء، بشأن العقوبات الأممية "سناب باك". 

وفي رسالة مسجلة، ذكر خامنئي أيضاً أن إيران لن "تستسلم للضغوط" في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وكرر موقف طهران الرسمي القائم منذ فترة طويلة بأنها لا تحتاج إلى أسلحة نووية ولا تنوي إنتاجها.

وأضاف المرشد الإيراني: "الأمة الإيرانية لن تقبل بعدم تخصيب اليورانيوم"، مشدداً على أن "طهران لن تستسلم للضغوط المتعلقة بتخصيب اليورانيوم"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "إيران لا تحتاج إلى أسلحة نووية ولا تعتزم إنتاجها".

وأشار خامنئي إلى أن "المفاوضات مع أميركا تضر بمصالح إيران في ظل الوضع الحالي"، مضيفاً أن "واشنطن لا تريد أن تمتلك طهران صواريخ، بما في ذلك الصواريخ متوسطة المدى".

فريق مفتشين يتوجه لإيران

من ناحيته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الثلاثاء،  لوكالة "رويترز"، إن فريقاً من المفتشين في طريقه إلى إيران، ليكون مستعداً في حال توصلت طهران والقوى الأوروبية إلى اتفاق هذا الأسبوع لتجنب إعادة فرض العقوبات الدولية.

وأوضح جروسي، في حديث على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه يجري محادثات "مكثفة" مع إيران والقوى الأوروبية والولايات المتحدة لإيجاد حل، مشيراً إلى أن مفتشي الوكالة في طريقهم إلى إيران، لكن دخولهم سيعتمد على الإرادة السياسية لإيران.

وقال مسؤولان إيرانيان كبيران ودبلوماسيان غربيان لـ"رويترز"، الثلاثاء، إن إيران والقوى الأوروبية ستجري "محادثات اللحظة الأخيرة" لمنع معاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة "سناب باك" على طهران، غير أنهم أشاروا إلى أن "فرص النجاح لا تزال ضئيلة".

وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن إيران لم تستوف حتى الآن الشروط التي وضعتها القوى الأوروبية لتجنب إعادة فرض العقوبات، مشيراً إلى أن المناقشات ستستمر مع طهران بشأن آلية إعادة فرض العقوبات لبحث جميع الإمكانيات لإيجاد حل.

وأضاف المصدر أن "الكرة في ملعب إيران"، مشدداً على أنه في حال عدم إحراز تقدم بحلول نهاية يوم 27 سبتمبر، ستتم إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

تصنيفات

قصص قد تهمك