قدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خطة من 21 نقطة، تهدف لإنهاء الحرب الإسرئيلية على غزة، وذلك خلال اجتماع مع قادة وممثلي 8 دول عربية وإسلامية، والذين ردوا بخمسة شروط لدعم تلك الخطة، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن 3 مصادر مطلعة.
وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترمب خطة أميركية لإنهاء الحرب منذ توليه منصبه في يناير الماضي، فيما ذكرت المصادر أن ردود الفعل داخل القاعة كانت "إيجابية" في مجملها.
وعقد ترمب، الثلاثاء، اجتماعاً مع قادة وممثلي 8 دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لبحث مسألة وقف الحرب في غزة.
وقالت مصادر لـ"أكسيوس"، إن ترمب أبلغ القادة خلال الاجتماع، بضرورة إنهاء الحرب بشكل عاجل، موضحاً أنه يطرح هذه الخطة لأن استمرار الحرب يجعل إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية يوماً بعد يوم.
مبادئ أميركية
ووفقاً للمصادر، قدّم ترمب مبادئ أميركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بصيغة معدلة عن أفكار طُرحت خلال الأشهر الستة الماضية، متضمنة تحديثاً لمقترحات كان قد صاغها صهر ترمب جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وتضمنت هذه المبادئ الدعوة إلى الإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.
كما تضمنت المبادئ، خطة للمرحلة التالية من الحرب تقوم على إنشاء آلية حكم جديدة في غزة من دون مشاركة حركة "حماس"، إلى جانب تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية.
كما نصت المبادئ على تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة وإعادة إعمار القطاع، مع مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية.
أبرز مبادئ الخطة الأميركية
- الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين
- التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة
- انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة
- طرح خطة لليوم التالي تتضمن إنشاء آلية حكم جديدة في غزة دون مشاركة "حماس"
- تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية
- تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة وإعادة إعمار القطاع
- مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية
5 شروط عربية
ووفقاً لمصدرين، قدم القادة العرب مجموعة شروط لدعم الخطة الأميركية، حيث شددوا على ضرورة أن تمتنع إسرائيل عن ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة، وألا تحتل أي مناطق في القطاع، وألا تُنشئ مستوطنات فيه.
كما طالبوا بوقف الممارسات الإسرائيلية التي تقوض الوضع القائم في المسجد الأقصى، إلى جانب زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة.
أبرز الشروط العربية بشأن حرب غزة
- ضرورة منع إسرائيل من ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة
- منع إسرائيل من احتلال أي مناطق في القطاع
- منع إسرائيل من بناء مستوطنات في غزة
- وقف الممارسات الإسرائيلية التي تقوض الوضع القائم في المسجد الأقصى
- زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة
ترمب: لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة
وأشار مصدران، إلى أن ترمب أبلغ قادة الدول العربية والإسلامية خلال الاجتماع، بأنه "لن يسمح لإسرائيل بضم أي أجزاء من الضفة الغربية".
وفي نهاية اللقاء، أبدى القادة المشاركون دعمهم للمبادئ الأميركية والتزموا بالمشاركة في خطة ما بعد الحرب. ووصف أحد المسؤولين العرب الذين حضروا الاجتماع بأنه كان "جيداً جداً"، وقال إن "ترمب بدا ملتزماً بإنهاء الحرب".
وعبّر مسؤول عربي آخر مطلع على تفاصيل النقاش عن تفاؤل الحاضرين، قائلاً إنهم للمرة الأولى شعروا بوجود خطة جادة على الطاولة، مضيفاً أن ترمب يريد إغلاق هذا الفصل سريعاً من أجل التطلع إلى مستقبل أفضل للمنطقة.
وفي متابعة للاجتماع، عقد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف، الأربعاء، لقاء مع وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن، لبحث تحويل المبادئ الأميركية إلى خطة أكثر تفصيلاً وقابلة للتنفيذ.
من جانبهم، ذكر مسؤولون إسرائيليون، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على علم عام بالمبادئ المطروحة، وأن مستشاره المقرب ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أجرى مؤخراً محادثات بشأنها مع كوشنر وبلير.
وأبلغ ترمب القادة، بأنه سيبحث الخطة مع نتنياهو في البيت الأبيض، الاثنين المقبل، لضمان موافقته، بحسب مصدر مطلع.
وقال مسؤولون مطلعون على الاجتماع لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن ترمب أبلغ المشاركين في اللقاء بأنه سيضغط على نتنياهو للقبول بالخطة الأميركية وسيشرف على تنفيذها، لكن بعض المسؤولين العرب أبدوا شكوكهم.
واعتبر مسؤول عربي في تصريح لـ"أكسيوس"، أن المبادئ الأميركية "جيدة لكنها تحتاج إلى مزيد من الصياغة بمشاركة عربية"، مضيفاً أن "واشنطن ستكون مضطرة بعد بلورتها إلى إقناع نتنياهو بها".