يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في أول زيارة له إلى البيت الأبيض منذ 6 سنوات، حيث يسعى لعقد مجموعة من الاتفاقات والصفقات التي تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يُمهد اجتماع ترمب وأردوغان، الطريق أمام تركيا، الدولة العضو في تحالف شمال الأطلسي "الناتو"، لشراء مقاتلات وطائرات تجارية، بالإضافة لصفقات الغاز الطبيعي المسال، وفق ما نقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين أتراك.
ويرى أردوغان في الاجتماع "فرصة لإعادة ضبط العلاقات" التركية الأميركية، التي كانت تضررت بسبب مشتريات الأسلحة الروسية، وعدد من الخلافات الدبلوماسية.
وعززت التوقعات بتحسن العلاقات مع واشنطن، الأسواق التركية، مع ارتفاع الدين الحكومي والأسهم، منذ إعلان ترمب عن زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وقطع ترمب وأردوغان شوطاً طويلاً منذ لقائهما المضطرب بالبيت الأبيض في نوفمبر 2019. فبعد أن تعهد ترمب في وقت سابق من ذلك العام بسحب القوات من سوريا، شنت تركيا توغلاً عسكرياً ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، مما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على عدد من الوزراء الأتراك.
ونجا التحالف بصعوبة من الانهيار عندما توسط نائب الرئيس آنذاك، مايك بنس، في وقف القتال، مما سمح للقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة بالابتعاد عن خط المواجهة مع تركيا.
مقاتلات F-16 وF-35
وتحرص تركيا على تلبية بعض احتياجاتها العسكرية والطاقة من الولايات المتحدة، مما يمنح ترمب فرصة للفوز بصفقة تجارية.
وقد يكون لقطاع الطيران النصيب الأكبر من الصفقات المحتملة، الخميس. وقال مسؤولون أتراك لـ"بلومبرغ"، إن "بوينج" و"لوكهيد مارتن" قد تشهدان طلبات لشراء ما يصل إلى 250 طائرة تجارية، بالإضافة إلى مقاتلات F-16 إضافية.
وصرح ترمب الأسبوع الماضي بوجود فرصة لحل المأزق طويل الأمد بشأن الطائرات الشبحية F-35.
وكانت تركيا شريكاً أصلياً في تطوير F-35، أكثر طائرات "لوكهيد مارتن" تطوراً، لكنها أُبعدت من البرنامج بعد شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي S-400.
وأدت عملية الشراء إلى فرض عقوبات على تركبا من الكونجرس على أنقرة، تُعرف باسم "قانون مكافحة أعداء أميركا" CAATSA، والتي استهدفت صناعة الدفاع التركية، وهي العقوبات التي لا تزال سارية.
ورفضت أنقرة التخلي عن أنظمة S-400 الروسية، كما تطالب واشنطن، لكنها تأمل في أن يؤدي التوصل إلى حل وسط بشأن نشرها إلى إعادة فتح الباب أمام شراء 40 طائرة F-35، وفق المسؤولين الأتراك.
والأربعاء، أعلنت تركيا عن اتفاقيات طويلة الأجل مع مجموعي الطاقة "ميركوريا" و"ودسايد"، لشراء حوالي 76 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي على شكل غاز طبيعي مسال، معظمها من مصانع في الولايات المتحدة.
وستعزز شحنات الغاز وصفقات الدفاع التجارة الثنائية، إذ أعلن البلدان رغبتهما في مضاعفتها 3 مرات لتصل إلى حوالي 100 مليار دولار سنوياً.
ووفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، كانت الصادرات متوازنة تقريباً في كلا الاتجاهين، مما يسمح لتركيا بمواجهة رسوم جمركية أميركية بنسبة 15% فقط على سلعها، وهي من بين أدنى المعدلات التي فرضها ترمب على دول العالم في أغسطس الماضي.