قال المبعوث الأميركي، توم باراك، الجمعة، خلال تصريحات صحافية، إنه "لا يوجد شرق أوسط، بل قبائل وقرى"، وإن الدول القومية في المنطقة نشأت عبر البريطانيين، والفرنسيين في العام 1916 من خلال اتفاقية "سايكس بيكو".
وأضاف: "الدول القومية بمنطقة الشرق الأوسط قامت على يد البريطانيين والفرنسيين.. وكما قالت سايكس بيكو سنأخذ ما يعرف بالإمبراطورية العثمانية وسنرسم خطوطاً مستقيمة حولها، وسنطلق عليها اسم الدول القومية، لكن الشرق الأوسط لا يعمل بهذه الطريقة إذ بدأ بالفرد ثم العائلة ثم القرية ثم القبيلة والمجتمع، والدين ليتكون أخيراً مفهوم الدولة".
وتابع باراك: "الاعتقاد بإمكانية توحيد 27 دولة مختلفة في المنطقة، تضم 110 مجموعات عرقية، على موقف سياسي واحد هو مجرد وهم"، فيما أثار تصريح المبعوث الأميركي جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير تصريحات المبعوث الأميركي غضباً، إذ أهان باراك في أغسطس الماضي الصحافيين اللبنانيين خلال المؤتمر الذي عقده في القصر الرئاسي ببيروت، بعد لقائه ووفد من الكونجرس مع الرئيس جوزاف عون، حيث وصف سلوكهم بأنه "فوضوي" و"حيواني".
المبعوث الأميركي: "سلوككم حيواني"
وقال باراك للصحافيين وسط محاولات توجيه الأسئلة له وللوفد إن عليهم أن "يتصرفوا بتحضر ولطف، وإنه في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضوياً وحيوانياً، سنغادر من هنا".
وكان المؤتمر يهدف للتعريف بنتائج اللقاءات التي أجراها في إسرائيل بشأن الانسحاب من جنوب لبنان، ومشاوراته في لبنان بشأن حصر السلاح.
وألقى الوفد الأميركي الذي ضم السيناتور ليندسي جراهام، والسيناتور جين شاهين وعضو مجلس النواب جو ويلسون كلمة أولاً، ثم طلبت منسقة المؤتمر من باراك أن يصعد إلى المنصة، ليلقي كلمة، وطلبت من الجميع العودة إلى مقاعدهم.
ورد باراك الذي أمسك بالمايكروفون قائلاً: "لا، لا، لا، لن أصعد إلى هناك"، وطلب من نائبته مورجان أورتاجوس الصعود للمنصة، قبل أن يقول "انتظروا دعونا نضع قاعدة واحدة".
وصعد باراك على المنصة وقال: "اصمتوا للحظة، أريد أن أخبركم بشيء، في اللحظة التي يصبح فيها الأمر فوضوياً وحيوانياً، سنغادر. إذا أردتم أن تعرفوا ما الذي يحدث (في زيارته للبنان ولإسرائيل)، تصرفوا بشكل متحضر، بلطف، بتسامح، لأن هذه هي المشكلة في ما يحدث في المنطقة".
وتابع: "أرجوكم، هل تعتقدون أن هذا ممتع بالنسبة لنا؟ هل تظنون أنه من المجدي لي ولمورجان (أورتاجوس)، أن نكون هنا، وأن نتحمل هذا الجنون؟ سنعطيكم إجابات، بما يتوافق مع لطفكم، واهتمامكم، وأسئلتكم المدروسة، إذا لم يكن هذا هو الأسلوب الذي تفضلون التعامل به، فسنغادر".
وأثارت طريقة باراك، موجة انتقادات واسعة في بيروت، كما عبّرت الرئاسة اللبنانية عن أسفها للوصف الذي وُجِّه للإعلاميين، وطالبت نقابة محرري الصحافة باعتذار علني من باراك، ولوّحت بخطوات تصعيدية.